اتهمت السلطات السعودية 2000 مواطن شيعي بالقيام بأعمال “فوضى” واعتقلت خمسة منهم اثر مشاركتهم في اعتصام حاشد أمس الجمعة في باحة المسجد النبوي بالمدينة المنورة احتجاجا على مضايقات الشرطة الدينية. وكان الاعتصام الذي بدأ اثر تحرش عناصر في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالزائرات الشيعة ونبزهم بالفاظ بذيئة استمر حتى وقت متأخر من مساء أمس الجمعة قبل أن تتدخل قوات الأمن لتفريق المعتصمين.
غير أن الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة محسن الردادي وفي تصريحات نشرتها الصحف السعودية السبت اتهم الزوار الشيعة “بإحداث فوضى ورفع الأصوات أمام بوابة البقيع”.
مرجعا سبب الاعتصام لاعتقال الشرطة خمسة من الزوار الشيعة رفضوا الالتزام بموعد انتهاء زيارة مقبرة البقيع.
في مقابل ذلك أكد شهود عيان اتصلت بهم شبكة راصد الشيعية أن شرارة الأحداث بدأت اثر نبز عناصر “الهيئة” للزائرات الشيعة بالفاظ بذيئة من قبيل رافضيات، مشركات وبنات المتعة الأمر الذي قابله النسوة برشق بالأحذية.
وساهم في تدهور الوضع تعمد عناصر الهيئة تصوير الزائرات الشيعة بواسطة كاميرا الفيديو واعتقال أفراد عوائلهم لمطالبتهم مسئولي الهيئة باتلاف التصوير المسجل الأمر الذي رفضه الأخيرون.
ودفع ذلك إلى تجمع أكثر من 2000 من المواطنين الشيعة أمام مركز الهيئة في باحة المسجد النبوي الشريف للمطالبة باطلاق الموقوفين واتلاف التسجيلات وسط هتافات “الله أكبر” و “هيهات منا الذلة”.
وإلى جانب مسارعة الشرطة في الانحياز إلى رواية “الهيئة” وإتهام الزوار الشيعة باثارة الفوضى اتجهت صحيفتا “الرياض” و”الوطن” السعوديتان إلى اتهام المعتصمين باعاقة الصلاة في المسجد النبوي الشريف.
وقالت “الوطن” في تغطيتها للخبر السبت أن المعتصمين رددوا “بعض المعتقدات والشعارات الأمر الذي أثار استياء المصلين”.
فيما قالت الرياض أن الاعتصام سبب “اعاقة تدفق المصلين لأداء صلاتي المغرب والعشاء في المسجد النبوي الشريف”.
وتشهد المدينة المنورة هذه الأيام تدفق آلاف المواطنين الشيعة من القطيف والأحساء لزيارة المسجد النبوي والبقيع الغرقد لمناسبة العطلة المدرسية نصف السنوية ويقابلهم عناصر “الهيئة” عادة بالمضايقات الطائفية.