شن مؤسس تنظيم القاعدة والقيادي السابق سيد إمام الشريف الملقب بدكتور فضل، هجومًا لاذعًا على أسامة بن لادن وأتباعه في التنظيم. وتمثل الهجوم بكتاب، شمل 200 صفحة إنتقد خلالها ايديولوجية التنظيم والهجمات “اللا اخلاقية” على التوأمين، مقر التجارة العالمي في نيويورك.
وقال الشريف في معرض كتابه بما يخص هجمات 11/9 : “إن الاعتداء على امريكا غدا الطريق الاقصر للوصول إلى الشهرة في صفوف العرب والمسلمين. ولكن ما الخير الذي تجنيه أن دمرت أحد مبانيهم، وقد دمروا دولتك بالمقابل؟ ما الخير الذي تجنونه إن قتلتم فردًا منهم، وقتلوا 1000 منكم؟.”
كما وحمل الشريف بن لادن مسؤولية كل قطرة دم هدرت في افغانستان والعراق، وقال انه المتسبب بسفك دماء المسلمين في البلدين.
وعلى صعيد آخر، ندد الشريف باولئك الذين يلجئون إلى الدول الغربية، ثم ينخرطون في مجموعات إرهابية ضد الدولة التي إستقبلتهم. وقال الشريف: “إذا هم سمحوا لك بدخول بلادهم وبيوتهم لتعيش بينهم ووفروا لك ولاموالك الامن، ووفروا لك عملا أو دراسة فانه غير مشرف أن تخونهم بأعمال القتل والتدمير”.
من الجدير بالاشارة إلى أن الشريف خص ابن بلده الذي عرفه لمدة طالت 40 عامًا، القيادي الدكتور أيمن الظواهري بالنقد، إذ وصفه بالكذاب. وأدلى بمعلومات حول تلقي الظواهري الرشاوى من المخابرات السودانية لشن عمليات إرهابية في مصر خلال سنوات التسعين.
من وجهة نظره، إعتبر الظواهري هذا الهجاء الحاد الذي طرحه العميد السابق ما هو إلا نتيجة تعذيب وإرغام، وإن الشريف كتب ما كتب على مضض وبالاكراه.
غير أن العديد من الدبلوماسيين والمحليين أعربوا عن وجهة نظر معاكسة تمامًا. ففي وقع إثر مثل هذا الهجوم على الشارع العربي والاسلامي قال “فواض علام” الذي عمل مدة 26 عامًا في مخابرات أمن الدولة المصرية إن أقوال الشريف” أسفرت عن تأثير غير مسبوق” في موقف العديد إزاء القاعدة “داخل وخارج السجن”. وأوضح: “إن مفهوم القيادة في غاية من الاهمية لدى هذه المنظمات السرية”. وأن ينتقد قيادي سابق هو أمر سيء لهذه المنظمات على حد قوله”.
من ناحية أخرى علق دبلوماسي غربي في القاهرة على الموضوع قائلا انه من المستحيل أن يكتب شخصا 200 صفحة من الهجاء شديد الحدة لمجرد التعرض للتعذيب والاكراه. وإن اقوال الشريف تنم عن مصداقية من خاض التجربة الكاملة في هذه الانظمة.
يذكر أن الشريف أحد كبار القياديين المؤسسين للقاعدة، عام 1988 في ظل الكفاح المسلح ضد الاحتلال السوفييتي في افغانستان. في الوقت نفسه ترأس الشريف منظمة الجهاد الاسلامي المصري والذي إعتبر تنظيماً تحريضيًا متطرفًا حارب الحكم في مصر حتى هزيمته في سنوات التسعين. حيث هرب الشريف إلى اليمن إلا انه تم إلقاء القبض عليه بعد أحداث الهجمات على مقر التجارة العالمي في نيويورك، وتم تسليمه للسلطات المصرية التي زجته في السجن لمدة 20 عامًا.