صدقوني ليست العاطفة من تدفعني للكتابة عن السياسي الكبير حميد الأحمر ، ولكن العقل ومنطقه ، من يحفزني أكثر لأن أشيد به ، أنا لست مستفيدا من الرجل كما يظن البعض ، كتابتي عنه وضده تحددها معايير وطنية ، فيما إذا حاد عنها ، أو سار عليها .
الأحد الفائت كان حميد الأحمر يجسد صفات الوطنيون المناضلون بلا منازع ، ويجسد وطنية تسمو فوق لغة الأحقاد والمطامع ، فالرجل هيئته وجوهر البرئيئن تفصحان عنه ، حميد ليس غبيا ، بالتأكيد قبل أن يكون سياسيا ، هو رجل أعمال كبير ، وبالتالي هو الأحرص على جعل البلاد تتخذ مسارا آمنا ، وعليه فإنه حين يقود تشاورا وطنيا بهذا الحجم ، ينطلق من إدراكا واعيا بخطورة مسار البلاد الراهن و بأهمية سيادة مفاهيم أكثر رقيا في إدارة البلاد ، وسياستها كما يجب ، إدارته لنقشات اللقاء المشترك حول قضايا وطنية تفصح عن مدى أسلوبه المستنير والواعي ، لا تتجلى لديه عبثية المشايخ ، يقدر ما تظهر رحابة يتسع له صدره ، الرجل ما أن تنظر في ملامح وجهه حتى ينتابك إحساس بطيبته ، وعفته الذاتية ، أنا لا أزكي على الله او الشعب أحدا ، ولكن أعبر عن انطباعات شخصية لاحظتها شخصيا خلال حضوري ندوتين لنقشات المشترك حول قضايا وطنية في مقر مركزية الحزب الاشتراكي اليمني .
دعون من تبشيع صورة الناس عبر توصيفات لا أساس لها من الصحة ، دعونا من منطق الأحمر والأصفر ومن لغة الألوان الفارزة ، فالوطنية ليست صكا يمنحه أحدا لأحد ، لأنها سلوك يمكن أن تلاحظه في الرئيس ذاته إذا مارسه فعلا ، وبالتالي أنا لا احكم على حميد أو غيره إلا من خلال معايير وطنية متعارف عليها ، كما أنا مؤمن أن الدكتور والسياسي المناضل ياسين سعيد نعمان رجل وطني من طراز رفيع ، أؤمن أن حميد الأحمر رجل وطني وسياسي من طراز رفيع ، هذان الجبلان لماذا التقيا رغم تباين أفكارهما الأيدلوجية؟؟
يقال أن الجبال لا تلتقي ، لكنها تلتقي عادة عند حدوث هزات أرضية ، والوطن اليوم يمر بهزات توشك أن تجعله ووحدته هباء منثورا ، وبالتالي فإن التقاء هذان الهامتان الوطنيتان جاء عند حدوث هذه الهزات التي تتعرض لها البلاد اليوم، فكيمني حريص أيضا على أن تستمر كل هامات الوطن في لقاءاتها وتشاورانها من أجل الوطن أؤكد أني سأظل أشيد بحميد الأحمر ، لا لأنه حميد ، ولكن لأن مسعاه حميدا ، وسلوكه حميدا ، وروحه تحمل أنبل السمات الحميدة ، وهل هناك من هم أنبل من هم الوطن؟