وطن (خاص) فجرت نساء بالسعودية ملف المعتقلين السياسيين من خلال اعتصامهن في بلدة بريدة التي تعتبر مقر الإمارة في منطقة القصيم لمدة يومين متتالين وسط حصار فرضته قوات الأمن التي قامت أيضا بحملة اعتقالات.
وأفاد شهود عيان لـ (وطن) أن مجموعة من النساء نفذن اعتصاما مفتوحا للمطالبة بالافراج عن ازواجهن وابنائهن في سجون المملكة والذين اعتقلوا على خلفيات سياسية ومعارضتهم لأسلوب الحكم ومطالبتهم بالاصلاح.
وتشير بعض المعلومات التي تفتقر إلى الدقة بسبب التعتيم ان عدد المعتفلين في المملكة يتجاوز 30 ألف معتفل. وأكثرهم محجوز بلا محاكمات أو تهم محددة.
واقدمت احدى السيدات المعتصمات على احراق صورة وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف وهي واقعة تعد سابقة تاريخية في المملكة السعودية التي تمنع الاحتجاجات والاعتصامات وتعاقب كل من يسيء إلى أمراء آل سعود.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي تعتصم فيها النساء على مدى يومين متتاليين حيث استمرين طوال الليل في اعتصامهن وافترشن رصبف الشارع في مشهد غير مالوف في المملكة.
وقالت احدى السيدات في حسابها على تويتر "بجوارنا مسجد يوجد فيه دورة مياه «أعزكم الله» الفجر ذهبنا للوضوء لأداء صلاة الفجر.. جأء رجأل من المباحث وطلبوا من اﻹمام أغلاقه.!"
واثار هذا الاعتصام اهتمام الكثير من السعوديين الذين تابعوا تفاصيله عبر المواقع الاجتماعية وخصوصا (تويتر) وتابعت (وطن) سيلا من التغريدات الغاضبة والتي تطالب الرجال بالتحرك وتحمل رجال الدين مسؤولية التعدي على النساء وعدم مناصرة مطالبهن بالافراج عن ابنائهن وأزواجهن.
"هيئة الأمر بالمعروف" ساعدت في القبض على معتقلات بريدة
وكانت (وكالة الجزيرة للأنباء) وهي وكالة تتبنى الأصوات المعارضة في المملكة قد نقلت عن شقيقة اثنين من المعتقلين أحدهم مات في المعتقل قولها: "جئنا هنا للمطالبة بإطلاق سراح أبناءنا المعتقلين منذ سنوات بلا محاكمة لاسيما أن أوضاعهم الصحية متردية فمنهم من قضى نحبه في السجون كأخي خالد الرزني الذي مرض بسبب التعذيب والإهمال الطبي المتعمد في سجون الطرفية ومنهم من ينتظر كأخي فالح الرزني الذي أكمل شهرين ونصف مضرب عن الطعام وله سبع سنوات في السجن دون محاكمة ووضعه الصحي متدهور وابناءنا يعذبون".
وأضافت: "أبناءنا يموتون في المعتقلات ويذلون فلا بواكي لهم، لذا نحن هنا للمطالبة سلميًا بإطلاق سراحهم عاجلاً غير آجلا، بعد أن أغلقت مملكة الإنسانية جميع أبوابها أمامنا، فلم نجد إلا النزول للساحات والاعتصامات للمطالبة السلمية بأبناءنا، أليست السنوات التي قضوها في السجون كافية إن كانت هناك جريمة".
وأفاد شهود عيان، أن الامن طوق المكان على الفور من قبل عناصر البحث الجنائي في شرطة القصيم وقوات الطوارئ وعناصر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد طلبت هيئة الأمر بالمعروف من المعتصمات الركوب في باصات الشرطة مع التهديد باستخدام قوات الطوارئ لإركابهن بالقوة إذا رفضن ذلك، ونقلن إلى مقر البحث الجنائي، وطلب منهن أخذ عينات من الدم!! ولكنهن رفضن ذلك، وأخذت بصماتهن، وتعرضن لمعاملة سيئة من قبل الشرطة، وبدأن في الإضراب عن الطعام، وتواجد أقارب المعتصمات المعتقلات أمام البحث الجنائي مطالبين بالإفراج عنهن، وزعمت إدارة البحث الجنائي أنها قد فرغت من كافة الإجراءات معهن، وأن الإدارة بانتظار توجيهات عليا للإفراج عنهن، وقد هددت إدارة البحث الجنائي بشرطة منطقة القصيم بنقل المعتقلات إلى الرياض، في حال رفضهن المثول أمام محققي هيئة التحقيق والادعاء العام، ولا زلن يخضعن للتحقيق من قبل هيئة التحقيق في مقر البحث الجنائي حتى لحظة إعداد هذا البيان.