قال الصحفي العراقي، منتظر الزيدي، الذي رمى بفردتي حذائه باتجاه الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، إن السبب في ذلك يعود إلى “الابتسامة الساخرة ومزاحه السمج” اللذان استفزاه. وأوضح مراسل قناة البغدادية العراقية، التي تبث من العاصمة المصرية، هذا الأمر خلال مثوله أمام المحكمة الجنائية المركزية في بغداد، نافياً أن يكون أحد دفعه إلى ذلك.
وعلل السبب أيضاً في “الانتهاكات التي ترتكب بحق الشعب العراقي”. وأرجئت محاكمة الزيدي إلى 12 مارس/آذار المقبل، حيث قرر القاضي عبد الأمير حسان الربيعي، الذي ترأس الجلسة “مخاطبة الأمانة العامة لمكتب رئاسة الوزراء لمعرفة نوع زيارة الرئيس بوش، هل هي زيارة رسمية او غير رسمية”.
ويواجه الزيدي تهمة “الاعتداء على رئيس دولة أجنبية” وتصل عقوبتها القصوى إلى السجن خمسة عشر عاماً. وكان العشرات من مؤيدي الزيدي قد تجمعوا الخميس في قاعة المحكمة الجنائية المركزية في المنطقة الخضراء غربي بغداد مطالبين بإطلاق سراحه، كما دعا إلى إطلاق سراحه تجمع آخر خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
ووصل الزيدي، الذي تحول إلى بطل شعبي في العالم العربي، وتسبب بانتشار ظاهرة رفع الحذاء كعلامة احتجاج في أكثر من مكان في أرجاء العالم، إلى قاعة المحكمة والعلم العراقي وشاح حول عنقه،
وفيما يلي نص إفادة منتظر الزيدي أثناء محاكمته، كما نشرها موقع قناة البغدادية العراقية، التي يعمل لديها الصحفي منتظر:
منتظر: كانت نيتي رد الاعتبار للعراقيين بفعلتي ولم تكن لدي نية مبيته في ذلك اليوم.
القاضي: كيف جاء في ذهنك قرار ضرب الرئيس الأمريكي السابق؟
إبتسامته الجليدية وحديثة بعد ما فعل كانا السبب
منتظر: كان بوش يتحدث أثناء المؤتمر الصحفي عن انجازات الجيش الأمريكي في العراق في آخر زيارة له فتخيلت أنهاراً من الدم ومليون شهيد وخمسة ملايين يتيم بسبب الاحتلال، ومليون أرملة وأكثر من ثلاثة ملايين مهجر، وكان بوش يبتسم “ابتسامة جليدية”.
منتظر: بلا روح ولا دم. وأخذ يمزح مع المالكي، ويقول إنه سيتناول العشاء معه بعد المؤتمر. وفي تلك اللحظة، لم أرَ إلا بوش. اسودّت الدنيا في عينَي، وكنت أشعر بأن دماء الأبرياء تسير من تحت قدمَي وهو يبتسم تلك الابتسامة، قادماً ليودّع العراق في العشاء الأخير، بعد أكثر من مليون شهيد والخراب الاقتصادي والاجتماعي في البلد أحسست أن بوش هو القاتل الأول لشعبي.
وأضاف الزيدي: وأنا عراقي وجزء من هذا الشعب. حاولت أن أرد جزءاً يسيراً، وانفعلت جراء ما تذكرت ما فعل بالعراق، فخلعت فردتي حذائي ورميتهما ولم أكن أنوي قتله، بل أردت أن أعبر عما في داخلي وداخل الشعب العراق من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب تجاه هذا الشخص من الكراهية.
القاضي: هناك شهادة تقول انك كنت تنوي ضرب بوش عام 2006 عندما كان في عمان؟
منتظر: هذا الأمر يصور رغبة في إهانة بوش وكنت أنوي الذهاب لضربه لكن ذلك لا علاقة له بما حصل يوم الرابع عشر من ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ثم استدرك منتظر قائلاً: إن بوش لم يكن ضيفاً كما ذكر الشاهد. بوش وجنده في العراق منذ 6 سنوات، وأنا ابن عشائر أعرف حق الضيف وهو لم يطرق باباً ليكون ضيفاً ودخل عنوة.. الضيف يدخل إلى المكان بعد الاستئذان كيف يكون بوش ضيفاً وهو لديه جيش جرار في العراق؟
لم تكن أية جهة وراء هذا العمل!
القاضي: هل هناك جهة معينة وراء ذالك؟
منتظر: مطلقاً، لا.. ما دفعني لهذا العمل هو كل ما يجري للعراقيين. أريد أن أوضح أن أي إفادة سابقة كانت تحت الضغط ليس من ضابط التحقيق بل حتى من المسؤولين في المكان الذي كنت فيه.
ثم قرر قاضي المحكمة مفاتحة الأمانة العامة لمجلس الوزراء لمعرفة إذا كان الرئيس الأمريكي في زيارة رسمية أم لا، وأجّل المحكمة إلى يوم الثاني عشر من مارس/آذار المقبل. وكان الزيدي قد ألقى بحذائه باتجاه بوش، أثناء مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، في بغداد فخلال زيارة بوش الأخيرة للعراق.
من جانبه، قال ضياء السعدي، رئيس فريق الدفاع عن الزيدي، في مؤتمر صحفي عقده عقب جلسة المحكمة “لاحظت أن أنف الزيدي وإحدى اسنانه مكسورة ، كما ان عينه اليسرى تعرضت لضرر كبير مما يؤكد تعرضه للضرب الشديد والتعذيب”، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الصينية “شينخوا”.
وأضاف أن ثقتنا عالية بالقضاء العراقي الذي سينظر إلى موقفه المعبر عن وجهة نظر الشارع العراقي، “إننا نأمل من المحكمة أن تقيم تصرف الزيدي باعتباره ازدراء برئيس دولة احتلال”، مؤكداً “أن دوافع تصرف الزيدي وطنية، ونتمنى أن تبتعد المحكمة عن الدوافع السياسية، ونناشد وزير الداخلية العراقي بتوفير الحماية للزيدي ونقله إلى مكان لا يتعرض فيه للتعذيب”.
وقال فريق الدفاع عن الزيدي، الذي يضم 25 محامياً جميعهم متطوعون، إنه سيطالب بإسقاط التهم الموجهة إلى الزيدي على أساس أنه كان يعبر عن اعتراضه على سياسات بوش وأنه لم يتعرض لخطر من جراء إلقاء الحذاء عليه.