شن رئيس الهيئة الأمنية السياسية في وزارة الأمن، ومبعوث إسرائيل في مفاوضات التهدئة، عاموس غلعاد، هجوما عنيفا وغير مسبوق على تعاطي رئيس الوزراء إيهود أولمرت مع عدد من الملفات الساخنة من بينها التهدئة وصفقة تبادل الأسرى. واتهمه بالتقصير، وسوء الإدارة إلى حد تخريب العلاقات مع عدد من الدول المحيطة. جاءت أقوال غلعاد في مقابلة مطولة مع صحيفة “معريف ” نشرت يوم أمس. وعلى إثر نشر المقابلة، استدعى أولمرت غلعاد قبل جلسة المجلس الأمني المصغر ووبخه.
واتهم غلعاد، أولمرت، بأن مسألة الأمن القومي لإسرائيل غائبة عن حساباته، وتسائل إذا ما كانت خطواته الأخيرة تهدف إلى إهانة المصريين، الذين قال عنهم إنهم يتعاونون مع إسرائيل بشكل غير ممسبوق.
ودافع غلعاد عن نفسه أمام تسريبات تطاله من قبل مقربي أولمرت. وقال: ” أقرأ ما يبثونه عني، ولا أصدق. ولكنني على عكس مكتب رئيس الحكومة، لدي كل شيء مكتوب. وكل شيء وارد في التقارير، كل كلمة.
وأضاف غلعاد: “لا أفهم ما الذي يحاولون القيام به. إهانة المصريين؟ لقد قمنا بإهانتهم، وهذه حماقة. بكل بساطة حماقة. مصر الحليفة، ربما الأخيرة، التي تبقت لنا في المنطقة، ومن أجل ماذا؟ فالمصريون يبدون شجاعة مدهشة.
ويتابع: يمنحوننا حرية الحركة، ويحاولون لعب دور الوساطة، ويبذلون الجهود، ويبدون إرادة غير مشهودة، ويتعالم مبارك بنزاهة وشجاعة، فمعبر رفح مغلق، وحماس محاصرة. ماذا نعتقد، هل يعمل المصريون لدينا؟ أم هم وحدة إسناد لدينا؟. أنظر ما الذي يحصل في المنطقة، كيف تثور الحمم، وكل شيء هائج، لديهم أيضا يوجد إخوان مسلمين، أنظر إلى الأردن وتركيا. نحن نسير نحو خسارة كل ذلك.
وبشأن ملف صفقة الأسرى قال غلعاد: “غفي قضية لعاد شاليط أيضا لا نعرف ماذا نريد. أين عوفر ديكل؟ حسب علمي هو ليس في البلاد. لم يزر القاهرة منذ وقت بعيد. هو في رحلة شخصية. في البداية نقلنا 70 إسما(لحماس)، وهذا كل شيء. ومنذ ذلك القوت اختفينا. أبهذا الشكل نسعى لاستعادة غلعاد؟
وعن موقف حماس قال:” من دون الأسرى الذين يطلبونهم لن يطلق سراح غلعاد. دون ذلك لن نحصل على غلعاد. هكذا هي العادات عند العرب. حتى لو قمت باحتلال غزة كلها لن تحصل عليه. إلا إذا مررت بالصدفة فوق البئر الذي يتواجد به.
ويتابع: هؤلاء(الفلسطينيون) ” يموتون من الجوع، ولن يسلموه. رئيس الوزراء لم يتعامل مع هذا الملف حتى يومنا هذا. وفجأة، غير الترتيب. وأصبح فجأة شاليط أولا. لا أفهم ما يحصل. وإلى أين يقود ذلك، إلى إهانة مصر؟ وجعلهم ينفضون يدهم من القضية؟ ما الذي سنجنيه؟
وتابع: “من ينجز المهمة بدل مصر؟ قطر انتقلت إلى الجانب الآخر، إيران. تركيا تتأرج. أنظر ما الذي يحصل في الأردن. نحن لا نفهم أننا بحاجة للعلاقات مع تلك الدول. بالتالي يتعين علينا الحفاظ على أمننا القومي. ولكن لا نقوم بذلك”.