تأزمت العلاقات بين ايران والبحرين مؤخرا بسبب تصريحات ايرانية رأت فيها المنامة مساسا بسيادتها، فيما تحولت المملكة الى نقطة تماس جديدة للخلافات الايرانية العربية بينما يتقاطر زعماء عرب الى المنامة “للتضامن”. ويصل العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الى المنامة الاربعاء في زيارة وصفها مسؤول بحريني رفيع بأنها “تتم للتعبير عن التضامن مع البحرين في مواجهة الادعاءات الايرانية”.
وقال هذا المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه ان زيارة الرئيس المصري حسني مبارك للبحرين الاثنين في 16 شباط/فبراير الماضي “جاءت بالاساس للتعبير عن تضامن مصر مع البحرين”.
واضاف المسؤول ان زيارة مبارك كانت زيارة “تضامن مع البحرين بالدرجة الاولى”، موضحا انه “ليس امرا عاديا ان يأتي الرئيس المصري في زيارة تستغرق ساعات”.
وذكر المسؤول البحريني الرفيع ان زيارة الرئيس المصري السريعة “هي جزء من موقف مصري ثابت داعم للبحرين ودول الخليج” مشددا على ان “مصر لديها مسؤولية كبيرة حيال شقيقاتها”.
وقبل وصول مبارك الى المنامة نقلت صحيفة “الاهرام” عن الناطق باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد ان زيارة مبارك للبحرين هي “زيارة تضامن ومساندة ودعم لمواجهة التحديات والمخاطر التي تواجهها مملكة البحرين الشقيقة ومنطقة الخليج”.
وفي اساس الازمة المتفجرة بين المنامة وطهران، تصريحات علي اكبر ناطق نوري رئيس التفتيش العام في مكتب مرشد الثورة الايرانية علي خامنئي، اعتبر فيها ان البحرين جزء من ايران.
لكن المسؤول البحريني اعتبر ان “المسألة بالنسبة للبحرين مختلفة عما يجري من صراع نفوذ في مناطق اخرى”.
وقال هذا المسؤول ان التنافس العربي الايراني في ساحات مثل لبنان وفلسطين “هو صراع نفوذ سياسي اما بالنسبة للبحرين فالمسألة تتعلق بالسيادة والاستقلال”.
وتجاوز البلدان ازمة مماثلة في تموز/يوليو 2007 بسبب مقال كتبه حسين شريعتمداري كرر فيها القول بتبعية البحرين لايران، ما دفع حينها بوزير الخارجية الايراني منوشهر متكي الى زيارة المنامة وتقديم توضيحات وتطمينات من القيادة الايرانية.
واكتفت المنامة حينها بهذه التوضيحات والتطمينات واعتبرت الازمة منتهية.
لكن الازمة الحالية دفعت البحرين الى وقف مفاوضات حول استيراد الغاز الطبيعي من ايران احتجاجا على تصريحات نوري وفق ما اكده مسؤول بحريني رفيع.
وقال المسؤول ان “القرار اتخذ بعد التصريحات المؤسفة التي تمس بسيادة البحرين ولا تخدم العلاقات بين البلدين”.
واعتبر الناشط والوزير البحريني السابق علي فخرو ان التصريحات التي ادلى بها نوري “ليس لها معنى” مشككا في ان تكون هذه التصريحات “مرتبطة بسياسة مدروسة على مستويات عليا في طهران”.
وقال فخرو “لا يمكن ان اتصور ان تصريحات مثل هذه نابعة من سياسة مدروسة ولو كان ذلك صحيحا فان هذه حماقة سياسية كبرى (..) هذا لا ينسجم مع ما نعرفه عن حذر الايرانيين”.
واضاف “لو كان الامر يتعلق بالعراق لفهمنا الامر لكن ان يورط شخص ايران في ازمة مثل هذه فهذا ليس مفهوما تماما وخطأ كبير”.
وتساءل فخرو “ما هي المصلحة في تصريحات مثل هذه؟ (..) ايران تحتاج للدعم العربي في مواجهة الضغوط التي تتعرض لها ولا يمكن ان نتصور منطقيا وعقلانيا وسياسيا ان تأتي وتستعدي العرب (..) لا يمكن ان تكون هذه سياسة مدروسة”.
وكانت البحرين احتجت رسميا في 12 شباط/فبراير على تصريحات ناطق نوري في مدينة مشهد الايرانية.
وقالت وكالة انباء البحرين ان ناطق نوري “ادعى بتبعية البحرين لايران واصفا اياها بأنها كانت في الاساس المحافظة الايرانية الرابعة عشرة وكان يمثلها نائب في مجلس الشورى الوطني”.
واوضحت الوكالة ان وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد ال خليفة ابلغ السفير الايراني في البحرين “احتجاج مملكة البحرين على التصريحات التي أدلى بها عدد من المسؤولين الايرانيين والتي تمس سيادة واستقلال مملكة البحرين”.
واضافت الوكالة ان وزير الخارجية اكد خلال اللقاء ان التصريحات الاخيرة لعدد من المسؤولين الايرانيين تتعارض مع علاقات حسن الجوار بين البلدين” و”مع ميثاق الامم المتحدة ومبادئ القانون الدولي”.
وكانت الخارجية البحرينية طلبت ايضا ايضاحات من السفارة الايرانية في المنامة في الرابع من شباط/فبراير حول تصريحات مشابهة صدرت عن مسؤول ايراني في 27 كانون الثاني/يناير.