اوباما ..وجه اسود يطل من البيت الابيض
بقلم:سهام البيايضة
سبق وان كتبت عن اوباما والسيدة كلنتون ودورهما في السياسة الامريكية وذلك ابان رحلتهما التنافسية للوصول الى البيت الابيض الامريكي, رمز الرئاسة والسلطة في امريكا ,وسواء كان الرئيس ديمقراطي او جمهوري , اسود او ابيض فان الخل في نهاية المطاف اخو الخردل.
الشيء المختلف هذه المرة . انني اكتب عن باراك اوباما بعد ان تم اختياره بانتخابات شعبية لاكبر دولة في العالم تمارس الديمقراطية على ارضها , وترسل جنودها للقتل باسم الديمقراطية نفسها وباعذار انقاذ الشعوب المحبطة, التي من الممكن ان تحتضن الارهاب, بمسمياته الممزوجة بمصالح وافكار اصحاب الشركات البترولية, الباحثة عن الربح واستغلال شعوب الارض من اجل اعطاء مبررات الديمقراطية والحرية, تحت تلك المسميات التي ملأت اجواء العالم بالتوتر والغضب الشعبي, وفقدان بوصلة الامان الانساني على وجه هذه الارض التي لا تهداء ولا تستكين وتحتها تتاجج نيران الاطماع والسيطرة , من اجل حفنة دولارات وصفقات المال والبشر على حد سواء .
في السياسة الخارجية الامريكية لا يزال الخل اخو الخردل, ومن يصل الى المنصب الجمهوري لا تزال خيوطه مربوطة بالسياسات التي تضمن مصلحة الشعب الامريكي اولا وتحمي المصالح الامريكية الخارجية ثانيا .
طلب التغيير, والبحث عن طرق جديدة للتعامل مع شعوب الارض, والنظام العالمي الجديد ,رغبة كمنت في كل النفوس, وتاصلت في مطالب الناس جميعا ,بعد ان سادت سياسة المغامرات الغير محسوبة, ورعونة الرئيس بوش ونزقه, الذي كلف الشعب الامريكي سمعته وابناءه الذين تصطادهم طلقات القناصين والتفجيرات الانتحارية في افغانستان والعراق ,حتى بات الكابوس الامريكي الذي وصل الى الاقتصاد الراسمالي في عقر داره وحطم بعدم الثقة وفشل السياسات المستمرة, ثقة المستثمرين في الاسواق الامريكية والعالمية, على حد سواء,فنهار الاقتصاد العالمي كاهرامات عيدان الكبريت وابراج ورق اللعب بين اصابع طفل عابث.
لقد عانى الشعب الامريكي من سياسات بوش وقراراته بنفس العنت الذي اصاب شعوب الارض ,فتراكمت المشاكل الاقتصادية وتحطمت اسواق بيع العقارات وعجز الامريكي عن سداد ديونه واقساط بيته للبنوك التي حجزت على مليارات العقارات وتحملت اعباء عدم القدرة على تصريفها في ظل التراجع العام .
انها سياسات بوش ومزاجه القاصر والمتهور الذي اذاق شعبه اضعاف ما اذاق شعوب العالم ليدفع ثمن رعونته, من شعبية حزبه وسقوطه, وتراجع شعبيته في الشارع الامريكي ,مكتفيا هذا الشعب بان يختار باراك اوباما ,كصرخة الم يريد بها التغيير والبحث عن وجه اخر مختلف, لا يشبه بوش ولا علاقة له به, ليكون اوباما حفيد الجدة السوداء التي لا تزال ترعى جاموستها فوق عشب كينيا اول جدة سمراء لرئيس اسمر للولايات المتحدة الامريكية.
صدق المثل الشعبي مجنون رمى حجر..مئة عاقل لا يطاله,هذه سياسة بوش العرجاء البشعة التي كبدت البلاد والعباد الماسي والتشرد والاحتلال, وكراهية الشعوب لبعضها البعض واثارة نعرات صراع الحضارات, والدعوة الى تخليص العالم بالتسريع بقدوم المسيح حسب تعاليم المسيحية الجديدة, التي استباحت كل السياسات الممزوجة بالمعتقادات الدينية والنصرانية المتطرفة, التي اباحت قتل المسلمين ومحاربتهم بكل المسميات والاشكال المعروفة والغير معروفة ,ويكفي ان معتقل غواتينامو اذا لم تغلقة السياسة الجديدة في امريكا سيبقى رمز لهذه الرعونة وسيكون سببا لان يكون بوش وكل من يساند سياساته من مجرمي الانسانية وجزاري العالم .
انه التغيير المنشود الذي بحث العالم عنه, يحمل رايته وجه اسمر نصفه امريكي ونصفه ابيض والاخر اسود,ليس من نيويورك ولا من مزارع القطن في جنوب كارولاينا ولا من الداون تاون في ديترويت, ولا من اوهايو ولا شيكاغو,لا بل من كينيا من قلب العالم الاسود الذي جرته سلاسل العبودية ليعمل عبدا في حقول الرجل الابيض ,ليهاجر حسين اوباما طوعا لا عبدا الى امريكا ويقابل البيضاء ام اوباما ويقضي معها ليلة, تنمو بعدها في احشائها البيضاء بذرة سوداء حملت راية التغيير الابيض والملون في اكبر دول العالم واعظمها سطوة وظلم .
الشعب الامريكي صوت للمبارك اوباما ,نسائه وشبابه ورجاله الملونين والشقر الباحثين عن التغيير .وكل العقلاء البيض, وبقي المجانين والمتطرفين المتجديدن والشاذين قريبين من اسوار بوش واصدقائة المحافظين
السؤال المهم,كم سيصمد باراك اوباما في وجه المتخلفين العقليين والمجانيين الشواذ ,في امريكا؟؟
لن تترك اليد الصهيونية واليد المتطرفة للعرق الابيض باراك اوباما ,ولن يفلت من اليد الخفية الملوثة بدماء جون كينيدي وجورج واشنطن ,وﻣــﺎﺭﺗــﻦ ﻟــﻮﺛــﺮﻛﻴﻨﻎﺟــﻮﻧــﻴــﻮﺭ حامل الحلم الامريكي بالعدل والمساواة بين البيض والسود في امريكا والعالم كله ,فلا يزال العالم يغص بالصهاينة والثعالب الشقراء والبيضاء الامريكية التي لن تهداء ولن تقر. حتى تمنع هذا التغيير .
انها حرب الخير والشرالازلية, وصراع الحق والباطل, الذي افترش هذا الكون حتى تعلقت انظارنا بالوجه الاسمر القادمة اصوله من كينيا, ليحكم امريكا, ليطل من نافذة البيت الابيض ..انه حقا التغيير
الرحمة على المبارك اوباما ,عل في اسمه المشتق من البركة ,ان يكون كافيا ليبارك له في حياته, وان لا ندعوا له بالرحمة. كما هي الرحمة على كل القادة العظام الذين وصلتهم يد الغدر عن طريق رصاصة قناص..!!