علي دراغمة
ساعات قليلة فصلت بين تعرض الحاج سالم بني عودة للنهش من قبل كلب بوليسي اسرائيلي ومقتل الميجر (جاكي لوغاس) احد كبار ضباط وحدة الكلاب في الشرطة الاسرائيلية دهسا في الطريق العام على يد سائق ثمل.
الكهولة والمرض لم تعفيا الحاج المقعد سالم بني عودة البلغ “99”عاما ويسكن في بلدة طمون شمال الضفة الغربية من دفع ثمن استمرارالهجمات والأنشطة العسكرية الإسرائيلية في البلدات والمدن الفلسطينية،تحت مظلة الأمن والإنذارات الساخنة بهدف ملاحقة “المطلوبين” الفلسطينيين كما يدعي هذا الجيش .
تحدث الحاج سالم بصوت يختنق بالدموع وهوه مثقل بالخوف والحزن والالم عن الليلة القاصية التي فرضها علية الجنود الأسرائيليون الذين اقتحموا بيتة وادخلوا الى غرفتة كلب بوليسي ضخم صارعة لمدة نصف ساعة هى الاطول في حياة الحاج سالم الذي عاصر في بلادنا العثمانيين والانجليز والاسرائليين ولم يشهد لهذه الليلة مثيل كما يقول0
”لقد اكلني الكلب قضم اذني ونهش صدري وكتفي كنت اصرخ طالبا المساعدة وكلما دفعته عني عاد من جديد والجنود خلف الباب لم يساعدني احد الا بعد نصف ساعة ، دخل الى غرفتي عدد كبير من الجنود نظروا الي واخذوا كلبهم الأسود وغادروا الغرفة،الله عليهم “
هذه الكلمات للحاج سالم بني عودة الذي افاق من نومة في فجر يوما عصيب على صوت اطلاق الرصاص وتحطيم باب منزلة البسيط الذي وضعة لحماية نفسه من البرد والمتطفلين وابناء آوى ، ولم تكن في حسابات الحاج سالم ان جيشا جرار سيأتي يوما ويقتحم بيتة الآمن ويعكر علية شيخوختة المثقلة بالمرض.
كل فلسطيني يعيش في الضفة الغربية وقطاع غزة دفع ثمن وعاش المعاناة بشكل ما نتيجة اعادة احتلال المدن الفلسطينية من قبل الجيش الأسرائيلي كرد على اندلاع انتفاضة الاقصى في مطلع العام “2000 “والتي لا زال الجيش الأسرائيلي يلاحق نشطائها حتى يومنا هذا0
تكررت في السنوات الأربع الماضية انتهاكات بحق السكان المدنيين من هذا النوع منذ ان تسلمت اسرئيل عدد من الكلاب البوليسة الامريكية التي يطلقها الجنود الأسرائيليون اثناء عمليات اقتحام بيوت الفلسطينيين في الضفة الغربية، وقد رصدت مؤسسات حقوق الانسان فلسطينية واسرائيلية العديد من الانتهاكات،كان اشهرها مطاردة كلب بوليسي لامراة فلسطينية رصدتها عدسات الفضائيات قبل ثلاث سنوات اثناء قيام الجيش الاسرائيلي بعملية اقتحام لمدينة بيت لحم وأمام ناظري الجنود الإسرائيليين .
محافظ طوباس د.سامي مسلم اعتبر هذا العمل جزء من ممارسات اسرائيلية كثيرة يستخدم المواطن الفلسطيني فيها لتدريبات عسكرية وقال “هذه جريمة وفق اتفاقيات جنيف الرابعة ،وعلى اسرائيل ان تغادر بلادنا حتى نعيش بسلام “وقد ناشد مسلم المؤسسات الحقوقية القيام بواجبها القانوني تجاه ما يتعرض له المواطنيين العزل.
من الواضح ان الجيش الاسرائيلي لا يتقيد بأي اخلاق عسكرية خاصة عندما يتعلق الامر بالفلسطينيين ،وكأن هؤلاء الجنود جاءوا من رحم الجحيم ليصنعوا الموت حيثما حلو ،وما قطع رؤوس اطفال في حرب غزة ، وأستعمال المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية امام الجنود الاسرائيليين لحمايتهم من هجمات المقاوميين في المعارك العسكرية الا خير دليل ،في حين تمرست اسرائيل على الهروب من اي عقوبات دولية متباكية امام العالم بأنها تتعرض” للارهاب الفلسطيني “و مبتسمة باجماع اليمين واليسار كلما رفع جنودها شارة النصر بعد كل عملية تطهير عرقي ضد اصحاب الارض والمكان.