في ظل الأزمة المالية الراهنة، يتوقع خبراء انهيار قرابة 100 مؤسسة مالية حتى نهاية العام الحالي، في حال استمرار تهاوي المصارف الأمريكية على ذات الوتيرة الراهنة، والتي بلغت 14 مصرفاً منذ مطلع العام. وبسيطرة السلطات الفيدرالية المنظمة للقطاع المصرفي على مصرف “سيلفر فولس ” بأوريغون الجمعة، بلغ عدد المصارف التي أعلنت إفلاسها خلال الأسابيع الستة الماضية، 14 مصرفاً.
وشهد العام الماضي انهيار 25 مصرفاً، وتتسارع وتيرة تساقط المصارف الأمريكي مع تدهور الأزمة الاقتصادية.
ويرى مراقبون أن استمرار الركود سيدفع بالمزيد من الأفراد والمؤسسات للتخلف عن سداد ديونها، مما سينعكس بدوره سلباً على القطاع المصرفي ويسارع من تهاوي مؤسساته.
ومن جانبه توقع غيرارد كاسيدي، من “RBC كابيتال ماركيتس”انهيار 1000 مؤسسة مالية، بأرصدة مجتمعة تصل إلى 50 مليار دولار، على مدى ما بين ثلاثة إلى خمسة أعوام مقبلة.
وأضاف قائلاً: “نعتقد أنه كلما سارعت الجهات المنظمة بإغلاق المصارف المتعثرة، سارع القطاع في النهوض على قدميه.”
وتلقي الأزمة المالية التي تعصف بالاقتصاد الأمريكي بظلالها الكئيبة على المصارف هناك، حيث يستمر تداعي القطاع وبمعدل انهيار مصرف واحد كل أسبوع في المتوسط، مما يعني تضاعف عدد المصارف المفلسة خلال العام الحالي مقارنة بعام 2008.
وكان 25 مصرفاً أمريكياً قد أعلن إفلاسه خلال العام الفائت، أعلى معدل سنوي منذ عام 1993، الذي شهد تساقط 42 مصرفاً.
ويتوقع خبراء اقتصاديون تواصل تساقط المصارف الأمريكي هذا العام في ظل أزمة اقتصادية طاحنة وتوقعات اقتصادية متشائمة.
ويترقب الخبراء تقرير “مؤسسة التأمين على الودائع الفيدرالية” الحكومية”، ربع سنوي وينشر الأسبوع المقبل، إذ من المتوقع أن يوفر نظرة فاحصة على صحة القطاع المصرفي في الربع الثالث من عام 2008.
ولعل أبرز نقاط التقرير التي يترقبها الخبراء لائحة “المصارف المتعثرة”، ويتوقع ارتفاعها إلى 171 مصرفاً، حتى نهاية الربع الثالث من العام.
ويشكك خبراء في مصداقية لائحة “المصارف المتعثرة” نظراً لانهيار جزء يسير للغاية من تلك المرشحة للسقوط، إلا أن تضخمها مؤشر على عمق الأزمة التي تعصف بالاقتصاد الأمريكي.