اهتمت الصحف العالمية بتسليط الضوء على المشهد السياسى المضطرب فى العراق، وقالت صحيفة الجارديان البريطانية فى تقرير كتبه مراسلها فى العراق، مارتن شلوف، إن هناك مخاوف من مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة، بعد أن قام واحد من أبرز السياسيين السنة بسحب مشاركة حزبه فى هذه الانتخابات المقررة الشهر المقبل، ودعوته للناخبين السنة لمقاطعة عملية الاقتراع، فى خطوة تثير المخاوف من احتمال تكرار المقاطعة السنية للانتخابات التى حدثت خلال عام 2005، والتى وصفتها الجارديان بالكارثية.
وجاءت هذه الدعوة من جانب صالح المطلق، السياسى السنى الذى يتزعم حزب جبهة الحوار الوطنى، أحد أبرز الأحزاب السنية، ويعد هذا الحزب جزءاً من تحالف انتخابى يتخطى الطائفية، تم تشكيله لخوض السباق فى انتخابات 7 مارس المقبل. ورأت الجارديان أن عدم مشاركة السنة فى الانتخابات المرتقبة سيكون كارثياً، لأن هذه الانتخابات تمثل اختباراً حساساً لدولة العراق ما بعد الحرب، ومزاعم الجيش الأمريكى بأنه لم يعد هناك حاجة إلى وجود 100 ألف من جنوده فيه.
وكان قرار قد صدر بحظر ترشيح المطلق نفسه فى الانتخابات بزعم وجود صلات له مع البعثيين. وكان ضمن قائمة تضم 511 شخصية محظورة من المشاركة، تم تخفيضها إلى 145. وقد شن المطلق حملة غير ناجحة لرفع الحظر المفروض عليه، وقال إنه ليست له صلة بحزب البعث، إلا أنه تم تجاهل التماسه بمراجعة وضعه من قبل هيئات عديدة.
وأوضحت الصحيفة أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة كانت تدعم بشكل مدهش اتجاه منع البعثيين، ورغم ذلك، فإن السفير الأمريكى فى العراق كريستوفر هيل، ورئيس القوات الأمريكية فى البلاد الجنرال راى أوديرنوا يعتقدون أن لجنة المحاسبة والعدالة التى تقود اتجاه دحر البعثيين ما هى إلا محاولة إيرانية لتقويض القوى السياسية السنية.
ومن ناحية أخرى، رأت نيويورك تايمز أن هذه الدعوة لمقاطعة الانتخابات سيكون له أثر بالغ الأهمية فى قلب المنطقة السنية بالعراق، مثلما حدث عندما قاطع المسلمين السنة انتخابات عام 2005، مما أدى إلى عدم تمثليهم كما ينبغى فى البرلمان.
ورغم تصريح زعيم الحزب، صالح المطلق عن فائدة المقاطعة الأسبوع الماضى، وتلميح بعض أبرز الزعماء السنة أنهم لن يأبهوا بدعوة المقاطعة، إلا أنه على ما يبدو ستستمر، الأمر الذى يهدد بفشل الانتخابات.
وأشارت الصحيفة إلى أن حزب المطلق ينتمى إلى ائتلاف أوسع يعرف بـ"العراقية"، الذى أوضح أنه لا ينوى مقاطعة الانتخابات، ويضم هذا التحالف أحزاب شيعية علمانية وأخرى سنية، ويتزعمه رئيس الوزراء العراقى الأسبق، إياد علاوى. وأضافت أن هذا الحزب يمثل تحديا كبيرا أمام الكتلة الانتخابية التى يترأسها رئيس الوزراء العراقى، نورى كمال المالكى.