قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في افتتاحيتها، إن الرئيس حسني مبارك يريد استغلال فرصة قدوم الإدارة الأمريكية الجديدة، لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء واستعادة علاقته الجيدة التي طالما حظي بها مع الولايات المتحدة، إلا أنها نصحته أولا بضرورة إسقاط التهم الموجهة إلى الدكتور سعد الدين إبراهيم رئيس مركز بن خلدون، والإفراج عن الدكتور أيمن نور زعيم حزب “الغد”، إذا ما أراد أن يحظى بمقابلة باراك أوباما، “لأن الرئيس الجديد الذي يتمتع بشعبية كاسحة لن يكون راغبا في إضفاء الشرعية علي نظام مبارك في ظل هذه الظروف”.
وأضافت الصحيفة، إن آخر زيارة للرئيس مبارك إلى واشنطن كانت منذ ما يقرب من خمس سنوات، بعدها قام بمقاطعة الرئيس جورج بوش طوال فترة ولايته الثانية، بسبب جهوده الرامية إلى تعزيز التحرر السياسي في مصر، إلا أنه مع قدوم إدارة أوباما التي لا تزال متذبذبة حول موقفها من “أجندة الحرية” التي وضعتها الإدارة السابقة، صرح مبارك أنه يسعى لتحديد موعد للقائه خلال الشهرين القادمين.
وأوضحت، “أن أوباما لا يريد أن يرفض علنا الزيارة، لكن في الوقت نفسه، فإنه من المهم أن لا يمنح الرئيس مبارك دعوة غير مشروطة، لأن الحكومات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، والكثير من العرب الذين يعملون من أجل التغيير الديمقراطي في بلدانهم، سيراقبون الموقف لمعرفة ما إذا كان الرئيس المصري سيحصل على حرية المرور إلي واشنطن”.
وأشارت إلى أن ذلك “يعني أن الإدارة الأمريكية الجديدة تبعث رسالة إلي المنطقة، مفادها أنها ستعيد سياسة الولايات المتحدة القديمة في دعم الحكام العرب المستبدين، مقابل قيامهم بمساعدة الولايات المتحدة في تحقيق مصالحها الاستراتيجية، وهذه الرسالة من شأنها إلحاق الضرر بخطط أوباما, لاستعادة هيبة ومصداقية بلاده، خاصة في ظل غضب ملايين العلمانيين من الطبقة المتوسطة من العرب من فساد حكامهم المستبدين”.
وقالت، إنه في الوقت الذي يجادل فيه حلفاء مبارك بأنه يستحق مكافأة على الجهود التي تبذلها مصر للتوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حماس” في غزة، إلا أن هذه الدبلوماسية لم تسفر عن نتائج بعد، كما أنها قد أجريت على نحو يتماشى تماما مع مصالح مصر؛ فالقاهرة تسعى لتجنب المزيد من القتال على حدودها، لكنها في الوقت نفسه عارضت اتخاذ تدابير حاسمة لوقف تهريب الأسلحة إلى حركة “حماس”، وقامت بقمع المعارضة الداخلية التي نظمت عددا من التظاهرات السلمية احتجاجا على سياسة الحكومة.
ولاحظت الصحيفة، تزايد اضطهاد النظام المصري لمعارضيه منذ انتخاب أوباما، حيث قدمت النيابة العامة في الآونة الأخيرة اتهامات بالخيانة في محكمة أمن الدولة ضد سعد الدين إبراهيم، الذي اضطر إلى اللجوء إلي المنفى الاختياري بعد المقابلة التي جمعته بالرئيس الأمريكي السابق في مؤتمر ناشطي الديمقراطية في براغ عام 2007، بسبب مقال نشرته في صحيفة “ذت بوست” في 20 ديسمبر دعا خلاله أوباما بـلا تكون القاهرة أولي العاصمات الإسلامية التي يقوم بزيارتها.
وتابعت، قائلة “هناك طريقة بسيطة لأوباما إذا أراد أن يوضح مبارك، إنه لن يتسامح مع مثل هذا الاضطهاد، فيمكنه ببساطة أتباع نصيحة إبراهيم، وإعلام مبارك أنه سيكون موضع ترحيب في البيت الأبيض بمجرد إسقاط التهم الموجهة إليه، والإفراج عن مرشح الرئاسة السابق أيمن نور”.
وخلصت الصحيفة إلى القول، إن هذه هي الخطوات البسيطة والصغيرة ينبغي على مبارك إتباعها إذا ما أراد أن يحظى بمقابلة الرئيس الأمريكي الجديد، إما إذا رفض، فلماذا ينبغي علي أوباما استيعاب رغبة الرئيس المصري القديمة في رؤيته واكتسابه الشريعة منه بكل ما يتمتع به من شعبية.