ذكرت صحيفة "السفير" اللبنانية الجمعة أن التقرير الذي حمله فريق المحققين الدوليين عن الطائرة الاثيوبية، الخميس من باريس إلى بيروت، ضم الوفد رئيس لجنة التحقيق المدير العام للطيران المدني الدكتور حمدي شوق والخبير في حوادث الطيران الكابتن الطيار محمد عزيز والخبير الأثيوبي غيرما بيامي، تضمن معطيات تتعلق بالتسجيلات الأخيرة في قمرة القيادة، فضلا عن معطيات أولية تتعلق بـ"الصندوق الأسود".
كابتن الطائرة قبل سقوطها : خلص انتهينا .. الله يرحمنا
وقال مصدر موثوق في المكتب الفرنسي للتحقيق في حوادث الطيران لـ"السفير" إن العبارة الأخيرة التي أدلى بها كابتن الطائرة، قبيل ثوان قليلة من سقوط الطائرة كانت الآتية: "خلص انتهينا… الله يرحمنا"… وقد قالها باللغة "الأمهرية"، وهي إحدى اللغات الأثيوبية…
وحسب الاستنتاجات التي توصل إليها الفريق الفرنسي بالتعاون مع لجنة التحقيق الدولية، أمكن تحديد الآتي بين الإقلاع والارتطام بسطح البحر:
أولاً: انطلقت الطائرة عند الساعة الثانية و37 دقيقة وارتطمت بسطح البحر عند الثانية وإحدى وأربعين دقيقة، أي أن رحلتها، دامت فقط أربع دقائق.
ثانياً: دامت عملية سقوط الطائرة منذ ارتفاعها المفاجئ إلى حوالي تسعة آلاف قدم وحتى سقوطها في البحر، أقل من دقيقة (حوالي أربعين ثانية).
ثالثاً: ظلت الطائرة حتى ما قبل ارتطامها بسطح البحر، جسما واحدا، وعند لحظة الارتطام انشطرت إلى أجزاء وغرقت في أعماق البحر.
رابعاً: تبين أن قبطان الطائرة، طلب من مساعده الطيار تنفيذ أمر ما بعد أن تواصل مع برج المراقبة في مطار بيروت الدولي، وتصرف على أساس أن الأمر قد نفذ، لكن تبين أن مساعد الطيار، إما لم ينفذ أو نفذ أمرا معاكسا، ما جعل الطيار يقدم على خطوة، جعلته تدريجيا يفقد السيطرة على الطائرة… وهو الأمر الذي جعل المحققين يتوصلون إلى استنتاج أولي مفاده أن "خطأً بشرياً في قمرة القيادة" أدى إلى سقوط الطائرة.
خامساً: من الواضح أن قبطان الطائرة ومساعده فقدا في غضون ثوان قليلة القدرة على السيطرة على الطائرة، وهو الأمر الذي عبرت عنه التسجيلات بما فيها العبارة الأخيرة، علما أنه لم يتبين أن هناك أي خطأ في لحظة الإقلاع من جميع المعنيين، سواء برج المراقبة أو الطيار ومساعده…
شركة الطيران الاثيوبية تسلمت نسخة عن التقرير
وقد تسلمت شركة الطيران الأثيوبية والحكومة الأثيوبية وشركة "بوينغ" الأميركية والمكتب الفرنسي للتحقيق والمنظمة الدولية للطيران والحكومة اللبنانية نسـخا عن التقرير الأولي حول مضمون صندوق التسجيلات، حيث سيكون جزءا لا يتجزأ من التقرير الأولي الذي ستذيعه الحكومة اللبنانية على الملأ في الأسبوع المقبل.