قال الجيش الاميركي ان ايران مازالت مستمرة بتهريب الاسلحة الى المتمردين الشيعة في العراق وانه تم العثور على اسلحة تتضمن قنابل وصواريخ وانواعا اخرى من الاسلحة صنعت مؤخرا في ايران، بينما افادت تقارير اعلامية ان 30 في المائة من اتباع الصدر ينشقون ويشكلون جماعات موالية لإيران، وهو الامر الذي اعترف به الشيخ صلاح العبيدي الناطق الرسمي باسم مكتب الشهيد الصدر. ومع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي لمجالس الاقضية والنواحي، وفي ضوء النتائج التي افرزتها انتخابات مجالس المحافظات، يرى مراقبون غربيون ان مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري يواجه تحديا كبيرا على مستوى القيادة من قبل فصيل صغير محكم التنظيم لديه صلات مع إيران. ويشير تقرير لوكالة الأسوشيتد برس إلى أن الصراع على الزعامة اشتد مع ظهور نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة والتهيئة للانتخابات التشريعية في نهاية العام الحالي والتي ستبين بشكل حاسم لمن ستؤول القيادة السياسية في العراق. ويتوقع التقرير أن يقوم هذا الفصيل المنشق بحملة لكسب المؤيدين في صفوف الصدريين ولاسيما بين قاعدتهم الشعبية المتمركزة في الأحياء الشيعية الفقيرة في بغداد والمحافظات الجنوبية. ويقول إثنان من قادة التيار الصدري من الذين قالت الوكالة انها اجرت معهم مقابلة خاصة مع ضمان عدم الكشف عن إسميهما، إن هذا التشكيل الجديد سيوفر غطاء سياسيا لما يعرف بالمجموعات الخاصة المرتبطة بايران. ويرى مراقبون ان المرشحين الذين دعمهم التيار الصدري لم يحصلوا سوى بضعة مقاعد في مجالس المحافظات، مؤشر إلى أن التيار الصدري قد أصيب ولكن ليس بمقتل وهذا ما تريد الحركة الجديدة إستغلاله، أي لملمة صفوف التيار الصدري لاسيما بعد ضرب جيش المهدي إثر العمليات العسكرية الحكومية في بغداد والبصرة والعمارة. ويحاول التيار الجديد الذي لديه صلات بالمجموعات الخاصة المدعومة من إيران إنزال مرشحيه في الانتخابات النيابية المقبلة على أمل تحويل بعض المحافظات الجنوبية إلى الأنموذج الايراني. ويلوم زعماء هذا التيار المنشق مقتدى الصدر على اتخاذ قرارات يرونها غير حكيمة وأضرت بالتيار الصدري ومنها قرار تجميد الأنشطة العسكرية لجيش المهدي. وقدر مساعدان مقربان لمقتدى الصدر في مقابلتين منفصلتين مع الأسوشيتد برس حجم الحركة المنشقة بنحو 30 بالمئة من مجمل التيار الصدري، وقالا أنه أفضل تنظيما وتمويلا منه. وقال أحد الرجلين الذين تمت مقابلتهما إنه طور (علاقة) من نوع ما مع هذا التيار وأن مقتدى الصدر نفسه قام بجس نبضه، مؤكدا أنه يخشى مواجهتهم كي لا يقوموا بإحراجه وسط أتباعه. وأحد قادة هذا التيار هو قيس الخزعلي الذي كان محتجزا لدى القوات الأميركية منذ آذار عام 2007. ويعتقد الأميركيون أنه كان مسؤولا عن تنظيم ما يعرف بالمجموعات الخاصة التي شنت هجوما على مقر محافظة كربلاء في الـ 20 من كانون الثاني من عام 2007 ما أدى إلى مقتل خمسة من الجنود الأميركيين. ويشير التقرير إلى أنه بعد اعتقال الخزعلي تم إسناد مسؤولية قيادة المجموعات الخاصة إلى أكرم الكعبي الذي كان قائدا لجيش المهدي إلى أن عزله مقتدى الصدر في شهر أيار من عام 2007. وتحمل المجموعة الخاصة التي كان يقودها الخزعلي إسم (عصائب الحق) وتشكل هي ومجموعة (كتائب حزب الله) إثنين من أهم المجموعات الخاصة التي يدربها ويمولها فيلق القدس وهو أحد ألوية النخبة في الحرس الثوري الإيراني، حسب ما يقول المسؤولون الأميركيون. ويقول أحد القادة السابقين لجيش المهدي إن مجموعة (عصائب الحق) فاتحته في أمر الانضمام إليها لكنه رفض العرض لأنه يعتقد أنهم قريبون أكثر مما يجب من إيران. ويؤكد هذا القائد السابق الذي لم يوافق أن يجري المقابلة إلا بعد التأكد من عدم نشر اسمه خوفا على سلامته، أن (عصائب الحق) تنظم صفوفها الآن بهدف السيطرة على المحافظات الجنوبية. وفيما اخفقت قوات التحالف في ايقاف تدفق الاسلحة من ايران الى العراق، قال العقيد فيليب باتاكليا قائد اللواء الرابع المقاتل في فرقة الخيالة الاميركية: (( وجدنا العديد من الذخيرة الايرانية الصنع والتي صنعت نهاية العام 2008)). تصريحات العقيد فيليب جاءت مغايرة مع ما صرح به قادته العسكريون الذين قالوا بان تدفق الاسلحة الايرانية الى العراق قد انحسر في العام 2008 بشكل ملحوظ. لكنهم استدركوا بالقول ان تقييم القادة العسكريين كان قبل اكتشاف مخابئ الاسلحة الايرانية في وسط وجنوب العراق. وفي الحادي والعشرين من شباط الحالي قال دبلوماسي بريطاني ان طهران عرضت وقف دعم التمرد في العراق مقابل وضع حد لحملة الغرب ضد برنامجها النووي.