منير مزيد
حلم متجذر في الروح يأبى إلا أن يُتمّ نوره
أَجِدُه ملطخاً بالدمـاء يصلي بحرقة و جنون
بين الحرائق و الدخان المتصاعد من بيوت الفقراء
من أجساد الأطفال و الأمهات…
آه أيتها المأساة المتخمة بالمراثي !
ما أصعب الحياة حين يرفع الموت منجله
يتلألأ الحلم عاجزاً
يسقط مغشياً ضحية لعبث الإخوة
عبث الحقد و الطمع…
آن الأوان ، أيتها الروح المجللة بالدم
لـ تصنعي لـ حلمِي معجزة
بعدما ألقى الإخوة حبيبتي في غياهب الجبّ
و يريدونني اما أخرسا أو قتيلا..
حبيبتي
لم يعد لدي اتساع من العمر
لـ أضمد جراح حزني
و أنا أرى الأرض تجمع بقايا عظامها
من بين الرماد
و لم يبق في اسطبل الحكايا متسع للصهيل
ولا في واحة الحُزْن متسع للدمـوع..
حبيبتي
لأجل قطرات النار النازفة مِنْ عيونِك
يصلي الحلم
ينبعت من رحم المعاناة المقدسة
إلها متمردا …عاشقا
و لأجل عرائس أطفال قتلت في الحريق
تغرد الملائكة …
تنادين
أشم يديك المحترقتين
كما أشتهي
لـ أزخرف رائحة الموت بالياسمين
و أرفع أحزانك إلى السماء …
حبيبتي
ها أنا ذا أرتل سورة الأرض
و أنثر الحلم بذورا
يُقبّلُني الضوء الأبيض الصافي
الآتي من ينابيع الحب
يخلق شمساً لشتائي
و امرأة متلهفة للقائي
أَتذوق فاكهة جسدها الشهي
وأشرب شبق ندى شهوتها الدافئة…