"الديمقراطية في مصر تعني أكثر من الانتخابات.. ولا يمكنني وصف ما حدث في 30 يونيو بغير الانقلاب".. هذا ما سعي النائب جون ماكين للتأكيد عليه في مقاله، اليوم السبت، بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وقال ماكين: "لقد ذهبنا إلى القاهرة لدينا رسالة بسيط ومباشرة مفادها: أن الديمقراطية هي الطريق الوحيد لاستقرار دائم، والمصالحة الوطنية، والنمو الاقتصادي المستدام وعودة الاستثمار والسياحة في مصر، والديمقراطية تعني أكثر من الانتخابات، فالحكم الديمقراطي يعني عملية سياسية شاملة يشترك فيها جميع المصريين، طالما أنها تفعل ذلك بشكل سلمي، بجانب حماية حقوق الإنسان الأساسية من خلال سيادة القانون والدستور، وأن الدولة تدافع وتعزز المجتمع المدني النابض بالحياة".
وأكد السيناتور الأمريكي مجددا على أن ما حدث في 30 يونيو هو "انقلاب" قائلا : "لا يمكنني أن أصف ظروف الإطاحة بمرسي بأي شيء آخر غير الانقلاب".
وتابع: "هذا هو نوع المستقبل الديمقراطي الذي نعتقد أن معظم المصريين يريدونه، لكن الخطر الآن هو أن بعض القوى تريد جر البلاد إلى طريق مظلم من العنف والقمع والانتقام، ولابد على السلطات أن تفتح باب الحوار مع مؤيدي مرسي، لأنه بدون ذلك فإن البلاد ستدخل في مشاكل بلا حدود، ما يهدد في نهاية المطاف مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة".
وأوضح ماكين أنه يجب على السلطات عدم تكرار أخطاء الماضي، لأن قمع قادة الإخوان والإسلاميين من قبل الأنظمة المصرية السابقة أفرز ظاهرة التشدد، وصنع جيلا من المجندين الراديكاليين للجماعات "الإرهابية" مثل تنظيم "القاعدة".
وأشار إلى أنه لا يزال هناك العديد من حسن النية الوطني من جميع الاطراف الذين يريدون مستقبل أفضل لمصر، مضيفا: "لقد حثثنا جميع الاطراف على ضرورة التواصل مع بعض لإنهاء الازمة لأن الوقت اقترب على النفاد، ومن الضروري للجميع النظر إلى الأمام، من أجل حل خلافاتهم سلميا من خلال حوار شامل وتقديم تنازلات صعبة وتضحيات مؤلمة، والتي هي ضرورية لإنقاذ البلاد".
وشدد على أنه من الضروري للحكومة المؤقتة والقوات المسلحة أن تعترف بأنه بغض النظر عن مقدار اختلافهم مع أنصار مرسي فهم مصريون أيضا، وليس واقعيا محاولة استبعادهم من الحياة، وهذا يعني التعامل معهم برحابة صدر وليس بتشدد، ووضع جدول زمني محدد لتحقيق الانتقال إلى الديمقراطية وتمكين جميع المصريين من المشاركة في تعديل الدستور.
واختتم ماكين مقاله قائلا: "إن ما يحدث في مصر خلال الأسابيع المقبلة سيكون له تأثير حاسم ليس فقط على مستقبل البلاد، ولكن أيضا على الشرق الأوسط الكبير، ونحن ما زلنا نعتقد أن مصر يمكن أن تكون بمثابة نموذجا للديمقراطية الشاملة التي يمكن أن تلهم المنطقة والعالم، وفي هذا المسعى الكبير يجب على الولايات المتحدة أن تواصل تقديم دعمها".