تفردت صحيفة الغارديان بنشر تفاصيل دقيقة جدا وخاصة من الرسائل الإلكترونية (الإيميلات) التي تقول إن الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أرسلها اخيرا عبر جهاز البلاكبيري الخاص به إلى أفراد أسرته وأصدقائه ومساعديه، وذلك في خطوة تصفها الصحيفة بأنها «الدليل الفريد على الشفافية الديموقراطية».
وتعد الصحيفة قراءها بأن تعرض لهم على صفحاتها بشكل أسبوعي المزيد من رسائل أوباما الإلكترونية، إذ تتعهد بنشر باقة منتقاة من «الإيميلات» التي يكون أوباما قد أرسلها خلال الأيام القليلة التي تسبق النشر، والتي يُفترض أن تكون غاية في السر.ية، لكن الرئيس وافق على أن تقوم الغارديان بنشرها بشكل دوري.
وبهذه الخطوة، يكون أوباما ليس هو فقط أول رئيس أميركي يُسمح له باستخدام بريده الإلكتروني أثناء فترة رئاسته، بل يصبح أيضا أول مسؤول في العالم يكشف تفاصيل مراسلاته الخاصة بهذا الشكل العلني وينشرها أمام العالم أجمع.
وتبدأ الصحيفة بعرض مجموعة من الرسائل الإلكترونية التي قالت إن أوباما كان قد أرسلها في الآونة الأخيرة، ومنها رسالة إلى زوجته ميشيل على بريدها الإلكتروني الخاص بالسيدة الأولى في البيت الأبيض، وثانية إلى جون فافرو، المدير المسؤول عن كتابة خطب الرئيس، وثالثة إلى ابنته الصغرى ساشا، ورابعة إلى رئيس موظفي البيت الأبيض رام إيمانويل، وخامسة إلى القائمين على قسم تكنولوجيا المعلومات لديه.
وفي رسالته الإلكترونية إلى زوجته ميشيل، يكتب أوباما إليها عن قضية ظهور صورتها على غلاف مجلة فوغ اخيرا، قائلا: «لا، لا، لا تفهميني خطأ، فأنت تبدين رائعة وفائقة الجمال، تماما كما أنت دوما! فأنا فقط أشعر بالضيق والانزعاج من الطريقة التي يستخدمها بها (أي صورة ميشيل) جو بايدن (نائبه)، إذ يضعها بشكل دائم لتغطي شاشة جهاز كمبيوتره (سطح المكتب)، ولا شيء غير ذلك».
أما إلى فافرو، فيخاطبه أوباما بقوله: «غداة زيارة الدولة التي سوف أقوم بها إلى كندا هذا الأسبوع، أريد تعديل هذا الجزء من الخطاب، الذي يبدأ بالقول: إن صداقة قوية مع كندا تظل أمرا حيويا ومهما بالنسبة للولايات المتحدة، لأن…».
ويشرح الرئيس لفافرو سبب طلب النجدة منه، إذ يقول له: «أشعر أن رأسي قد أصبح فارغا تماما، فأنا لم أعد أقوى على التفكير بأي شيء، فكل مرة أحاول الكتابة، يغالبني النعاس فأغط في سبات عميق بسبب أو من دون سبب. أعتقد أن الجهد الذي أبذله لتحويل خطة الإنقاذ (الاقتصادي) هذه إلى قانون تأخذ مني وقتا أكثر مما كنت أدرك».
وإلى ساشا، يكتب لها شاكرا لها مبادرتها النبيلة عندما عرضت عليه مساعدته في اختيار الشخص المناسب لشغل منصب وزير التجارة في إدارته، وذلك بعد أن صعب عليها منظر والدها المنهمك في إيجاد بدائل لعدد من المرشحين الذين اضطروا لسحب ترشيحاتهم بسبب مشاكل تلاحقهم، ليس أقلها تهم التهرب الضريبي.
لكن أوباما يقول لابنته إن مرشحيها لشغل المنصب، وكانت قد رشحت له أحد أعضاء فرقة جوناثان براذرز الموسيقية الشهيرة وجميع اعضاء الإدارة الشبان، «هم من المشاهير وليسوا بخبراء اقتصاد!» ولذلك فهو يطلب منها التفرغ لإنجاز واجباتها المدرسية ويعدها بمكافأتها، إن هي فعلت ذلك، بالسماح لها بمشاهدة التلفزيون لمدة سبع دقائق بالتمام والكمال مساء اليوم ذاته!.