كتب الكثير عن وجهٍ جديد ناص أكثرُ بياضاً من لون البيت الأبيض بلون أفريقي قاتم لرئيسٍ أمريكي جديد من نوعه كجنسٍ بشري وصاحب فكرٍ وخلفية غير المألوف عليه.
المتابع لتاريخ السياسة الأمريكية يعرف جيداً أن الأساليب التي أتبعتها الولايات المتحدة الأمريكية من أجل تحقيق الحلم الأمريكي في السيطرة على العالم تتغير وتتنوع طبقاً لما تشير إليه دراسات المعاهدة والجامعات الخاصة بالخطط الإستراتيجية أو من خلال المستشارين وأصحاب القرار مع تنوعهم. فإن كانت مرة بفضل تدخل المخابرات، أو من حلال سلطة الدبلوماسية أو عندما تصعب الأمور فيتدخل البنتاغون… أي الحل العسكري. ولا يمكن استبعاد الجمع بين الثلاثة…لكن يبقى هذا الصراع مستمر.
بعض القيادات الأمريكية يرون أن الولايات المتحدة حققت نتائج جيدة على الصعيد تدخلاتها في العالم…والبعض يرى كفت الإخفاقات ثقلت، ولذلك يبحثون عن أساليب أكثر تطوراً من تعنت وسيطرت الصقور.
إن موضوع الشرق الأوسط لم تحل لحد الآن، وإن دخلت أمريكا بشكلٍ فعلي ومن خلال مئات الآلاف من جنوها ومختلف أنواع أسلحتها بالإضافة لسيطرتها الدبلوماسية على العديد من دول المنطقة. ولحد هذه اللحظة يعتبرون تدخلهم العسكري في العراق نجاح سجله التاريخ بتغيير نظام دكتاتوري فردي لديمقراطية بدأت ملامحها تظهر عنوةً أو من خلال رغبات القادة السياسيين العراقيين المشاركين في السلطة. والذي أود قوله أن أمريكا سوف لن تشارك في أي حملة عسكرية في المنطقة خلال العشرون عاماً القادمة…أو على الأقل فترة حكم أوباما بدورتين. والسبب الوحيد الذي أضعه عنواناً لهذه المقالة …سياسة أوباما الهادئة…
مع أن هناك أسباب اقتصادية وأخرى أمريكية داخلية، لكن السبب الذي يطفو أفكار أوباما هو المرونة والدبلوماسية الهادئة عكس ما استخدم سلفه. إن كان القرار له…وإن كانت لديه القدرة والشجاعة والتصميم لتنفيذ ما في مخيلته…أو تدبر له حادثة على غرار ما أصاب الرئيس كندي.
المؤشرات لما أذهب إليه كثيرة… ومنها سياسة التقارب وفض النزاع الإسرائيلي الفلسطيني والإسرائيلي السوري…وجذب إيران للمفاوضات وسحب القوات من العراق…والتوصل لحل سريع في أفغانستان…مع أنني لا أستبعد بشكلٍ نهائي الخيار العسكري، ولكن لا تتدخل بها أمريكا مباشرةً بل يتولى المهام إسرائيل.
أوباما يريد أن يثبت للعالم بصورة عامة وللشعب الأفرو أمريكي بشكلٍ خاص أنه رجل السلام الحقيقي وصانع معجزة كسب الرأي العام العالمي الذي لم يقدر عليه أي رئيس أمريكي سابق…فالعالم لا يكن الحب للسياسات الأمريكية بشكل مطلق وإن كان لها أصدقاء وحلفاء كثيرون.
أما على الصعيد الأمريكي الداخلي فأنه سوف يحاول رفع مستوى الدخل للفقراء الأمريكان، وإيجاد الطاقة البديلة عن النفط…ويحول أمريكا من حقيقة خيالية تعلنها الأفلام إلى حقيقة واقعية يلمسها المواطن الأمريكي.
أوباما يريد أن يحقق حلم لوثر …وحلم كل أسود…وهذه فرصة لا يمكن أن تتكرر…هل هو قادر على تحقيق ما يفكر به.