هل هوهذا زمن اختلال الموازين الذي نعيش فيه؟هل هوهذا زمن القابض على دينه كالقابض على الجمرالذي نحن فيه؟ هل هو هذا الزمن الذي يُصبح فيه الحليم حيرانا ؟، هل هو هذا الزمن الذي يُؤمر فيه بالمنكر ويُنهى فيه عن المعروف؟هل هو هذا الزمن الذي تلد فيه الأمةُ ربَّتها وتجد الحُفاة العُراة رُعاة الشاة يتطاولون في البنيان؟ هل هو هذا الزمن الذي لو دخل فيه نصراني أو يهودي جُحر ضبّ لدخله المسلم؟هل هو هذا الزمن الذي يَنزع الله المهابة من قلوب أعدائنا ويقذف في قلوبنا الرعب ؟… أسئلة لاتحتاج إلى أجوبة، فالعين بصيرة واليد طويلة وليست قصيرة كما هو مُتعارف عليه. طُفّف الكيل وانحرف القطار عن السكة، وأصبح الحمار يركب صاحبه ويضع ربطة العنق، والذئب يرعى الغنمَ بالجوال ،والعنز الجرباء تقود القطيع بلوحة التحكم في غياب الراعي.إغتصاب للأرض والعرض، واغتصاب للسيادة والإرادة، والعين الرمداء التي يحكم بها المجتمع الدولي تُصاب بالعَمى هي أيضاً عندما يتعلق الأمر بقضايا الأمة الإسلامية . مقدمة إرتأيت أن أبدأ بها حتى يتضح المسير،وإشارات أومأت بها للداركين فلعل وعسى ومن يدري؟.وأنا أتابع الأخبار بشغف في وقت الغزو على غزة ،حيث الرؤوس تتطاير والأشلاء تتناثر كذلك في كل مكان ،وحيث أن رؤساء العرب مشغولون للقمة يجتمعون لتفريق الجماهير بإصدار بيان شجب أو تنديد ،وإذا بوزيرتا الخارجية الأمريكية والإسرائيلية توقعان على مذكرة عملية تدعوا ن فيها لمراقبة البحر طولا وعرضا ،بحجة مصادرة الأسلحة الحمساوية التي تنوي التسلل ودخول فلسطين الجريحة لزعزعة أمن إسرائيل،فقلت في نفسي ،كيف لإنسان يمتلك عقلا يقوم بمثل ماقامت به وزيرة الخارجية الأمريكية وهي على باب الخروج تودع؟ألهذا الحد هو ركوب الرأس؟ مُحتل يمتلك الأسلحة النووية ويسعى لمصادرة الأغذية والأدوية التي يُتصدق بها على الأطفال الرُضّع في فلسطين ،من بعض من مازالت قلوبهم تنبض؟ألهذا الحد يُصاب الإنسان بالحقد والكراهية والضغينة، ويصبح لايفرق بين الظالم والمظلوم؟ ألهذا الحدّ يُصاب الإنسان بالرّعب أو الفوبيا حتى يصل إلى عدم التفريق بين طائرة من ورق ،وغواصات تفتك بشعب كامل؟ ألهذا الحدّ يُصاب الإنسان بالهستيريا فيستوي عنده الظلام والنور، واللّيل والنهار،والصيف والشتاء…؟ مال هذه الرؤوس كيف تُفكر؟مال هذه الموازين كيف تزن؟وأنا كذلك، إضطررت لتحويل الإتجاه منْ هول ماسمعت، وقرّرت أن أغادر قناة الجزيرة لأجد نفسي على قناة اليتيمة الجزائرية الرشيدة ،حيث التحضير للعهدة الثالثة وماأدراك مالعهدة الثالثة، فيها يُصبح الجزائريون سواسية كأسنان المشط ،وسادة على العالم في كل النواحي، بإرادة الرئيس الملهم بوتفليقة ،الذي يُقبل الأيادي الناعمة في الخارج ويرفع يده عالية على أبناء جلدته . تعديل للدستور على مقاسه من دون الذهاب إلى الشعب ،ومفاتيح خزينة الدولة بين يديه،سيّالة ميالة، لاأحد يسأله أين أنفق الأموال العامة فهو السائل للرأي العام ، مع أن مُفردة المسئول الأول لاتعني مثلما يفهمه الكثيرون، بمعنى هومن يسأل الناس ،وإنما هو الأول من يُسأل،ولكن كما يُقال بلهجتنا ،اللاّعب حميدة “والرشام” “أي من يقوم بالتنقيط”، حميدة، فالنتيجة حتما له مادام الأمر مُسند لغير أهله. ينام الجزائريون على إسم بوتفليقة ويفطرون صباحا كذلك، ولست أدري هل يحرم الجزائري من الجنة إذا جاءه ملك الموت ولم يتلفظ باسم بوتفليقة وجبهة التحرير، ويُدخل السعير الأبدي؟مالفرق بين النظام الجزائري الذي يشرف على الإنتخابات وهو الذي إحتقر الإرادة الشعبية ردحا من الزمن ،وبين أمريكا التي تشرف على عملية السلام المزعومة؟ في اعتقادي أنه لافرق بينهما لأن النظامين ينطلقان من أحكام مسبقة ،فالأول يعتقد بأن أرض فلسطين يجب أن تخضع للنفوذ والسيادة الإسرائلية وفق توراتهم المُحرّفة والإنجيل ،والثاني يعتبر أن الحاكم يجب عليه أن يتمتع بالشرعية الثورية حسب بيان نوفمبر الذي يزعُم المتدالون على قصر المرادية منذ أمد بعيد، أنهم يعملون به ،مع أنهم يعملون بنقيضه ولم يُطبقوا منه عُشراً،وكليهما أي النظامين ،يبقيان خارج منظومة العدل الذي يطمح إليه جميع الشرفاء في العالم ، طالما أنّ القوة هي من يحكم وليست القوانين حتى التي صادقا عليها، وحيثما بقي الجلاّد هو القاضي.