كشفت معلومات ووثائق جديدة عن الحرب السرية بين إسرائيل وكل من إيران وسورية، وصلت الى حد تجنيد اسرائيل لقيادي مهم في حزب واطلقت عليه لقباً حركياً هو “التنويم المغناطيسي” والذي لعب دورا مهما لصالح الموساد الإسرائيلي. كما كشفت المعلومات عن علاقة عماد مغنية بتنظيم القاعدة، أيضا كشفت عن عملية الموساد داخل الاراضي السورية التي مهدت فيما بعد لضرب المفاعل السوري.
ويوضح كتاب “الحرب السرية مع إيران” للصحافي رونن برجمان والذي سيصدر في أمريكا خلال أيام الحرب الاستخباراتية بين إيران وسورية وحزب الله من جهة وأميركا والغرب من جهة أخرى.
ويعتمد الكتاب على معلومات ووثائق استخباراتية غاية في السرية، وأشار الي عمليات الجاسوسية بين اسرائيل وايران وحزب الله موضحا انه في عام 2005، استأجرت خلية تابعة لحزب الله تعمل في مدينة مونتريال الكندية شقتين في مدينة نيويورك الأميركية. وبدأ أعضاؤها في مراقبة عدة متاجر ومكتب تابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي” في مانهاتن.
وكانت الخلية التي أرسلها عماد مغنية، القائد العسكري بحزب الله، تستعد لتجهيز هجوم مضاد للرد إذا ما هاجمت الولايات المتحدة المواقع النووية الإيرانية.
وقامت المخابرات الإسرائيلية والكندية والأميركية بجمع معلومات من أجل القبض على أعضاء الخلية، غير أنهم اختفوا قبل توقيفهم، وسط اعتقاد أن مصدرا ما أخطرهم بجمع معلومات استخباراتية ضدهم مما سهل فرارهم.
ويتضمن الكتاب معلومات تتهم فرنسا بعدم توقيف عماد مغنية المسؤول العسكري بحزب الله الذي اغتيل في دمشق في فبراير (شباط) 2008، عندما كان في أحد مطاراتها منتصف الثمانينات.
ويوضح أن مغنية كان في ذلك الوقت ينتقل من لبنان إلى السودان، للقاء مسؤولين استخباراتيين إيرانيين ومقاتلين من أفغانستان، وتوقف في مطار شارل ديجول. وكانت الاستخبارات الأميركية زودت الفرنسيين بالمعلومات وبجواز السفر الذي يستعمله مغنية، إلا أن السلطات الفرنسية لم تقبض عليه مخافة أن تتأثر مصالحها في المنطقة.
ويشير برجمان إلى أن مغنية كان بمثابة نقطة تواصل بين إيران وتنظيم القاعدة، متحدثا عن لقاء جمع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بمغنية في الخرطوم، امتدح خلاله الأخير الهجمات التي نفذت على الأميركيين والفرنسيين في لبنان أوائل الثمانينات.
ويضيف أنه على ضوء نتائج هذا اللقاء، زود حزب الله تنظيم القاعدة بتعليمات عن المتفجرات، بينما استغلت إيران حزب الله لتزويد بن لادن بالأسلحة، وتم تدريب معظم عناصر القاعدة في مخيمات إيرانية.
ويتناول الكتاب كيف تمكن حزب الله من أن يصبح أقوى تنظيم سياسي وعسكري في لبنان، وكيف رعته المخابرات الإيرانية تحت سمع وبصر المخابرات الأميركية والإسرائيلية، وكيف استخدم حزب الله تجارة المخدرات كطعم لأسر عقيد إسرائيلي متهم بالاطلاع على أسرارعسكرية وتفاصيل لأنظمة الأسلحة الأميركية.
كما يتطرق إلى الكيفية التي قام فيها الحرس الثوري الإيراني بتدريب العراقيين والأفغان على تقنيات التسليح، بما في ذلك صنع وزراعة العبوات المتفجرة، وكيف أرسلت إيران آلاف الناشطين إلى العراق بعد احتلال الولايات المتحدة له، وكيف اشتركت إيران مع كوريا الشمالية في إنتاج عملات مزورة فئة 100 دولار أميركي، كوسيلة لتمويل الأنشطة الإرهابية عبر العالم.
ويقول الكاتب الذي يعتمد على معلومات جمعت من مسؤولين ووثائق سرية، إن الولايات المتحدة الأميركية، وبعض أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، لم تكن مقتنعة تماما بأن سورية تقوم ببناء مفاعل نووي في صيف عام 2007، فأرسلت إسرائيل في منتصف
أغسطس من العام نفسه وحدة كوماندوز مؤلفة من 12 عنصرا، إلى عمق الأراضي السورية في طائرتين مروحيتين، لجمع عينات من التربة خارج موقع المفاعل النووي. لكن مهمة هذه القوة كادت تنكشف،
حسب الكتاب، لدى مرور دورية سورية أمام الموقع الذي هبطت فيه الطائرتان المروحيتان الإسرائيليتان، دون أن تراهما.
حسب الكتاب، لدى مرور دورية سورية أمام الموقع الذي هبطت فيه الطائرتان المروحيتان الإسرائيليتان، دون أن تراهما.
ويضيف الكتاب الذي عرضته جريدة الشرق الأوسط أن هذه العملية نجحت، وأتت نتائج الفحوص لتؤكد وجود مواد نووية، وعندئذ شن الطيران الإسرائيلي في الشهر التالي غارة على الموقع ودمره.
كما يتحدث عن قيام مسؤولين في المخابرات العسكرية الإسرائيلية بتجنيد جاسوس كبير داخل حزب الله، كان يسمى حركيا باسم «التنويم المغناطيسي». وكيف قام بتحذير المخابرات الإسرائيلية من أنه يتم الإعداد لعملية اختطاف لأحد الناشطين الغربيين في بيروت، قبل أسبوع من اختطاف رئيس وكالة المخابرات المركزية في بيروت وليم بوكلي، وهو أحد أبرز عملاء الميدان في الاستخبارات الأميركية، حيث تم اختطافه وتعذيبه وقتله من قبل مغنية.
وقد تم نقل المعلومات إلى الموساد الذي فشل في إطلاع وكالة المخابرات المركزية عليها.
كما يتحدث عن فرقة القتل الإيرانية في أوروبا، حيث عملت الفرقة بحصانة داخل أوروبا، لتصفي المعارضين لنظام طهران واستهداف عملاء الموساد الذين كانوا على اتصال بالمعارضة، موضحا أنه طوال ذلك الوقت كانت أجهزة الاستخبارات في كل من إيطاليا
وألمانيا وفرنسا تراقب الموقف ولا تفعل شيئا. كما يتحدث حول كيف يعيش المئات من نشطاء حزب الله في ألمانيا. ويتطرق الكتاب إلى كيف جند الموساد سكرتير أسامة بن لادن في مؤامرة لاغتياله، لكنه نجا منها في اللحظة الأخيرة.
وعن البرنامج النووي الإيراني، يكشف برغمان في كتابه أن نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني اتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، بعد صدور تقرير الاستخبارات الأميركية العام الماضي حول إيران، والذي خفف من خطورة التهديد النووي الإيراني، مطمئنا إياه أن واشنطن لم تسحب الخيار العسكري ضد إيران عن الطاولة.
ويلفت برجمان إلى أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد” بدأ يتوقع منذ مايوالماضي، أن يوجه الرئيس الأميركي جورج بوش ضربة لإيران، استنادا إلى دوافع آيديولوجية.