بقلم الشاعر السوداني / حسن إباهيم حسن الأفندي
فى رثاء الروائى العالمى الراحل / الطيب صالح
هي الدنيا فما يجدى بكائى
وأي النــاس عاد مـــن الفــــناء
وهـــل كانت وســــيلته دمـــــوع
وهـــل نفع الرفــــيع من الرثــاء
فحافظ قـــد بكــــى سعـــداً فأبكـى
و أجــزل للإمـــام مـــن العطـــاء
و نادى مـــنزلا فــى عـين شمس
فما أصـــغى القضـــاء الى النداء
ولكــــنى أصــر علـــــى مـقـالــى
لعـــلــــى أن أخفـــف للـــبـــلاء
فــطيب كـــان للإبـــداع نجــــمــا
وكان وحـــيد شمـس فى السمـاء
وكان لــــنا أبـا ســـفــيان يبــــدو
وكان لــــنا الحســــين بكــربلاء
أجــاد روايـــة يحــكـــى فأنســــى
مكانــــى تارة أنســــى التجـــائى
أُخال بأننى فـــى أرض قـــــومـى
وأرض الجالســـــين مع المساء
تحاور بنت مجذوب لشــــــــــيخ
وتحكــــى عــــن تجارب أصفياء
أمــــير الفـــن و الإبــــــداع مهلا
فحـاجـــتنا تظــــــــل بلا انتـــهاء
فبعــــدك ظل فى الإبــداع قــــول
و لـفَّ الشــك صنوك فى العطاء
لحـــاها الله مـــــن أيام شـــــؤم
مكـــللــــة بســـود مــــن رداء
نعـــت للناس فـــينا من كـــــثير
فـــيا لله مــن هــــــول القضـــاء
تخــــيّرت الرحــــيل تروم نـــوما
وتلـــقى للعـصا بعـــد العــــنــاء
كـــذا جلّــــت خطوب فـــادحــات
ولكـــن القــــريض غـدا عزائى
أودع كـــل يـــوم مـــن رفـــــيـع
وأعجـــب كــيف أخــلـد لانزواء
وكان نشـــاطه فـــــينا عجـــيـبا
و لـم يعــرف ســـبيل الإنطـــواء
عرفتك يا ابن صالح فى حـروف
كأنــك كــــنت ذا قــــربى إخـــاء
ملأت النفــس بالإعـجــاب فــــنـاً
وأذكـــــيت المعــانى فى سمـائى
كلانا واهــــب للــفـــن نفــــسـاً
و نطـرب للجمــــيــل مـن الأداء
و ما ذكــرى كصـيتك فـى انتشار
و كـــيف و قـــد تكادأنى شقائى
و لكــــــنى أعــــود لبعض فـــنى<
/div>
أعالج فـيه حـــــزنى أو بــــلائى
*****
أيا شــيخ الفـــنون لسوف تحيا
يقــــيناً للخلــــود و للــــبقــاء
فــنـم مرتاح بال فـــى نعــــــيم
وذكـــرك بيننا حـلـــو الـــــنداء
يعـــــــز عـــلي أن قُطعـت فـنون
فـــلا تبعــــد ولا ترفــض ولائى
وعـــش يا شيخـــنا فى كل نفـس
تغـــــذى مـن مواهـــب أذكـــياء
ســـلام يا أخا العـــلياء و اهــــنأ
بفردوس النعــــيم و فـى رضاء
فســـودان الجدود لـــه وفــــــاء
لمن حمـــل الأمانة فى وفــــــاء
رفعـــت لذكـــره فى كل ركـــــن
فســودان لـــنا عــــز انتمــــــاء
بروحـى مـن تحـن إلــيه روحى
وأشــعـارى وقـلـبى أو دمــائى