كشف الناشط السعودي الذي يستخدم اسم “مجتهد” لنشر الأخبار السرية حول المملكة العربية السعودية النقاب عن تفاصيل إقالة فهد بن عبد الله من منصب مساعد وزير الدفاع وتعيين سلمان بن سلطان محله.
وأفاد “مجتهد” في صفحته على تويتر أنه: كان ينبغي أن يمضي تعيين فهد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن آل سعود كما رتب له وهو أن يستلم الدفاع كذراع لرئيس الديوان الملكي خالد التويجري ورئيس الحرس الوطني الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وكخطوة في استلام متعب للحكم فما الذي حصل؟.
وأضاف: إن الذي أدى لإقالة فهد بن عبد الله هو تصرفاته الشخصية التي كانت استجابة لغريزة السرقة وليس فيها حساب العواقب بحيث ظن فهد بن عبد الله أن كونه جزءا من خطة التويجري لتمكين متعب ضمان له يتصرف كما يريد في الدفاع فارتكب خطأين كارثيين لا شفاعة لهما عند آل سعود.
الخطأ الأول أنه نسي أنه ليس من أحفاد عبد العزيز وظن أن حماية التويجري تسمح له بتهميش عيال عبد العزيز فوقع في محذور أعظم من الكفر عند آل سعود.
يعاني فهد من شراهة في السرقة تعميه عن مبدأ (تمسكن حتى تتمكن) وكانت سبب إقالته سابقا من البحرية حين تجرأ على حصة كبيرة من نصيب خالد بن سلطان. وما إن تعين فهد نائبا لوزير الدفاع حتى شرع في الاستحواذ على المناقصات والصفقات الداخلية والخارجية واستغل ضعف الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد ووزير الدفاع فسعى لتهميش ابنه ورئيس مكتبه محمد بن سلمان. تعامل فهد بن عبد الله مع موقعه النظامي الذي يعطيه نظريا صلاحيات تفوق صلاحيات محمد بن سلمان مستغلا الغياب الذهني لسلمان وبالغ في ذلك لأقصى حد. وفوجئ محمد بن سلمان بأن الصفقات تختفي من بين يديه وأن هذا الدخيل بدأ يتصرف دون اعتبار لعيال عبد العزيز ويحسن اختيار الصلاحيات النظامية. حاول محمد بن سلمان أن يستغل نفوذه عند والده في كل مناقصة تفلت منه لكنه رأى أن الأمر متعب بهذه الطريقة فقرر أن يتخلص من المشكلة بالكامل. وانتظر محمد بن سلمان إلى أن حصل الخطأ الثاني الذي ارتكبه فهد بن عبد الله وصار الملك مهيئا لإقناعه بإقالته فأقنع والده بمقابلة الملك شخصيا. من المعلوم أن سلمان بعد تشتته الذهني ينقاد بسهولة من قبل دلوعته محمد لكن مشكلة محمد لم تكن والده بل كانت الملك عبد الله نفسه.
الخطأ الثاني هو أن فهد بن عبد الله نسي أن من يغضب أميركا يغضب الملك عبد الله وأن تضايق أميركا من أي مسؤول يعني طرده من المنصب عاجلا أو آجلا. وفهد بن عبد الله عاشق للفرنسيين وله علاقة وثيقة بهم وبينه وبينهم تفاهم قديم يسمح له بتوسيع فرصة السرقة والاستحواذ على صفقات السلاح. وما إن تعين فهد بن عبد الله حتى بدأ ينتقد بشكل مكشوف المواصفات الفنية لمشروع التطوير الأميركي لوزارة الدفاع كخطوة في ترشيح البديل الفرنسي. وتجرأ على التصريح بذلك في مقابلة له مع قائد الحربية الأميركي ثم وزير الدفاع الأميركي بطريقة حمقاء أثارت الأميركان فعبروا للملك عن امتعاضهم. وهنا تحرك محمد بن سلمان وأخذ والده بنفسه لمكتب الملك في حدود منتصف رمضان ليقنع الملك بإقالة فهد بن عبد الله مستغلا ما حصل مع الأميركان. حاول التويجري تعطيل المقابلة بحجة انشغال الملك فغضب سلمان وتلفظ عليه بكلمات قاسية ودخل على الملك الذي كان متهيئا للقرار بسبب الضغط الأميركي. وهكذا لم ينفع فهد بن عبد الله حماية متعب والتويجري بعد أن تعدى على نفوذ عيال عبد العزيز وفضل الفرنسيين على الأميركان. أما سلمان بن سلطان فهو برتبة نقيب وليس له من التأهيل إلا أنه سجل في الكلية الحربية ولم يداوم فيها إلا يومين ونال الشهادة بأمر شخصي من والده. عمل في الدفاع الجوي ثم الملحقية العسكرية في واشنطن حتى يشرف على سرقات والده وإخوانه ويأخذ نصيبه هو نفسه من السرقات التي لا تقارن بسرقاتهم. بعدها تحول للعمل الاستخباراتي في الخارجية والأمن القومي وأعطي جزءا كبيرا من ملف سورية تحت إمرة أخيه بندر فخبص فيه تخبيص على كيفك.
وقال “مجتهد”: يوجد من أحفاد عبد العزيز من لديهم تأهيل وخبرة أكثر من سلمان بن سلطان وفي مقدمتهم فهد بن تركي نائب قائد القوات البرية فلماذا سلمان بن سلطان؟. السبب الأول أنه صديق مقرب لمحمد بن سلمان وقد اتفق مقدما معه على ترتيب السرقات وتوزيعها بما يرضي الطرفين على أن يأخذ محمد بن سلمان حصة الأسد. السبب الثاني أنه شخصية مقبولة لدى التويجري ومتعب ولن يكون حجر عثرة في تقوية نفوذ متعب مستقبلا خاصة وأن ضعف شخصيته وقلة تطلعه لاتسمح له بذلك. وكان الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز قد أقال الأربعاء الماضي فهد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن آل سعود مساعد وزير الدفاع وعين محله ابن شقيقه وابن ولي العهد الأسبق سلمان بن سلطان بن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود. كما كان الملك السعودي قد عين فهد بن عبد الله قبل أقل من ثلاثة أشهر بمنصب مساعد وزير الدفاع بدلا من خالد بن سلطان الشقيق الأكبر لمساعد وزير الدفاع الحالي سلمان بن سلطان. يذكر أن سلمان وخالد هما شقيقان لبندر بن سلطان بن عبد العزيز رئيس جهاز الاستخبارات السعودي.