“ارتداء الحجاب لا يكون بدافع إخفاء النفس عن الآخرين، ولا بدافع الخجل.. إنه مصدر ومظهر للفخر والعزة”.. هذا رأي طالبة غير مسلمة في جامعة نورث كارولينا الأمريكية بعد ارتدائها زيا إسلاميا ليوم كامل. وذكرت صحيفة “تيكنيكان أون لاين” الأمريكية اليوم الأحد أن مجموعة من الطالبات المسلمات في جامعة نورث كارولينا دعون زميلاتهن غير المسلمات والمسلمات غير المحجبات إلى المشاركة في تجربة “يوم بالحجاب”، بهدف التعرف على كيفية سير الأمور معهم في هذا اليوم.
وبحسب الصحيفة، التي ركزت على استجابة غير المسلمات، فإن 28 طالبة غير مسلمة وافقت على خوض التجربة، التي لم تقتصر على قضاء يوم بزي إسلامي كامل، بل ممارسة الحياة على أنهن مسلمات، يمتنعن عن شرب الكحوليات وأكل لحم الخنزير والسير مع أصدقاء من الجنس الآخر.
طالع أيضا:
ارتداء الحجاب داخل محاكم أمريكية.. جريمة!
وقالت سارة ياسين، صاحبة الفكرة، إنها فكرت في الأمر بداية من الصيف الماضي، بهدف معرفة “كيف يكون شعور من ترتدي زيا إسلاميا، وكيف ترى نظرة المجتمع لها، وما هي ردود فعل الآخرين”، وتتمنى سارة أن تنتشر هذه التجربة، معربة عن ثقتها في أنها ستكون ذات مردود طيب بعد أن وجدت إقبالا من غير المسلمات.
مصدر فخر
وفي نهاية اليوم جلست الطالبات غير المسلمات مع القائمات على تنفيذ الفكرة لمعرفة ما آلت إليه التجربة، واتفقت الطالبات على أنها كانت شيقة، وتمنى بعضهن لو أنهن قضينّ وقتًا أطول بهذا الزي.
وقالت إحداهن، وتدعى ميجان ويتسكي: “حرصت على المشاركة في التجربة.. كانت بحق فكرة طيبة وشيقة، على مدار اليوم لم أشعر أني أقوم بعمل غير طبيعي”.
وقارنت بين ملابسها العادية وارتدائها الحجاب، قائلة: “مع الحجاب شعرت أن أناسا أقل قد ينظرون إليّ.. بصراحة ساورتني بعض الشكوك بأن عدم نظرهم لي يعني عدم احترامي”.
واختتمت حديثها بالقول: إن “ارتداء الحجاب لا يكون بدافع إخفاء النفس عن الآخرين.. ارتداء الحجاب لا يكون بدافع الخجل.. إنه مصدر ومظهر للفخر والعزة”.
أما الطالبة كاثرينا سميث فقالت: “لم أكن قلقة من مظهري الإسلامي وأنا أسير في الجامعة (…) لم أسمع أي تعليقات من زميلاتي عكس ما كنت أتوقعه.. نظر إليّ البعض وكأنه أمر عادي”، واعتبرتُ هذه التجربة “درسا في التفكير الذاتي والاقتناع بالشيء والتمسك به (…) شعرت أني أمثل فئة كاملة (المسلمين)؛ لذا كنت أفكر في كل عمل أقوم به حتى لا أسيء لتلك الفئة”.
أرتديه لله
وعلقت عائشة علي، وهي مدرسة في التعليم الابتدائي، وإحدى القائمات على التجربة، على حديث الطالبات غير المسلمات، بقولها: إن “الناس يحاولون معرفة شخصيات من يرتدين الحجاب وسلوكياتهن أكثر من غيرهن”.
وتحدثت عن بداية ارتدائها الحجاب قائلة: “في بادئ الأمر كنت قلقة ومتوترة، لكن كان لزملائي أثر قوي في مساندتي وتشجيعي”.
سارة عرابي، طالبة في الهندسة البيولوجية، علقت على التجربة بأن “الجامعة لا تعارض ما يقوم به الطلبة المسلمون داخل حرمها وتدعم أنشطتهم”.
وتابعت: “أشعر بأنني جزء من هذا المجتمع، وأن ارتداء الحجاب لا يمنعني من ممارسة حياتي بشكل طبيعي بل ومن ممارسة الرياضة”.
أما سارة السيد، طالبة بالدراسات السياسية، فقالت: “لبسته (الحجاب) لسنوات؛ لأن أهلي كانوا يضغطون علي ولم يكن لأجل الله، فقررت خلعه، ثم ارتديته بعد أن تأكدت أني أرتديه لله”.