وفاء اسماعيل
أفرج عن أيمن نور بقرار من النائب العام المصري مراعاة لظروفه الصحية كما قيل ؟ بالطبع لا .. ام أفرج عن أيمن نور بقرار من الرئيس المصري ربما لان الرئيس مبارك أنبه ضميره على ما فعله بمنافسه على منصب الرئاسة الدكتور أيمن نور من حبس وإذلال ؟ ، أو ربما لأنه وجد ان ثلاث سنوات تعتبر كافية لتأديب نور على جرأته في منافسة السيد الأعظم رئيس الدولة المصرية ، أو ان ثلاثة سنوات كافية وتعتبر ” قرصة ودن ” حتى لا يعود نور لتكرار خطئه مرة أخرى ويتعلم الأدب ؟ ام أفرج عنه ربما لان الرئيس راعى مشاعر أنصار نور الذين لم يكلوا ولم يملوا من الخروج بمظاهراتهم وإعلان غضبهم من استمرار حبس الدكتور أيمن خاصة ان أنصاره من حزب الغد الليبرالي يدركون ان النظام ما قام بحبس نور وتلفيق تهمة تزوير التوكيلات الا تصفية لحسابات سياسية بين نور ومبارك ..فهل كان الإفراج عن نور من اجل عيون أنصاره ؟ لا والف لا .. أم ان الإفراج عن نور كان خطوة تدل على احترام الرئيس للقانون بعد ان ضرب به عرض الحائط فى اكثر من مرة خاصة القانون الذي يسمح بالإفراج عن المحكومين بعد نصف المدة، اذ تم تعديل القانونليستثني المدانين بقضايا التزوير... فى إشارة الى حالة نور ؟؟؟؟ لا ومليون لا !!!
* منذ 3 سنوات والأصوات بحت تطالب النظام المصري بالإفراج عن أيمن نور نظرا لظروفه لصحية التى تدهورت فى السجن .. ورغم ذلك لم يعر النظام المصرى اى اهتمام واستمر فى تعنته مدعيا انه لا يتدخل فى احكام القضاء (وكان القضاء فى مصر قضاء مستقلا عن السلطة التنفيذية ) الا ان جاء تقرير نشر فى “الواشنطن بوست ” قبل يومين يشير الى ان اوباما لن يقابل مبارك ما لم يفرج عن نور وتسقط تهمة الخيانة الموجهة لسعد الدين ابراهيم .. والتقط النظام المصرى تقرير الواشنطن بوست واخذ الأمر على محمل الجد وفوجئ العالم كله بالإفراج عن نور .. وهنا تسقط كل التكهنات السابقة التى راودت عقول الغلابة الذين ظنوا ان قرار الإفراج كان كما يدعى النائب العام لظروف صحية ، او انه كان قرارا رئاسيا نابع من قناعة النظام بحق أيمن نور فى الخروج من السجن بعد فترة ثلاث سنوات كلنا نعلم انه قضاها ظلما وعدوانا عقابا له على مجرد ترشيح نفسه للرئاسة عام 2005 م ، هذه الجرأة التى استحق عليها ( من وجهة نظر النظام المصرى ) تلفيق تهمة التزوير وإلقائه فى غياهب السجون ، وايمن نور كغيره من الآلاف الموجودين فى السجون المصرية ظلما وعدوانا وتلفيقا من مختلف التيارات تعرض لما تعرض له لمجرد انه وقف وقال (لا ) فهل سيفرج عن كل المظلومين فى مصر ؟ هل سينظر اوباما بعين العطف والرحمة لكل المعتقلين ويؤشر بأصبعه فقط ويطلب من مبارك تسريح كل هؤلاء وتطهير السجون المصرية فى اقرب وقت ؟
ان فعل اوباما ذلك فلن نقول سوى (بركاتك ياشيخ اوباما ) ولن نتوجه بعد اليوم بمناشدة او توسل او استعطاف لحسنى مبارك نرجوه فيه بالإفراج عن المعتقلين السياسيين ، بل يكفى إرسال رسالة لاوباما عبر الواشنطن بوست ..مادام الشيخ اوباما بركاته تحل على المظلومين بهذه السرعة ، ومادام اوباما يتمتع بكل هذه المكانة عند مبارك ، ومادام مبارك لا يسمح الا لاوباما وصحيفة الواشنطن بوست بإملاء الشروط .. فأهلا ومرحبا باوباما رئيسا لمصر…ووداعا لعهد الأكاذيب التى تقول ان القرار المصري قرار سيادى ، وان النظام لا يتدخل فى أحكام القضاء المستقل .. او ان فى مصر قضاء مستقل عن الدولة والنظام .
* ولا يعنى كلامى هذا عدم ابتهاجى بخروج أيمن نور من محبسه .. فالرجل نقدر له مواقفه المشرفة خاصة تحديه النظام المصرى ومنافسته له فى انتخابات عام 2005 م لأول مرة فى تاريخ مصر ، ولكن أردت إيصال رسالة للنظام المصرى مفاداها ( كفى ترديدا أقاويل واكاذيب وتصريحات تدعى فيها ان مصر تتمتع بحرية القرار لان القرار هو قرار البيت الأبيض فى الأول والأخر ) وها انت أثيت لنا ذلك .. ورسالة الى اوباما ان يأمر بالإفراج عن المناضل الحر مجدي حسين رئيس حزب العمل المصرى الذى اعتقل لمجرد انه دخل غزة دعما لأهلها وحكم عليه ظلما عبر محكمة عسكرية سنتين وغرامة خمسة الآف جنيه ..فهل دعم غزة والدخول اليها يستحق العقاب بالسجن والغرامة فى زمن انقلاب الموازيين وغياب القانون ؟
إفرج لنا يا اوباما عن مجدى حسين أسوة بايمن نور وسنكون لك شاكرين فضلك ان تم الإفراج عن كل المعتقلين السياسيين فى مصر .. ان تم ذلك سوف تؤكد لنا ان التغيير قادم حقا من امريكا وليس من داخل مصر ..وربما تغير الشعوب نظرتها اليك للتحول امريكا من خانة الأعداء الى خانة الأصدقاء ..وربما نتأمل خيرا فى غد أفضل وعلاقة أحسن مع امريكا ان قمت بتأديب الطغاة فى عالمنا .. هؤلاء الطغاة الذين أذاقوا الشعوب الهوان .
وفاء اسماعيل