بقلم: رداد السلامي
أبدا.. أنت لا تستطيع أن تحيا لوحدك ، كما أنك بلا من يمكن أن تكون وإياهم على وجهة واحدة وإن اختلفتم في طريقة العبور إليها لن تتولد فيك رغبة السير نحوها إلا معهم ، تحتاج أنت لكل إنسان ، أي إنسان ، تحتاج لمن يريك كيف انك على غير ما تظنه أحيانا حين تنخدع بنظرتك لذاتك، الحياة تكامل وتناقض انسجام واختلاف فالضدية ليست تنافر بل تكامل ، وأروع الانسجام الذي يحدث بين ضدين ، إنه انسجام مبدع ، فيه تتجلى عظمة الإنسان على قدرة التقارب وتكوين علاقات عميقة بين تناقضاته .
حياتنا الوطنية أضحت لا تطاق ، وخارج نطاق الممكن ، لم يعد الناس قادرون على السير في درب لم يفضي إلى نهاية جميلة متوقعة ، الأمور كل يوما تنكشف لتفصح عن أزمات في بنية المجتمع وتشضٍ لهويته، وأسوء شيء أن تجد ذاتك بلا هوية ، سوى هوية مزيفة في نظر الكثير حين تقول لهم أن الوطن بكل تفاصيله هو هويتك..!!
هناك تلاحظ ما لم يلاحظه هواة الحوارات العاقرة، ومدمنو الكلام والتصريحات، ومؤجلو مآسينا : تفسخ في نسيج المجتمع ، احتشادات ضيقة ، نوايا غير وطنية همها السيطرة بأي شكل ، وجنوبا لم يعد قادرا على احتمال الظلم ومزيدا من الكلام والكلام الفارغ..!!
ليتوقف صناع التخلف والحروب عن الإيغال عميقا في تتويه الناس ، وتوتير الأوضاع ، وليكفوا عن التماكر الذي يجعلنا اليوم لقمة تثير شهية أطماع القوى العالمية المهيمنة ، وليكونوا وطنيين فعلا ، وليقدموا تنازلات لا زلات ، لأننا سئمنا الزلل وكل أزلام البؤس والظلم والفقر.، ليكونوا واعيين بخطورة ما نحن فيه اليوم ، ما لم فليكن القرار الحاسم العدو أمامكم والبحر خلفكم ولنشرب من ماء البحر ملحا أجاجا وليكن ما يكن..!!
اليمني في حالة تيهان، وغير مدرك من من الفرقاء مع الوطن ومن ضده و إن استطعت أن تكون في حالة توازن وهدوء لا تؤثر عليه أي عوامل أو أسباب تجعلك مرتبكا تكون قد حققت أولى أبجديات القدرة على التقييم لما حولك بهدوء وإدراك ، لتكتشف من الوطني فعلا ومن غيره.
تعلمت أنه أيضا يمكن أن أكون مدركا لما يحاول أن يندس، أو يخفى عن إدراكي، أو يخدعني فمن خلال الملاحظة تعلمت ،أكثر بكثير مما تعلمته بالاندماج في القضايا المطروحة ، التروّي سيسمح لك برؤية بعض الروابط التي كنت غافلاً عنها. تمعن بكل ما يحيط بك كي تستطيع دمج المعطيات المطروحة و الحصول على النتيجة المرجوة ، و لا تغفل أي أمر بسيط لأنه قد يقودك إلى المعرفة العميقة التي تنشدها .
*كاتب وصحافي يمني