“بالطبع.. ديني يأتي في المقام الأول.. الحجاب لا يمثل عقبة أمامي في ممارسة الرياضة، وكذلك الصيام؛ لأني لا أفكر فيما يقوله الناس عن حجابي، ولا في الجوع والعطش، ولكن أفكر في ما يرضي ربي؛ فديني هو مصدر عزي”.
بهذه العبارة عبرت بلقيس عبد القادر، لاعبة كرة السلة التي حطمت الرقم القياسي لأعلى نسبة أهداف تسجلها لاعبة بتاريخ مدارس ولاية ماسوشيست الأمريكية الثانوية، عن فخرها بدينها الإسلامي وحرصها على اتباع تعاليمه التي أوصلتها إلى مصاف النجوم في بلد ذي غالبية مسيحية.
وتعبر بلقيس لـ”إسلام أون لاين” عن سعادتها بالتعاون الذي يبديه بعض المحيطين بها معها، واحترامهم لطقوسها الدينية، قائلة: “عندما حل رمضان تزامن وقت الإفطار مع الوقت الذي أمارس فيه التدريب في الأيام العادية، ومع ذلك قَّدم المدرب ميعاد التدريب إلى فترة الظهيرة حتى يتسنى لي استكمال صيام اليوم ثم تناول طعام الإفطار في وقته”.
وأضافت: “الجميع هنا يدرك في أي شهر نحن نكون، لذا إذا حضر وقت الصلاة فيتم تأجيل ميعاد اللعب أو السماح لي بالمغادرة، وأصدقائي يقرضونني دراجاتهم إذا حضر وقت صلاة الجمعة، لأذهب بإحداها”.
وأحرزت بلقيس أعلى نسبة أهداف في تاريخ ولاية ماسوشيست، متخطية بذلك الـ 2.710 نقاط التي حققتها نجمة هيئة المرأة الوطنية لكرة السلة، ريبكا لوبو؛ مما دفعها لأن تقرر الالتحاق بفريق السلة “ديفيجن I” بجامعة ممفيس بنفس الولاية.
وإذا حدث ذلك بالفعل، ستصبح أول فتاة رياضية تلحق بهذا الفريق المعروف بأنه الأعلى مستوى في الجامعات الأمريكية.
وبصوت يملؤه الحيوية، تمنت لاعبة كرة السلة الشهيرة أن يكون حجابها نموذجا للفتيات المسلمات: “إن شاء الله مسلمات كثيرات سيتوجهن للعب رياضيات مختلفة، ولن يعوقهن الحجاب من فعل أي شيء يردن الوصول إليه”.
وتوازن الفتاة المسلمة خلال عامها الدراسي الأول بمدرستها الثانوية في ولاية ماسوشيست، بين مذاكرتها وممارسة التمارين. وحاليا تدرس بشكل أساسي علم الأحياء، وتأمل مستقبلا في أن تدرس الطب.
“سبب عزي”
وبلقيس، وهي أصغر 7 أبناء، بررت ميلها إلى التدين وتمسكها بأداء الفروض، ومنها ارتداء الحجاب بقولها “تعلمت أن أمارس ديني، وأن أتغلب على أي صعاب، وأن أفخر به لأنه مصدر عزي.. لذا حافظت على أن لا تُضيع الرياضة مني أوقات العبادة”.
وعن ارتدائها الحجاب، حكت لاعبة كرة السلة أن والدتها عندما كانت في الـ14 من عمرها قالت لها إنها يجب أن ترتدي الحجاب وتغطي سائر جسدها مثل أخواتها وبنات عمومتها.
“كان اليوم الأول لي وأنا أرتدي الزي الإسلامي صعبا، ولكني كنت أخبر زميلاتي قبلها أنني عندما أصل سن البلوغ سأرتدي الحجاب.. لذا ذهبت إلى المدرسة ووجدت أن كل شيء سار على ما يرام”.
“أين هي بلقيس؟”
ووصلت أصداء نجاحات بلقيس إلى الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الذي قال عنها خلال حفل الإفطار السنوي الذي أقامه لممثلي الأقلية المسلمة بالبيت الأبيض أوائل الشهر الجاري إنها: “نموذج لفتاة حققت نجاحا كبيرا في مدرستها رغم أن طولها لا يتجاوز 5.5 أقدام”.
وهنا داعب أوباما بلقيس طالبا منها الوقوف وهو يقول: «أين هي بلقيس؟” وقال مداعبا: “قفي حتى نستطيع.. أريد من الجميع أن يعرفوا أنها ترتدي حذاء ذا كعب عال”.
واستطرد أوباما في تقديمه لبلقيس: “إنها أكثر لاعبة كرة سلة تسجل نقاطا في فريق مدرسة ثانوية في تاريخ ولاية ماستشوستس.. بلقيس نموذج رياضي، وتعتبر مصدر إلهام، ليس فقط للفتيات المسلمات، بل لنا جميعا”.
وحول إشادة أوباما بها، قالت بلقيس: “لم أرد أن أتفاخر أو أتباهى عندما سلطت الأضواء علي بعد مقابلة الرئيس.. فالفضل لله أولا، ثم لوالدتي التي علمتني التواضع”.