أكد الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، أن كل النظم العربية فقدت شرعيتها تقريباً، وأن العقيد الليبى الراحل معمر القذافى، كان أول من أدرك أن ماحدث فى مصر سينعكس عليه، فيما كشف عن دموية النظام السورى بطبعه، وأن الشعب السورى كان يشعر بالإهانة بعد قيام الثورة فى مصر، وأنهم اعتبروا المصريين: “أفضل منهم”.
وأضاف الكاتب الكبير فى الجزء الثانى من حواره مع قناة “الجزيرة القطرية” الليلة، والذى انتهى فى تمام العاشرة مساء، أنه يعتب على ثوار ليبيا استعانتهم بحلف الناتو لمساعدتهم فى تحقيق ثورتهم ضد القذافى، مؤكداً أن الليبيين تأخروا فى ثورتهم، حيث كان عليهم القيام بها منذ 30 سنة، أى بعد تولى القذافى الحكم بـ 10 سنوات، وتساءل: لماذ ثار الليبيون وليس عندهم قدرة على أن يثوروا وحدهم؟ واصفاً استعانتهم بقوات حلف الناتو، كأنهم مثل الذى يستعين بالشيطان.
وحول الموقف فى سوريا قال هيكل إن المقاومة الحقيقية هناك بدأت منذ سقوط التوريث فى مصر، وإن أهم منطقتين تمثلان خطورة على النظام السورى هما دمشق وحلب، معتبرا نظام بشار الأسد دمويا بطبعه، وقال: جاءتنى رسائل من سوريين بعد ثورتنا فى مصر مفادها “إنتوا طلعتوا فى مصر أحسن مننا”.
وتطرق الكاتب الكبير إلى الوضع فى اليمن، وقال إن مايحدث هناك ليس ثورة، بل قبيلة تحاول أن تتحول إلى دولة، وهذا أمر يصعب جداً أن يحدث، مؤكداً أن الوضع اليمنى حالياً يمثل مصدر قلق على دول الخليج، وشبه الجزيرة العربية، وأن الدول الغربية والشرق أوسطية تتعامل بمنتهى الحذر مع الملف اليمنى، لأن اليمن خزان بشرى مزعج لأصحاب الشأن، وبالتالى تعتبر هذه الدول أن السكوت مطلوب فى هذه الفترة.
وأكد الكاتب الكبير أن الثورة فى التاريخ مماثلة للعاصفة، تتجمع فيها أسباب التصادمات، وأنه خلال الثورات العربية، كان هناك نظم تسقط، وبلاد تتهاوى، ولحظة التفجير إنما تنم على كل المراحل التى سبقتها، وأضاف: “نحن نخطئ فى فهم الديمقراطية، لأنها تعنى تنظيم ممارسة الحرية، وليس مجرد الطلب، وإذا السياسة العربية فشلت، فإن البشر إذن فى حاجة إلى فكرة أو يقين” .
وأشار الأستاذ هيكل إلى أن الإسلام التونسى هو ابن شرعى لـ”الزيتونة ” و “الأزهر الشريف”، ويختلف عن الإسلام فى المشرق العربى، وتابع الأستاذ قائلاً “حرام استدعاء الإسلام فى قضايا دنيوية بهذه الطريقة، فالتيار الإسلامى فى تونس لم يخض فى التعقيدات التى خاضت فيها الحركات الإسلامية فى المشرق العربى”.
وأضاف: “أنا من أنصار أن الخيارات فى هذه الدنيا دنيوية اقتداءً بقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم “أنتم أعلم بشئون دنياكم”، مشيراً إلى وجود من يريد أن يدفع فواتير العجز والديون فى العالم العربى والإسلامي”.
وأشار هيكل إلى أنه لم يكن يتوقع أن تكون نهاية معمر القذافى درامية بالشكل البشع الذى بدت عليه، ولكنه كان يعيش فى عزلة وكان شخصية ملتبسة، فالقذافى امتلأ بأوهام غير قابلة للنقاش، وكنت حزيناً على الشعب الليبى الذى ترك القذافى فى الحكم 40 عاماً.