قالت مصادر مطلعة في بيروت أنها حصلت على شبه محضر للقاء الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس جهاز الإستخبارات السعودي الأمير مقرن بن عبد العزيز لدمشق الأحد. كان العنوان العريض للرسالة التي حملها المسؤول السعودي هو تشجيع المملكة للقيادة السورية على الإضطلاع بدور إيجابي في المحادثات الجارية للتوصل إلى حل لمشكلة غزة الشائكة، ومساندة الجهود المصرية من أجل التوصل إلى تهدئة طويلة الأمد نسبياً تستلزم حل مسألة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
وسبقت زيارة الأمير مقرن لدمشق زيارتان غير معلنتين، الأولى قام بها مدير إدارة العلاقات العامة السورية اللواء علي المملوك للرياض قبل نحو أسبوع ، والثانية قام بها الأمير عبد العزيز بن عبدالله بن عبد العزيز لدمشق قبل أيام، وذلك في إطار عودة الإتصالات بين الرياض ودمشق بناء على المصالحة التي بادر إليها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز في قمة الكويت .
وفي المعلومات إن زيارة الأمير عبد العزيز بن عبدالله لدمشق كانت بطلب سوري لتأكيد أجواء المصالحة، وستليها زيارات متبادلة من أجل تداول الأفكار والمعلومات والإقتراحات وتشجيع الرئيس السوري على المضي قدماً في سياسة مغايرة للتي انتهجها في الحقبة الماضية. وفي هذا السياق لم يعد مستبعداً أن يقوم بزيارة للرياض في قابل الأيام إذا تجاوب مع مساعي المملكة ، وربما قبل قمة الدوحة العربية الشهر المقبل . كما لم يعد مستبعداً أن ترعى السعودية مجدداً إتفاقاً بين السلطة الفلسطينية و”حماس” على غرار “إتفاق مكة” الذي أخفق بسبب انقلاب “حماس” عليه في غزة.
وقد عبّر الأمير مقرن في لقائه مع الأسد عن رغبة سعودية في انضمام سورية إلى داعمي “المبادرة العربية للسلام”، باعتبار أن نتائج الإنتخابات التشريعية الإسرائيلية التي فازت قوى اليمين المتشددة بالغالبية فيها تبرز أهمية خيار”دول الإعتدال” أمام المجتمع الدولي، وبالتالي يُتوقع أن يزداد الضغط على إسرائيل لتفعيل “المبادرة العربية”. وشرح أن من نتائج إنضمام سورية إلى الدول العربية الداعمة لخيار “المبادرة” تعزيز فرص الحل في المنطقة، وأيضا تعزيز وضع سورية نفسه في مفاوضاتها غير المباشرة مع إسرائيل في شأن استعادة الجولان المحتل.
وطلب بوضوح المشاركة السورية مع كل الدول المعنية والمهتمة في المنطقة في الجهد الرامي إلى إعادة وحدة الصف الفلسطيني في أقرب وقت، وذلك في إطار الشرعية مرة أخرى . وحدّد المطلوب من دمشق في هذا المجال ، وهو تسخير علاقاتها الوثيقة بحركة “حماس لهذه الغاية ، وهذه مسألة اتفقت عليها السعودية مع مصر والأردن وتركيا والمجتمع الدولي وستُطرح مبادرة من أجل تحقيقها في المستقبل.
وقال إن هذا الطرح لاقى ارتياحاً لدى الإتحاد الأوروبي وكذلك لدى إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما التي أبلغت الدول العربية المعنية إنها ستمضي قدماً قريباً في خطوات إعادة تفعيل عملية السلام.
كذلك أشار إلى تنسيق حصل حول مضامين زيارته والرسالة هذه مع الجانبين المصري والأردني، ومع تركيا أيضاً، موضحاً أن المسؤولين الأتراك بحثوا مع نظرائهم السعوديين والمصريين في سبل الضغط الممكنة على إسرائيل لإنجاح مساعي “التهدئة” في غزة وضمان عدم تدخلها لإفساد الجهود العربية الجارية من أجل توحيد الصف الفلسطيني.
وأبلغ الأمير مقرن الرئيس السوري أن المملكة تدعم سورية في سعيها إلى استعادة الجولان المحتل، حتى لوكانت ثمة خلافات سياسية بين البلدين. وكان واضحاً في إبلاغه على صعيد آخر أن السعودية، وإن كانت تدعم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان فإنها تسعى إلى أن يكون القصاص فيها عادلاً، بمعنى ألا يكون فيه ثأر ولا ابتزاز لأحد ( سخر الدبلوماسي هنا مما أوردته صحيفة “الوطن” السورية، وفحواه أن رسالة العاهل السعودي إلى الأسد بالتزامن مع إحياء ذكرى الرئيس رفيق الحريري الرابعة ربما كانت إشارة إلى اقتناع المملكة ببراءة القيادة السورية من التهم التي وُجهت إليها باغتيالها الحريري).
