المحتجون بسوريا أكدوا تصميمهم على الاستمرار بالمظاهرات (الجزيرة)
قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن القادة السوريين يبدون واثقين من قدرتهم على إخماد ما يصفونه بـ”التمرد”، لكن الأوضاع ربما تختلف على أرض الواقع، واقتصاد البلاد آخذ بالانهيار.وتساءلت واشنطن بوست بشأن مدى دقة مبررات حكومة الرئيس ال…
المحتجون بسوريا أكدوا تصميمهم على الاستمرار بالمظاهرات (الجزيرة)
قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن القادة السوريين يبدون واثقين من قدرتهم على إخماد ما يصفونه بـ”التمرد”، لكن الأوضاع ربما تختلف على أرض الواقع، واقتصاد البلاد آخذ بالانهيار.وتساءلت واشنطن بوست بشأن مدى دقة مبررات حكومة الرئيس السوري بشار الأسد التي تعتقد أنها سرعان ما تتجاوز كل التحديات التي من شأنها تهديد بقائها، وبشأن مدى من يشارك الحكومة الرأي من المجتمع الخارجي.
وقالت إن الواقع يشير إلى عكس ما تعتقده الحكومة السورية، موضحة أن الاقتصاد السوري آخذ بالانهيار وأن المتظاهرين يبدون مصممين على الاستمرار باحتجاجاتهم في مختلف أنحاء البلاد، في ظل الأزمة التي تشهدها سوريا منذ أكثر من ثمانية أشهر.ووصفت الصحيفة المظهر الخارجي للأجواء التي تعيشها دمشق، وقالت إنه يوحي بحياة طبيعية وشوارع مكتظة، لكن المقاهي تمتلئ بالناس الذين ينتابهم الشك والريبة وسط حالة من الخوف وعدم الثقة إزاء ما تتجه إليه البلاد.
واشنطن بوست تساءلت بشأن مدى دقة مبررات حكومة الأسد التي تعتقد أنها سرعان ما تتجاوز كل التحديات التي من شأنها تهديد بقائها، وبشأن حجم من يشارك الحكومة الرأي من المجتمع الخارجيأخطار وشيكة
وأثناء زيارة نادرة من جانب صحفيين أجانب جرت تحت إشراف حكومي مباشر، لاحظت الصحيفة أنه يبدو أن الأسد وأنصاره لا يبدون خائفين من أخطار وشيكة الوقوع، ولا هم مقبلون على تقديم أي تنازلات تذكر لأولئك الذين نزلوا إلى الشوارع لشهور مطالبين بتغيير جذري في البلاد.
كما أن الحكومة السورية –والقول لواشنطن بوست- تروج لمجموعة من التغييرات المحدودة التي لا تؤثر في بقاء السلطة القائمة في الدولة سليمة، مع التركيز على سحق ما تبقى من حركات الاحتجاج في الشارع بالقوة.
ونسبت الصحيفة إلى فيصل مقداد نائب وزير الخارجية السوري قوله “إن القيادة السورية واثقة جدا وقوية جدا، ونحن على يقين أنه على الرغم من كل الحملات الدولية ضد سوريا، فنحن سننجو”.وقالت الصحيفة في المقابل إن الدبلوماسيين الغربيين يسخرون من خطة الحكومة السورية لإجراء تغييرات، ومن مقترحاتها للحوار مع مجموعة منتقاة من شخصيات المعارضة، ممن لا يلقون دعما في الشارع.
لدى قادة سوريا انطباع بأن الغرب لن يجرؤ على التدخل عسكريا في بلادهم كما فعل في ليبيا، بدعوى وقوع البلاد ضمن شبكة من العلاقات المتداخلة على المستوى الإقليمي
قبضة الأسد
كما أشارت واشنطن بوست إلى أن قرابة ثمانية أشهر من الاحتجاجات في أنحاء سوريا فشلت حتى اللحظة في فك قبضة الأسد عن السلطة، بالرغم من دعوة كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الأسد إلى التنحي.
وقالت إنه بالرغم من مناشدات المحتجين السوريين للغرب من أجل التدخل العسكري في سوريا، فإنه يبدو أن لدى قادة سوريا انطباعا بأن الغرب لن يجرؤ على التدخل عسكريا في بلادهم، كما فعل في ليبيا، وذلك بدعوى وقوع البلاد ضمن شبكة من العلاقات المتداخلة على المستوى الإقليمي، متمثلة في النزاعات العرقية والطائفية بين السنة والشيعة والأكراد والعرب والإسرائيليين.
وأما أستاذ الشؤون الدولية في جامعة دمشق بسام أبو عبد الله فيقول للصحيفة إن “سوريا لديها جيش قوي، وسوريا ليست وحدها”، موضحا أنه في حال تعرضت سوريا لهجوم فإنها ستهاجم إسرائيل بشكل مباشر ويشترك حزب الله وتشترك إيران في حرب إقليمية ليست من صالح الولايات المتحدة ولا أوروبا.
وفي حين أشارت واشنطن بوست إلى الانتقادات التي يوجهها نشطاء المعارضة للمظاهرات المؤيدة للنظام، ويقولون إنها تخرج بالإكراه، أضافت أنه يبدو أن الأسد يتمتع بدعم من بعض النخب في الطبقتين المتوسطة والعليا، الذين ينظرون إلى الانتفاضة باعتبارها ثورة الأقاليم والفقراء.