حقق فيلم "قلب الأسد" أعلى الإيرادات في السوق المصرية بواقع 5 مليون جنيه خلال أسبوع العيد فقط لكنه أثار في نفس الوقت موجة من الانتقادات والجدل بسبب شخصية البطل "فارس الجن"، الذي يجسده الفنان الشاب محمد رمضان، إلى حد دعوة البعض إلى مقاطعة كل أعمال المنتج أحمد السبكي.
"قلب الأسد" قصة وسيناريو وحوار حسام موسى وإخراج كريم السبكي وإنتاج أحمد السبكي، ويجسد رمضان في الفيلم قصه شاب بسيط من بيئة متواضعة جدا يدعى "فارس الجن". و تعرض فارس للاختطاف وهو صغير وتربى وسط الأسود في السيرك حيث يعمل في تنظيف قفص الأسود، وهو شاب يحلم بالثراء ويقاوم طريق الشر ويكشف مخططات وجرائم عصابة تحاول تجنيده لحسابها ويتعاون مع الشرطة في كشف جرائم التشكيل الإجرامي.
وحسب الإحصاءات فإن أغلب جمهور الفيلم من فئة الشباب والذين ارتبطوا بالممثل محمد رمضان من خلال الشخصيات التي جسدها في أفلامه السابقة "احكي يا شهرزاد" ,وهو العمل الذي لفت النظر إليه لبراعته في تجسيد الصراع النفسي لشاب معدم يستغل ثلاث فتيات لتحقيق أغراضه، ثم فيلمي "الألماني" و"عبده موتة" حيث يقدم شخصيات شبيهة بدوره الأخير.
ورغم الإقبال الجماهيري على "قلب الأسد"، إلا أن بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيسبوك"، اتهموا الفيلم بأنه "السبب في الأزمة الأخلاقية الموجودة في مصر متهمين العمل بالترويج للتحرش الجنسي وبالإسفاف في الألفاظ واستخدام الإيحاءات الجنسية ومشاهد العنف".
ووصل الهجوم على الفيلم إلى حد مطالبة البعض بمحاكمة المخرج كريم السبكي ومقاطعة الأفلام التي تنتجها مؤسسة السبكي فيلم.
وظهرت مقاطع فيديو لشباب من مصر على كوبري قصر النيل في وسط القاهرة وقد حلقوا شعورهم مثل محمد رمضان ويرقصون وهم يلوحون بالمطواة مثلما يفعل "فارس الجن" عندما يهدد أعداءه في الفيلم. ولام الكثيرين في برامج ومقالات على رمضان "تأثيره السيء على الشباب والذي ظهر في هذه المقاطع".
ويدافع رمضان عن نفسه قائلا "إنهم لا يقلدونني، بل أنا من يحاكيهم لأن هذا هو واقع هؤلاء الشباب، وهذا السلوك ليس بسبب تأثير فيلمي".
ويضيف متسائلا "هل هذا الشاب الذي يعمل سائق توك توك، لولا شخصيتي في الفيلم لكان عمل طبيبا مثلا؟ هل أنا المسؤول عن تدني مستواه العلمي والثقافي أم واقع المجتمع؟".
ومن جانبه، يؤكد الناقد السينمائي كمال رمزي أن "نجاح ظاهرة البطل محمد رمضان في الفيلم يعود إلى أنه يقدم الشخصية التي يريد أن يراها الشباب والناس الآن في مصر: الشاب الذي يعتمد على ذراعيه ليسير في هذه الحياة ويبقى حيا".
ويضيف رمزي "نحن نعيش في فترة الدولة فيها في حالة من الوهن الشديد، ومؤسسات الأمن – سواء الشرطة أو القضاء – أيضا في حالة محدودية في الفاعلية وبالتالي أصبح الإحساس السائد عند الشباب هو أنه لا بد أن يكون الإنسان قويا ومعتمدا على نفسه ليأخذ حقه بيده".
واعتبر الناقد أن "هذا هو ما يفسر قبول المشاهدين لشخصية فارس الجن والانبهار بها".
ويضيف "النجم في كل فترة يكون له شكل معين يتماشى مع الحالة السائدة في البلاد، فكان في وقت ما رومانسيا، ثم مناضلا، ثم مطحونا ومحمد رمضان في أفلامه يجسد شخصية الشباب العاطل عن العمل الذي ليس لديه امكانيات مادية أو ثقافية مثل أغلبية الشباب في مصر الآن".
ويدافع رمزي عن المنتج أحمد السبكي لأنه "الوحيد الذي ينتج أفلاما في هذا الوقت وسط انسحاب معظم المنتجين الآخرين بسبب الأزمة الاقتصادية".
وعن اتهام أفلامه بأنها "تجارية" بمعنى أنها تعتمد على الإثارة وليس الرقي الثقافي، قال الناقد أن الكثير من أفلام عائلة السبكي وجه إليها هذا الانتقاد، ولكن الفيلم التجاري هو سبب بقاء السينما على قيد الحياة".
وضرب مثلا بفيلم المومياء للمخرج الراحل شادي عبد السلام وقال "فيلم المومياء من أعظم 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية ولكن لو كانت كل الأفلام مثل المومياء لأفلست صناعة السينما ولم يعد هناك أفلام" بسبب عدم تحقيقيه مردود مادي.
لمياء راضي – سكاي نيوز عربية