أما حول ردود الرئيس السوري على الرسالة السعودية فرفض الدبلوماسي الإفصاح عن أي معلومة ، قائلاً إن مواقف الرجل تبقى ملكه.
ولفت في سياق مختلف إلى تطوّر إقليمي وازن تمثّل في إعلان الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي ترشيحه للرئاسة مجدداَ. وكشف أن خاتمي أجرى إتصالات قبل
إقدامه على هذه الخطوة ببعض قادة دول “عرب الإعتدال” والدول المؤثرة في المجتمع الدولي سعياً إلى تغليب “الرؤية المصلحية” في إيران على “الرؤية العقائدية”. وقد شجعته نتيجة هذه الإتصالات على المضي قدماً في ترشيحه، إذ إنه تلقى وعداً بالتعاون التام معه إذا فاز بالرئاسة، ولا سيما إذا حقق الإصلاحيون فوزا واضحاً في الإنتخابات التشريعية التالية، بحيث يتعامل المجتمعان العربي والدولي بإيجابية كبيرة مع إيران ويضعان مصالحها في مستوى مصالحهما ، وتتغير النظرة إليها لتصبح شريكة بعدما باتت أقرب إلى صورة العدو ، وذلك بشرط أن تتعاون طهران خاتمي مع الشرعيات في المنطقة العربية وتستخدم علاقاتها الوثيقة بالقوى غير الشرعية ، مثل “حماس” و”حزب الله” ، في سبيل إنجاح “مبادرة السلام العربية” وإحلال الإستقرار في المنطقة العربية بالتعاون مع الدول العربية، والتوقف تالياً عن تأجيج الصراع السني – الشيعي لا سيما في لبنان والعراق والبحرين، وكذلك عن إطلاق التصريحات والتلميحات التي توحي برغبة إيران في تهديد أمن دول الخليج العربي.
إقدامه على هذه الخطوة ببعض قادة دول “عرب الإعتدال” والدول المؤثرة في المجتمع الدولي سعياً إلى تغليب “الرؤية المصلحية” في إيران على “الرؤية العقائدية”. وقد شجعته نتيجة هذه الإتصالات على المضي قدماً في ترشيحه، إذ إنه تلقى وعداً بالتعاون التام معه إذا فاز بالرئاسة، ولا سيما إذا حقق الإصلاحيون فوزا واضحاً في الإنتخابات التشريعية التالية، بحيث يتعامل المجتمعان العربي والدولي بإيجابية كبيرة مع إيران ويضعان مصالحها في مستوى مصالحهما ، وتتغير النظرة إليها لتصبح شريكة بعدما باتت أقرب إلى صورة العدو ، وذلك بشرط أن تتعاون طهران خاتمي مع الشرعيات في المنطقة العربية وتستخدم علاقاتها الوثيقة بالقوى غير الشرعية ، مثل “حماس” و”حزب الله” ، في سبيل إنجاح “مبادرة السلام العربية” وإحلال الإستقرار في المنطقة العربية بالتعاون مع الدول العربية، والتوقف تالياً عن تأجيج الصراع السني – الشيعي لا سيما في لبنان والعراق والبحرين، وكذلك عن إطلاق التصريحات والتلميحات التي توحي برغبة إيران في تهديد أمن دول الخليج العربي.
وقد ذكّر خاتمي خلال اتصالاته بالعلاقات الوطيدة التي سادت علاقات إيران بـ”دول الإعتدال” خلال فترة رئاسته، مؤكداً أنها ستعود كما كانت لا بل ستصبح أفضل وأمتن إذا ربح الإصلاحيون المعركة الإنتخابية. وطلب الضغط على إدارة الرئيس الأميركي أوباما من أجل تسريع الحوار المباشر بين واشنطن وطهران بغية سحب الذرائع من أيدي المتشددين في المجتمع الإيراني، ولقي طلبه استجابة تكللت بالنجاح عندما أطلق أوباما تصريحاً قبل أيام أبدى فيه استعداده لمحاورة طهران قريباً.
وعن الوضع اللبناني، قال الدبلوماسي العربي إن قادة “دول الإعتدال” اتصلوا بأركان قوى 14 آذار/ مارس مهنئين بنجاح مهرجان إحياء ذكرى الرئيس الحريري الحاشد جماهيرياً، وحضوا على حصر التنافس والصراع في المجال السياسي والإبتعاد عن أي طابع طائفي أو أمني، وعلى السعي بكل قوة إلى إنجاح الإنتخابات وضبط الوضع الأمني من خلال القوى الشرعية والرسمية. ونفى أن تكون الإتصالات السعودية – السورية ذات صلة مباشرة بلبنان، مؤكداً أنها ترتبط بغزة و”حماس” وفلسطين.