أثارت المباحثات التي أجرتها دول أوروبية بشكل مباشر مع بعض قادة حركة حماس، مخاوفَ لدى الكيان الصهيوني، معربين عن خشيتهم من إقدام الإدارة الأمريكية الجديدة على خطوة مشابهة. وكان اثنان من نواب البرلمان الفرنسي قد التقيا “خالد مشعل” رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قبل ثلاث أسابيع في دمشق. وكذلك التقي اثنان من أعضاء البرلمان البريطاني مع ممثل الحركة في لبنان “أسامة حمدان”. كما أن هناك عناصر حكومية مسئولة وكبيرة أخرى التقت مع قادة حماس.
واعتبر الساسة الصهاينة في تعليقهم على هذه اللقاءات أن “الوضع لم يكن كما كنا نتصوره واتضح فقط أن “إسرائيل” الوحيدة التي لم تلتقِ مع حماس حتى الآن”.
وأعرب ساسة “إسرائيل” عن قلقهم من هذه اللقاءات, مُبْدِين تخوفهم من أن “تنتقل العدوى” إلى الحكومة الأمريكية, ويسمح الرئيس “باراك أوباما” بعقد لقاءات من هذا النوع مع حماس.
وادعوا أنها “ستكون غلطة كبيرة جدًا من جانب الرئيس الأمريكي إذا أقدم على هذه الخطوة بفتح حوار مع حماس”، معتبرين أن ذلك سيضعف السلطة بقيادة محمود عباس من جهة, وسيجعل موقف “إسرائيل” حرجًا للغاية من جهة أخرى.
أناس كثيرون يتحدثون لحماس:
وكانت صحيفة الإندبندنت البريطانية قد نقلت الأسبوع الماضي عن دبلوماسي أوروبي رفيع قوله: “أناس كثيرون يتحدثون لحماس، عددهم أكبر مما يتخيله المرء”. وأضاف “هذا بداية لأمر جديد رغم أننا لا نتفاوض”.
و نقلت الصحيفة عن ممثل حركة حماس في بيروت “أسامة حمدان” قوله: إنه منذ نهاية العام الماضي قام أعضاء في برلمانات السويد وهولندا وثلاث دول من أوروبا الغربية رفض تحديدها بالتشاور مع ممثلين لحماس.
وأشارت الصحيفة إلى أن بنود تشكيل اللجنة الرباعية للشرق الأوسط تحظر الاتصال بحركة حماس لأنها ملتزمة بتدمير “إسرائيل”، وأن هذا الحظر لن يرفع ما لم تعترف حماس بـ”إسرائيل” وتنبذ “العنف”، إلا أن تساؤلات كثيرة تطرح حول هذا الأمر منذ نهاية الحرب التي دامت ثلاثة أسابيع في غزة.
وقالت الصحيفة: إن الاتحاد الأوروبي يدعم جهود المصالحة بين حماس وفتح كجزء من اتفاقية وقف إطلاق النار بين حماس و”إسرائيل”، كما يرى الإتحاد أن توحد الفلسطينيين هو مطلب أساسي لتحقيق حل الدولتين.
مشعل: دول غربية تتواصل معنا سرًا وعلنًا:
وكان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد أعلن في تصريحات سابقة أن هناك اتصالات تتجدد كل يوم لأجل التهدئة وفتح ملف الأسرى بما في ذلك الجندي “الإسرائيلي” جلعاد شاليط.
وقال مشعل: إن هناك دولا غربية تتواصل رسميا مع حركة حماس، بعضها في السر وبعضها في العلن خاصة بعد فوزها في الانتخابات، لكن الضغوط الأمريكية في ظل الإدارة السابقة أدت إلى تقليل تلك الاتصالات، مشيرا إلى وجود من يحاولون إعاقة ذلك الانفتاح.
وشدد مشعل على أن حماس لا تعمل ضمن أي محور ضد آخر في المنطقة.