أشار تقرير صدر عن مجلس الاستخبارات القومي الأميركي الأسبوع الماضي إلى أن مصر بدأت تفقد دورها القيادي بين حكومات المنطقة العربية، لافتا إلى إن هذا الدور انتقل إلى المملكة العربية السعودية بالرغم من جهود الرياض لتجنب هذا الدور. ويعزو التقرير، الذي يستند إلى جلسة نقاشية عقدها المجلس الصيف الماضي ونشرت تفاصيلها هذا الشهر، فقدان مصر لدورها القيادي إلى عدة أسباب من بينها كبر سن الرئيس المصري حسني مبارك الذي لم يعد يملك الطاقة لإظهار الدور القيادي الذي كان يتمتع به، بالإضافة إلى عدم حلول أحد من النظام المصري، سواء نجله جمال أو رئيس المخابرات عمر سليمان، للقيام بدور مبارك الإقليمي.
ويلفت التقرير، الذي يقول معده إنه لا يمثل بأي شكل من الأشكال رأي أو موقف الحكومة الأميركية، إلى أن مصر لم تعد تتمتع بالامتيازات ولم تعد تشكل مثالا سياسيا أو اقتصاديا جذابا، مقارنة مع العائدات النفطية الضخمة التي تتمتع بها بعض دول المنطقة وتطور التنمية الاقتصادية في بلدان أخرى.
ويقول التقرير إن السعودية اضطرت لتبوء هذا الدور الإقليمي على مضض، لعدم وجود خيارات أخرى، خاصة مع تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة.
ويوضح التقرير أن الرياض ترغب في كبح نفوذ طهران الذي تعاظم في المنطقة، عن طريق دعم اتفاق سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل ينهي صراعا طويل الأمد وتحقيق استقرار امني في العراق موحد خالي من أي تأثير إيراني.
غير أن التقرير لفت إلى أن الدور القيادي المتردد للسعودية، لم يكن فاعلا في المنطقة، موضحا أن السعودية تجنبت التدخل في الأوضاع الجارية في العراق آنذاك حتى عام 2006 وفشلت في تشكل حكومة وحدة بين حركة فتح وحماس الفلسطينيتين، كما فشلت جهودها في تحقيق اتفاق بين رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة وقياديي حزب الله.