تتردد شعبانة أحمد زاي وصديقتها سارة بهمانبور على مقهى أنيق في هلسنكي وتتصفحان الانترنت باستخدام كمبيوتر محمول مثلهما في ذلك مثل العديد من الفتيات والشبان المسلمين في فنلندا. لكن شعبانة وسارة تفضلان موقع “مكسلم” الاسلامي على الانترنت www.muxlim.com على غيره من المواقع الاجتماعية الشبابية مثل “ماي سبيس” وفيسبوك”.
وعندما تتصفح الشابتان موقع مكسلم الذي يصف نفسه بأنه “أكبر شبكة اسلامية على الانترنت” يمكنهما التواصل في أي وقت خلال اليوم مع زهاء 130 ألف متصفح اخر من الفتيات والشبان في أنحاء العالم.
وتقول شعبانة وسارة ان موقع مكسلم مصدر للمعلومات عن الاسلام كما أنه وثيق الصلة بأسلوب الحياة الحقيقي للغالبية العظمى من الجيل الجديد من المسلمين.
وقالت شعبانة أحمد زاي “موقع مكسلم.. بما أننا نشترك في نفس العقيدة.. حتى لو كنت غير مسلم أو ملحدا لا تؤمن بأي شيء.. لكن اهتمامك بالتعرف على الاسلام والمسلمين.. يجعل الموقع كله متحدا.”
وذكرت الفنلندية الايرانية سارة بهمانبور أن تنوع المسلمين زوار “مكسلم” يجتذبها الى الموقع.
وقالت سارة “أحب موقع مكسلم لانه يضم مسلمين. لاحظت وجود أنواع مختلفة من المسلمين.. ليبراليون ومحافظون. ثم هناك مسلمون مثلي متحررون جدا.”
وقفزت أعداد زوار موقع مكسلم على الانترنت خلال الاشهر الماضية من 100 ألف الى 1.5 مليون مستخدم شهريا.
أسس موقع مكسلم على الانترنت المصري محمد الفطاطري الذي سافر الى فنلندا للدراسة بعد أن اجتذبته اليها سمعتها كمركز عالمي مهم لتكنولوجيا الاتصالات. وذكر الفطاطري أنه بالرغم من هذا العدد الضخم من الزائرين للموقع فهم لا يمثلون سوى اثنين في المئة من المسلمين الذين يتصفحون الانترنت في العالم.
وتأمل شركة مكسلم أن تتمكن من توسيع نطاق قاعدة المستخدمين للموقع الى عشرة ملايين متصفح مسلم شهريا بحلول العام المقبل ليتسنى لها إجراء أبحاث تسويقية.
ويزور موقع فيسبوك على الانترنت 175 مليون متصفح.
وبدأت الشركة نشاطها قبل عام بتمويل سويدي بلغ مليوني دولار وتتضمن خطتها البدء بتحقيق أرباح في عام 2010. وتبحث الشركة حاليا عن دفعة ثانية من التمويل تتراوح بين عشرة ملايين و20 مليون دولار.
وأنشأ الفطاطري الموقع في بداية الامر عام 2006 لتقديم محتوى يشمل اهتمامات مشتركة للمسلمين.
وقال الفطاطري “تجد الكثير من المواقع التي تتحدث عن الوجه الاساسي للاسلام. وتجد العديد من المواقع التي تقدم خدمات مثل خدمات الزواج. وهناك العديد من مواقع التحليل السياسي. لم يكن أي من تلك المواقع ما أبحث عنه فعلا. كنت ابحث عن موقع على الانترنت يغطي كل نواحي الحياة.. الموسيقى التي أحب الاستماع اليها الافلام التي أشاهدها.. الأزياء التي تعجبني.”
ويعتبر الفطاطري موقع مكسلم حاليا نظيرا اسلاميا للعلامة التجارية “فيرجن” التي تضم مجموعة كبيرة من المنتجات في العديد من الاسواق المختلفة لا نسحة اسلامية من موقع فيسبوك.
وتسعى الشركة لابرام اتفاقيات شراكة مع علامات تجارية يرغب المسؤولون عنها في تسويقها للجيل الشاب من المسلمين وهي سوق ذكر الفطاطري أن ما يصل الى 170 مليار دولار تتداول فيها سنويا.
وقال مؤسس شركة مكسلم “المسؤولون عن التسويق في أنحاء العالم بدأوا يدركون أنها سوق جذابة ومربحة جدا. لكن ثمة أمر أساسي يفتقرون اليه وهو تقديمهم الى السوق.. الشركة التي ستساعدهم في التعرف على هؤلاء المستهلكين وعلى أفضل وسيلة للوصول اليهم. تأمل مكسلم أن تصبح ذلك الجسر الى هؤلاء المستهلكين.”
والولايات المتحدة وبريطانيا فيهما حاليا الغالبية العظمى من مستخدمي الموقع الذي يحرر باللغة الانجليزية.
وقال الفطاطري ان سياسة الشركة هي دخول البلاد التي توجد فيها أقليات مسلمة أولا. وذكر أن 60 في المئة من مستخدمي موقع مكسلم من أمريكا الشمالية وأوروبا وأن ثلاثة في المئة غير مسلمين وأن الإناث يمثلن أكثر من نصف المستخدمين.
و لا يتبع موقع مكسلم سياسة صارمة في تحرير محتواه لكنه لا يسمح باستخدام أي ألفاظ خارجة أو عنصرية أو أي صور جنسية.
ويسعى الفطاطري الى اتاحة الفرصة لمستخدمي مكسلم للتعبير عن أنفسهم وتقديم صورة حقيقية عنهم الى العالم.