في ما اعتبر أمرا لافتا في تونس ، تحدّثت أشهر صحيفة معارضة في تونس لأوّل مرّة عمّا وصفته ب “جرأة صار يتميّزالإعلام الخاص بها ” في تونس مثنية على محطة تلفزية وأخرى إذاعية كلاهما لقريبين من عائلة الرئيس التونسي . وقالت صحيفة “الموقف” الأسبوعية الناطقة بإسم الحزب الديمقراطي التقدمي (مرخص له) في عددها الجديد إنّ “بعض وسائل الإعلام الخاصة في الفترة الأخيرة تشهد نقلة نوعيّة في المواضيع التي تتناولها وخاصة في مستوى إذاعة موزاييك وقناة حنبعل” ، على حدّ وصف الصحيفة .
وتابعت الصحيفة أنّ “العديد من المواطنين تحدث في أكثر من مناسبة عن الجرأة التي أصبح يميز بها إعلامنا (الإعلام التونسي)” .
وإعتبرت الصحيفة أنّ برامج الإذاعة والتلفزة في تونس صارت “تتناول مواضيع كانت في السابق تدرج ضمن قائمة المحظورات ” و أن “الجرأة طبعت وسائل إعلامنا” ، لكنّها عادت لتقول إنّ “هذه الجرأة بقيت منقوصة” .
وهذه أول مرة تتحدث فيها صحيفة “الموقف” التي هي أشهر صحيفة معارضة في تونس عن “جرأة تطبع وسائل الإعلام التونسي” ، بعد أن إشتهرت الصحيفة لسنوات بإنتقاداتها الشديدة لأوضاع حرية الإعلام في تونس وإعتبارها أن حرية الصحافة في تونس منتهكة وأن الحكومة تضيق على الصحافة والصحافيين .
* الصحيفة تهاجم المنظمات الدولية لحقوق الإنسان
ولأوّل مرّة كذلك ، إنتقدت الصحيفة التونسية المنظمات الدولية لحقوق الإنسان على تقاريرها حول تونس معتبرة هذه التقارير بأنها “تفتقد إلى حد من مصداقيتها” .
وهاجمت “الموقف” تقريرالشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان عن تونس حول حرية الأنترنت متهمة إيّاه بأنه راهن على ”تصريحات بعض الوجوه الحقوقية التي لا تتقن أبسط أبجديات الأنترنت” ، دون أن تذكرهم الصحيفة بالإسم .
وإتهمت الصحيفة تقرير اللجنة الدولية لحماية الصحافيين بنيويورك عن تونس بأنّه “تضمّن عديد الثغرات” وأنه “أثار جدلا حول بعض الحالات الواردة به في أوساط المهتمين بالشأن الحقوقي التونسي “ ، دون أن تحدد الصحيفة بالإسم الحالات التي قالت إنّ الجدل أثير حولها .
وإتهمت الصحيفة اللجنة الدولية لحماية الصحافيين ب “أخذ التصريحات كمُسلمات” ، حسب وصفها .
وشكّكت الصحيفة في حيادية المنظمات الحقوقية الدولية بإتهامها ب “إقتصار تقاريرها على حالات الإعتداء على فئة دون أخرى” .
وإتهمت “الموقف” بعض الحقوقيين في تونس بما وصفته ب”التمعش من لعب دور الضحية” ، متابعة أن أحد الحقوقيين يتلقى منحة سنوية من بعض الجهات أصبح يوهم الآخرين بالإعتداء عليه” ، دون أن تذكره إسمه ولا إسم الجهة التي ترسل له المنحة .
وإتّهمت الصحيفة منظمة العفو الدولية بإستنساخها لبيانات عدد من المنظمات الحقوقية المحلية المحظورة .
وقالت الصحيفة إنّها “قامت بفتح تحقيق” بشأن إتهامات صحف قريبة من الحكومة لجمعية “نساء ديمقراطيات” ب”الركض واء التمويل الأجنبي” .
وتابعت الصحيفة أنّ جهة قريبة من “مصادرة التمويل” أفادتها بأنّ ما ورد بالصحف القريبة من الحكومة “فيه الكثير من المغالطات”.
وقالت الصحيفة إن مؤسسة “نيومان” طالبت جمعية “نساء ديمقراطيات” بإسترجاع مبلغ منحة لها بعنوان نساء مغاربيات – مساواة وتم إرجاع المبلغ ” .
وكانت بعض الصحف القريبة من الحكومة نشرت الخبر في إطار هجومها المعتاد على هذه الجمعية النسائية التونسية التي تناصبها الحكومة العداء ، وذكرت بعض المعطيات التي أيدتها صحيفة “الموقف” في عددها الأخير .
وإعتبرت “الموقف” في المقال ذاته أن عدم دعم الحكومة التونسية لبعض المنظمات هو “الذي دفع بعضها إلى التمويلات الأجنبية” .
وأثار العدد الجديد من صحيفة “الموقف” حدلا واسعا في تونس .
وتشتهر تونس بإنتهاكات حقوق الإنسان حسب تقاريرالمنظمات الدولية وتضييقها على الصحافيين وإعتقالها للمعارضين ونشطاء حقوق الإنسان .
وتحتكر الحكومة في تونس الفضاء الإعلامي ال
تلفزيوني و الإذاعي حيث لا تسند تراخيص الإذاعات والمحطات الخاصة إلا للقريبين منها ، ويشتكي الصحافيون من حرمانهم من تراخيص لإنشاء صحف مستقلة .
تلفزيوني و الإذاعي حيث لا تسند تراخيص الإذاعات والمحطات الخاصة إلا للقريبين منها ، ويشتكي الصحافيون من حرمانهم من تراخيص لإنشاء صحف مستقلة .