وفاء اسماعيل
تابعت حلقات برنامج (شاهد على العصر ) والتى قدمها المذيع اللامع احمد منصور فى قناة الجزيرة ،وبما ان البرنامج يعتبر شهادة حية على حقبة من تاريخ هذه الأمة فكان من المفترض ان تكون تلك الشهادة لله والحق حتى يتسنى لملايين المشاهدين التعرف على حقيقة الأحداث التى شكلت تاريخ هذه الأمة .. الأحداث التى تمت خلف الكواليس كان من المفترض ان يصفها لسان صادق لا يعرف الكذب أو النفاق حرصا منه على مكانته وخوفا من يوم يحاسب فيه أمام ربه على ما نطق به ..ورغم ان اللواء جمال حماد حرص فى كل الحلقات على التركيز على مساوىء القيادة المصرية ويؤكد فى كل كلامه على عيوب النظام متجنبا كل ايجابياته ،بل أمعن فى تشويه كل ايجابيات ثورة يوليو 1952 م ، ولم يترك للمشاهد فرصة ليلتقط أنفاسه اللاهثة وراء معرفة الحقيقة ، ورغم براعته فى تشويه صورة عبد الناصر وتصويره كما لو كان شيطان حاقد يتصرف وفق أهواء تهدف الى تدمير الأمة ورميها فى وحل الهزيمة والعار الا انه فقد القدرة على إقناع المشاهد بما يود هو إيصاله له ..وسقطت أقنعته فجأة ودون ان يدرى فى عدة نواحي :
1 – التناقض الرهيب بين ما يدعيه من حبه لعبد الناصر واحترامه له وبين ما قاله فى شهادته عنه فلا يعقل ان يجتمع الحب والاحترام لشخص ما فى ذات الوقت الذى يجتمع فيه الكره لذات الشخص نتيجة تصرفاته والتشكيك فى أمانته ونزاهته ووطنيته .. وعبد الناصر الذى عرف بنزاهته وأمانته وحب الجماهير له لم ينل تلك المكانة فى قلوب الملايين الا لأنه بالفعل جدير بها وعرف بين المقربين منه وبين أعدائه بانه خير من أنجبت مصر رغم أخطائه التى نجمت عن ثقته الزائدة بمن حوله .. على كل حال اللواء جمال حماد كان فى شهادته كمن يطلق الرصاص على شخص ويبرر فعلته بأنه أراد قتله لأنه يحبه ويحترمه ..وهذا مبرر لا يقنع حتى الأطفال .. واى ان كان رصاص جمال حماد فهو رصاص طائش و(فشنك) لم يحقق هدفه.
2 – جمال حماد كان بارعا فى وصف المؤامرة التى حيكت له لإبعاده عن جمال عبد الناصر رغم رأيه المتناقض فى ذات الشخص (عبد الناصر ) الذى كان يسعى لنيل رضاه والاستحواذ على ثقته ولكنه لم يبرر لنا أخطائه التى ارتكبها حينما كان ملحقا عسكريا فى دمشق سوى انها مؤامرة ، ولكن الوثيقة التي نشرها الكاتب الكبير عبد الله السناوى فى مقاله بعنوان (شهادة «جمـــال حمـــــاد» عن العصر مــــردود عليها بوثيقــــــة واحدة.. بخط يدهشخصياً،) أكدت ان اللواء جمال حماد وبخط يده اعترف انه كان مجرد شخص حاول التملق والتزلف لعبد الناصر بما كتبه من تقارير عن أصحاب جريدة المصري وغيرهم ، وواضح من الوثيقة مدى نفاق سيادة اللواء ومدى محاولته التقرب من عبد الناصر وإصراره على نيل شرف مقابلته الا ان عبد الناصر لم يحقق له تلك الغاية حتى وفاته و(آية المنافق ثلاث؛ إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خانوإذا خاصم فجر) ...ونفاق سيادة اللواء ومحاولة تملقه وتسلقه للأسف واضح وبين من خلال شهادته وعلى لسانه عندما حكى عن ذهابه الى مطار القاهرة الدولى لمقابلة المشير عبد الحكيم عامر فى أمر قبول ابنه برهان بالكلية الحربية رغم انه لا ينطبق عليه مواصفات القبول
، وأيضا فى ما قاله وعلى لسانه فى برنامج (بلا حدود ) من ان الرئيس المصري حسنى مبارك مجاهد وبطل حمى مصر من حرب مؤكدة ..وردد ما يردده مبارك من ان تخندق النظام المصري مع العدو الصهيوني وأمريكا فى خندق واحد ليس الا لمصلحة مصر ولأجل حمايتها من عدوان صهيونى يدمر مصر .. كلام لا يصدقه الا الأغبياء ولا يصدر من رجل عسكري محنك كحنكة اللواء جمال حماد .. وكانت تلك الكلمات هى القشة التى أسقطت أقنعه سيادة اللواء وكشفت عن معدنه الحقيقي وأسلوبه الرخيص فى تملق أصحاب النفوذ والسلطة .. عندما سمعت كلماته تلك .. قلت فى نفسي (الحمد الله ان القناع سقط ) ووددت لو ان الوقت سمح لى لأسمع رأى احمد منصور فى رأى سيادة اللواء فى مبارك رغم ان احمد منصور ضحك ضحكة خبيثة كان لها مغزى ومعنى واضح ومفهوم وهو أكثر الناس دراية بان اللواء جمال حماد يكذب فمبارك لم يكن يوما لا مجاهدا ولا مناضلا ولا كان هدفه من شراكته مشاريع الصهاينة حماية مصر كما يدعى سيادة اللواء ..واسأله هل فعلا مبارك مجاهد وبطل ياسيادة اللواء؟ اذا كان مبارك بطل فى نظر سيادة اللواء إذن لا عجب ان يكون عبد الناصر أيضا فى نظره حاقد وغلاوى ولا يملأ قلبه الا الكره والحقد … وعجبي !!!!
وفاء اسماعيل