انتحرت جندية أميركية برصاص بندقيتها بعد أن شاهدت حفلة تعذيب (عارية) لسجناء عراقيين، هدّدهم المحققون بالقضاء على رجولتهم. ويقول (ديفيد راندول) المحرر في صحيفة الإندبندنت: من المحتمل أن تكون واحدة من ضحايا سياسة التعذيب في الولايات المتحدة ، امرأة متدينة من ولاية أريزونا تسمى (أليسا بيترسون). كانت الجندية الأميركية التي لم تر فقط أساليب استجواب قاسية التي يستعملها الجيش الأميركي مع السجناء العراقيين، إنما أزعجت بعمق بسببها.
ويضيف: بعد أسابيع من الاحتجاجات على عمليات التعذيب هذه عند مراجعتها المسؤولين، طالبة تكليفها بمهمة أخرى، فتحت النار من بندقيتها وقتلت نفسها. ثم بقي سبب موتها سراً لسنتين، و(اللغز) الذي شاهدته (أليسا) في حفلة التعذيب، وفحوى الملاحظات التي كتبتها، مازالت سرية حتى الآن!.
ويؤكد (راندول) أن الجنود الأميركان الذين ماتوا بسبب التعذيب أو انتحروا ربما يكونون أكثر ممن قتلوا في تفجيرات نيويورك في 11 أيلول. وتروي الصحيفة البريطانية بعض جوانب القصة قائلة: كان ذلك في أيلول سنة 2003، بالقاعدة الجوية بتلعفر، قرب الموصل. كانت الجندية المتخصصة (أليسا) في واجب مع قسم الاستخبارات العسكرية للوحدة المحمولة جواً 101، وكانت طرق الاستجواب مختلفة جداً عن الحقيقة التي تعرفها و(أليسا) الناطق باللغة العربية، كانت قد عُينت للعمل كمترجمة في جلسات الاستجواب بوحدة تسمى (القفص)!.
وبعد ليلتين فقط رفضت القبول بحضور أية جلسة تحقيق. وأعيد تنسيبها ثانية. وفي 15 أيلول رمت نفسها ببندقيتها. ووجد بالقرب من جثتها جهاز تسجيل من نوع (نوت بوك)، لكنّ محتوياته مسحت كلها ربما لتجنب التحقيق مع مسؤول لاحق. واستمر الكذب بإخبار عائلتها في أريزونا أنها ماتت بسلاح غير معاد. وعُرف ذلك فقط بعد أن حقق مراسل من أريزونا اسمه (كيفين أليستون) الذي علم أن (أليسا بيترسون) قد قتلت نفسها. ورفضت سلسلة المراجع العسكرية القول أي أسلوب استجواب اعترضت عليه، أو الكشف عن الوثائق التي استعملت في تلعفر وحطمت.
وفي الموصل أيضاً، أخبر الجندي السابق كايلا وليامز الذي كان قد أخبر السي أن أن بان هناك سجناء يعذبون بجمرات السجائر. وأوضح (راندول) أن المحققين يعرّون ويزيلون العصابات عن أعينهم، ولهذا فأن الشيء الأول الذي يرونه. ثم نفترض أننا نخدعهم بتهديدهم بتقليل (رجولتهم). لقد دفنت (أليسا) في مقبرة مدينة بلاكستاف التي تسكنها عائلتها.