أعلن نصر الله خطة حزب الله المعدّة للرد على عقيدة الضاحية وفي اليوم الثالث على تهديد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إسرائيل بـ«عقيدة خراب تل أبيب» في مقابل «عقيدة الضاحية»، سمّت صحيفة «هآرتس» هذه العقيدة «عقيدة مطار بن غوريون»، وجمعت ما بين تهديدات إيران وسوريا ومواقف نصر الله، ورأت أنها تهدف إلى نتيجة واحدة، مشيرة إلى أن «خطاب نصر الله أخرج محور الشر من التابوت، فهذه هي المرة الأولى التي يهدد فيها بشنّ عملية مشتركة رباعية على إسرائيل، يشترك فيها حزب الله وإيران وسوريا وحماس، ولم تكن إسرائيل أو الولايات المتحدة من سرب معلومات استخبارية عن وجود خطط من هذا النوع».
وبحسب معلّق الصحيفة للشؤون العسكرية، عاموس هرئيل، فإن ما قام به نصر الله هو «إعلان خطة حزب الله المعدّة للرد على عقيدة الضاحية، أي استهداف مطار بن غوريون وضرب تل أبيب مباشرة، رداً على استهداف إسرائيل للبنى التحتية في لبنان».
وقالت الصحيفة إن «التهديدات العلنية وصلت هذا الأسبوع إلى ذروتها، إذ حذّر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من أن إسرائيل تخطّط لشنّ حرب في الربيع أو الصيف المقبلين، وهدّد بأن المقاومة ودول المنطقة ستزيل هذا النظام الزائف. بل شدد (نجاد) في نهاية الأسبوع الماضي على أن بلاده قادرة على صنع قنبلة نووية». وأضافت الصحيفة أن «زعيم حزب الله حسن نصر الله حدّد الأهداف: تل أبيب ومطار بن غوريون، إذا هاجمت إسرائيل بيروت ومطار (الرئيس رفيق) الحريري».
وبحسب معلق هآرتس للشؤون السياسية، ألوف بن، فإن «الأمين العام لحزب الله حدد موقفه حيال عقيدة الضاحية الإسرائيلية، التي تنص على تدمير البنى التحتية اللبنانية إذا تعرضت إسرائيل لهجوم بالصواريخ، وطرح (نصر الله)، في المقابل، عقيدة مطار بن غوريون». رغم ذلك، تضيف الصحيفة، فإن نصر الله مثل صديقه الإيراني (أحمدي نجاد)، تحدث من منطلق الدفاع عن النفس في مواجهة أي عملية إسرائيلية، و«لم يتحدث عن المبادرة إلى هجوم».
رغم ذلك، أعربت الصحيفة عن خشيتها من «خطأ في الحساب»، مشيرة إلى أن «مواقف نصر الله… تذكّر بتحذيرات إسرائيلية، قبل ثلاث سنوات، من سوء تقدير يدفع سوريا إلى شنّ هجوم» على إسرائيل. ففي «حينه هاجمت إسرائيل المنشأة النووية السورية». والسؤال الآن، بحسب الصحيفة: «هل تتآمر إيران وحزب الله حالياً لشنّ هجوم في ظل تحذيراتهما من عملية إسرائيلية؟».
❞رأى معلقون أن مواقف نصر الله لا تشير إلى وجود نية لديه لشنّ هجوم على الدولة العبرية❝ولطمأنة الجمهور الإسرائيلي، عمدت الصحيفة إلى تظهير وجهة تعليق مغايرة، وغير مباشرة، لخطاب السيد نصر الله، مشيرة إلى وجود مصير متشابه، بين تل أبيب وبيروت، «المدينتين المهددتين بالخراب في الحرب المقبلة». ولفتت أيضاً إلى أن هناك «ارتفاعاً مجنوناً في أسعار العقارات، في كلتا المدينتين، شهده العام الماضي بمعدلات متشابهة، وصلت إلى 37 بالمئة. بل إن وجهة الرياح في المدينتين الساحليتين تتغير بوتيرة سريعة ناتجة من كثرة تشييد المباني الشاهقة فيهما، والقابلة للانهيار تحت وقع القصف والهجمات الصاروخية».
أضافت هآرتس أن «الاستنتاج من كل ذلك هو أنه لا الإسرائيليون ولا اللبنانيون يعتقدون أن تصريحات زعمائهم مرتبطة بالواقع، إذ لو كانت لديهم الخشية من كارثة ثانية ومن تدمير المباني، لكانوا بالتأكيد قد بحثوا عن ملجأ خلف البحار ولم يبذّروا ملايين الدولارات على شقق فاخرة، ستدمر في المواجهة المقبلة».
في السياق نفسه، كانت وجهة تعليق صحيفة معاريف، التي حاولت أيضاً طمأنة الإسرائيليين.
إذ رأت أن مواقف السيد نصر الله لا تشير إلى وجود نية لديه لشنّ هجوم على الدولة العبرية، بل تهدف إلى منع نشوب المواجهة بين الجانبين. وكتب المعلّق البارز في الصحيفة، عوفر شيلح، أن «كلام الأمين العام لحزب الله وتهديده بتدمير مبانٍ في تل أبيب، وأيضاً استهداف مطار بن غوريون، لم تكن إلا رداً على التهديدات التي وجهتها إسرائيل» إلى لبنان.
أضاف أن «نصر الله يقرأ ما يُنشَر هنا عن العقيدة القتالية التي سيعتمدها الجيش الإسرائيلي في حال نشوب مواجهة مع لبنان، وهو يدرك أن تل أبيب تريد ردعه عبر التهديد باستهداف سكان الجنوب اللبناني، لتدفيعهم الثمن على سماحهم لحزب الله بالتحصن داخل قراهم».
يتابع شيلح قائلاً إن «الأمين العام لحزب الله يقرأ أيضاً ما يرد على لسان المسؤولين الإسرائيليين خلال الحرب الماضية، الذين أوضحوا أن الخطأ الأكبر الذي ارتكبوه في تلك الحرب هو أنهم لم يستهدفوا البنية التحتية في لبنان. والوضع حالياً مختلف، لأن حزب الله جزء من السلطة اللبنانية، ولبنان سيكون مسؤولاً عن أفعاله»، مضيفاً أن ما قام به «نصر الله هو أنه ردّ بالعملة نفسها» التي استخدمتها إسرائيل، وبالتالي «لا يجب النظر إلى تصريحاته على أنها تهديد، بل ترمي إلى منع نشوب مواجهة» مع
إسرائيل.
وينقل الكاتب عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها، إنهم «في الجيش لا يشخّصون وجود دافع لدى حزب الله للمبادرة العسكرية (ضد إسرائيل)، ويرون أنه سيكون حذراً جداً كي لا يؤدي إلى تدهور الأوضاع الأمنية، وبالتالي فإن شيئاً حقيقياً لم يتغير في الشمال»، في إشارة إلى الهدوء السائد على الجبهة.
لكن المصادر نفسها قالت أيضاً: «إذا حدثت مواجهة مباشرة مع إيران، فإن حزب الله لن يقف جانباً. أما إذا لم يحدث ذلك، وهو الصحيح إلى الآن، فسيكون نصر الله قد تكلم فقط، كما نحن قد تكلمنا فقط».