تحولت باحة الحرم النبوي الشريف عصر الإثنين إلى ساحة اشتباكات عنيفة حين هاجم متشددون تابعون لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر آلاف الزوار الشيعة الذين كانوا يؤدون مراسم الزيارة وسط الباحة. وأفادت المعلومات الواردة والتي نقلتها شبكة راصد الاخبارية الشيعية ولم يتسن لـ “وطن” التأكد منها ان الزوار الشيعة كانوا يؤدون الزيارة في ذكرى وفاة النبي الأكرم التي تصادف الليلة حين هاجمهم عناصر “الهيئة” لاجبارهم على مغادرة المكان دونما سبب يذكر.
غير أن الزوار الشيعة – وحسب الشبكة- رفضوا مغادرة الباحة استجابة لأوامر أطلقها عناصر “الهيئة” بمكبرات الصوت وقابلوا أوامر الهيئة بهتاف “هيهات منا الذلة”.
غير أن الأمر سرعان ما تطور مع تدخل عناصر الأمن السعودي الذين طوقوا الباحة واعتدوا بالضرب على الزوار وبينهم المئات من النساء والأطفال وسط أنباء عن سقوط جرحى واعتقالات جديدة لمواطنين شيعة.
وقالت مصادر مطلعة أن العشرات من الجرحى نقلوا لتلقي العلاج في مستشفيي الزهراء والأنصار في وقت عمدت قوات الأمن لاعتقال الجرحى من المستشفيين.
وفي تطور لافت شارك في مهاجمة الزوار الشيعة وأغلبهم من القطيف والأحساء المئات من المتشددين السلفيين بالعصي والحجارة.
واستهدف المتشددون جميع المواطنين الشيعة المتواجدين في الباحة وخارج منطقة الاشتباكات دون أن تحرك قوات الأمن ساكنا.
ووفقا لشهود عيان امتدت الاشتباكات إلى حي “العزيات” ذات الغالبية الشيعية ولجأ المتشددون لمهاجمة المحلات والسيارات التابعة لأهالي الحي.
وعلمت الشبكة أن الأوضاع الأمنية متوترة حول محيط الحرم النبوي الشريف مع تكثيف عناصر الأمن لتواجدها في المنطقة.
وعلى صعيد ذي صلة قال المفكر السياسي الدكتور توفيق السيف أن هناك وعودا حكومية بمعالجة الأوضاع واطلاق ثلاثة من المعتقلين الذين القي القبض عليهم عقب “اعتصام البقيع” الجمعة الماضية.
السيف وفي تصريحات لقناة المنار الفضائية مساء اليوم القى بالمسئولية على الحكومة السعودية في الحفاظ على سلامة المواطنين ازاء تشدد وتعصب “الهيئة”.
مضيفا أن “هناك حالة احتقان قائمة” وأن على الحكومة أن تتجه لمعالجة حالة الاحتقان هذه.
يذكر أن اعتصاما حاشدا نظمه أكثر من 2000 من الزوار الشيعة في باحة الحرم النبوي الشريف الجمعة الماضية احتجاجا على ممارسات “الهيئة” انتهى باعتقال خمسة من الزوار.