وطن – خلافا لمنظر اعتاد العرب رؤيته لرئيس أو مسؤول عربي في موكب طويل من السيارات السوداء والحرس هذا ناهيك عن اغلاق الطرق تحول رئيس الوزراء النرويجي جينس ستولتنبرغ إلى سائق سيارة أجرة، وجاب شوارع العاصمة أوسلو يوم أمس الأحد لاستطلاع نبض الشارع بشأن الانتخابات العامة التي ستجري في أيلول (سبتمبر) المقبل، فإذا به يقلّد عن غير قصد طبعًا الخليفة عمر بن الخطاب الذي حكي عنه أنّه كان يتخفّى ويجوب شوارع مدينته، لتحسّس مشاكل وحاجات الناس.
ونشر ستولتنبرغ مشاهد فيديو على حسابه في موقع تويتر، التقطها بكاميرا أخفاها في مقدمة السيارة، لرصد ردود أفعال الركاب، من دون أن يخبرهم عن هويته الحقيقية.
وأظهر الفيديو مشاهد لرئيس الوزراء وهو يقود سيارة أجرة متخفيًا بنظارة شمسية، ويجوب شوارع أوسلو، ويقلّ عددًا من الأشخاص الذين استغربوا قيادته لسيارة الأجرة، وكثيرون قالوا له: "أنت تشبه رئيس الوزراء تمامًا" قبل أن يتأكدوا بالفعل من هويته وينخرطون في الضحك. ومازح أحد الركاب ستولتنبرغ قائلاً "هل بدأت في العمل كسائق تاكسي" فبادره رئيس الوزراء بالقول "نعم بدأت العمل في أوقات فراغي". وأشار رئيس الوزراء النرويجي إلى أن معرفة ردود أفعال الناس حول الانتخابات ورأيهم فيه، أمر هام جدًا له، ومن هنا لم يأتِ اختياره لسيارة الأجرة عبثًا، بل لأنّها أكثر الأماكن التي يتواصل فيها الناس مع بعضهم البعض. وأوضح ستولتنبرغ أنه لم يقد سيارة منذ فترة طويلة، لافتًا إلى أن أحد الركاب قال له عندما أوصله: "لا أصدق أنا ما زلت على قيد الحياة"، موضحًا أن الراكب كان مستاءً من الطريقة التي يقود بها السيارة. طبعًا، لن يوفّر رئيس الوزراء النرويجي جهدًا لتحقيق نتائج جيدة في الانتخابات البرلمانيّة المقبلة، ولانّ مهنته الموقتة كسائق سيارة
تاكسي تخدم حملته الانتخابية، فقد وعد باستخدام بعض المشاهد التي التقطها في سيارة التاكسي مع الناس، في حملته الانتخابية وذلك في حال وافق الركاب على ذلك.