كتب الصحافي روبرت فيسك تقريرا في ‘الاندبندنت’ عن الوقت الذي ينفد سريعا من يد النظام السوري، حيث قال في بداية تقريره انه رد على سؤال من مراسل في التلفزيون السوري الرسمي عن رأيه في الوضع في سورية، حيث رد قائلا انه لم يعد مجال للقول ان الانتفاضات والثورات في العالم العربي هي اعمال صبيانية وانها تختلف عن بعضها البعض، وان الديكتاتورية لم تكن موجودة لو وجد دستور جاد وتعددية حزبية وانتخابات حقيقية ونزيهة ولو وجدت لاستطاعت سورية الخروج من هذه المأساة.
وقال انه ينتظر ان لو تم بث كلامه يوم السبت ولكن شوارع دمشق الآن تمتلئ بالمظاهرات المؤيدة للاسد وعلى الطريقة الصدامية، حيث احتشد حوالي 200 الف مؤيد للنظام في الساحة الاموية، يحرسهم الجيش وبدون وجود مخابرات او امن. وتساءل عن كيفية تغطية مظاهرة مؤيدة للنظام في زمن الصحوة العربية، مشيرا الى ان التظاهرات المؤيدة للنظام فيها المحجبات وكبار السن والآلاف الاطفال كتبت على وجوههم عبارة سورية، واعلام سورية، فيما حمل آخرون اعلام روسيا والصين. وتساءل ان كان المتظاهرون اجبروا على الخروج، واجاب بلا، مشيرا الى ان البعض كان يلعب الكرة وبعضهم كان يوقع على علم، مسلمون ومسيحيون. ومع كل هذا فان القصص التي تأتي من الشمال ومن حمص عن ملامح انزلاق البلاد للحرب الاهلية غير صحيحة، مشيرا الى انه تحدث مع 12 رجلا وامرأة خمسة تحدثوا عن قتل الجيش لاقارب لهم في حمص، منهم مهندس متقاعد مسيحي، من حمص قدم الماء لجنود وفي اليوم الثاني داهموا بيته وقتلوه. ويقول ان الحكومة السورية كانت تحذر من الحرب الطائفية وانها قدمت نفسها كحام للاقليات، واكدت ان الاسلاميين والارهابيين هم من يقفون وراء تظاهرات الشوارع، ولكن عددا من العاملين في الحكومة يعترفون في احاديثهم الخاصة ان اطلاق النار على المتظاهرين العزل ومعاملتهم بوحشية في حمص ودرعا فضيحة. ويشير انه واضح ان المقاومة الآن تنتشر في وسط البلاد وان هناك عددا كبيرا من الرجال ممن يعارضون الجيش، وقيل له ان حمص في بعض الاحيان تخرج من قبضة الحكومة، وفيما كان المسافرون من دمشق الى حلب يسافرون اليها بالحافلة فانهم يفضلون الآن السفر بالطائرة كي يتجنبوا الطريق الخطير بين حماة وحلب. والسبب كما قيل له انهم خائفون.
ويعتقد ان حظر النظام على الصحافيين الاجانب السفر الى مدينة حمص خطأ كبير لان فيه اقليات تعيش الى جانب بعضها البعض علويون ومسيحيون وارمن وشراكسة وغيرها الى جانب السنة.
ويرى ان حربا طائفية ليست من مصلحة نظام يقاتل الآن من اجل بقائه. وايا كان الوضع وفيما اذا كان من قابلهم يكذبون فان حقيقة تتكرس الآن في وسط سورية لا تنفع معها فيتوهات الصين وروسيا في الامم المتحدة. واشار الى وفد الجامعة العربية المنظمة المثيرة للقرف والذي ارسل قوة سلام لكن هذا جاء على خلفية الاختطافات التي تتم مشيرا الى عملية اختطاف عميد كلية البتروكيمايات في جامعة حمص واشترط الخاطفون تحريره مقابل اطلاق سراح المعتقلين لدى الحكومة، وتم اطلاق سراحه بعد يوم ولا يعرف احد ان تم تحرير اسرى معتقلين ام لا، وقال ان في مدينة ادلب ينتشر السلاح وكل شخص فيها لديه سلاح، حيث تهرب الاسلحة من لبنان. ويضيف انه عندما سأل عن مصدر الاسلحة التي تقع في يد المسلحين المقاومين للنظام فانه يعثر على عدة اجابات انها تهرب من البدو الذين يهربون المخدرات للسعودية، او من المنشقين عن الجيش او من الاسلاميين من العراق. ومع ان الحياة في دمشق طبيعية وتفتح فيها المحلات والمطاعم والنوادي لساعات طويلة الا ان العاصمة ليست هي سورية فهي تعيش في حالة من الوهم.
ويشير الى ارقام الامم المتحدة عن عدد القتلى الذين قتلهم الجيش السوري منذ بداية الانتفاضة قبل سبعة اشهر وصلت الى الالاف وفي حالة ثبوت صحة الاحصائيات الرسمية عن مقتل 1150 من الجيش فان العدد الاجمالي يصل الى 4200 وهو عدد كاف لاثارة القلق.