في رأي كاتب مصري أن سيناريو توريث الحكم في بلاده حتى لو حالت الظروف دون حدوثه فانه دليل على ” حالة تجريف” تتعرض لها مصر في السنوات الأخيرة فبالتوزازي مع غموض المستقبل السياسي للبلاد فان الحرائق تأتي على جزء مهم من ذاكرتها. ويقول محمد طعيمة في كتابه (جمهوركية ال مبارك.. صعود سيناريو التوريث) انه مع الشروع في الخطوات التمهيدية لسيناريو صعود جمال ابن الرئيس حسني مبارك فان بنية أقدم دولة مركزية في التاريخ “تكاد أن تتفكك” مضيفا أن من مظاهر التفكك ما يراه اهدارا “لفكرة الوطن” والكوارث التي تتعرض لها “أعمدة رئيسية في بنية مصر التي حلمنا بها دولة حديثة” ومنها حرائق يراه كثيرون غامضة أتت على مبان تاريخية.
وشبت النيران في المسرح القومي في سبتمبر أيلول 2008 وهو مبنى تاريخي كما احترق جانب كبير من مجلس الشورى (البرلمان) في أغسطس اب 2008 وتتكلف اعادة بنائه وترميمه بين 120 و130 مليون جنيه مصري كما أعلن رئيس الشركة التي تتولى هذا الامر في الآونة الاخيرة.
وقال الروائي المصري صنع الله ابراهيم المعروف بانتقاده الحاد لحكم الرئيس مبارك في مقدمة الكتاب “فيما بعد. عندما ينجلي غبار المعركة ويفوز الشعب المصري بحقه في اختيار حكامه” سيكون القارئ بحاجة الى سجل بأعمال أعاقت “فضيحة التوريث” ومنها هذا الكتاب اضافة الى كتابات لاخرين وكذلك دور الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) التي “نقلت المعركة من الغرف المغلقة الى الشارع رغم أنف الطغيان.”
وتأسست حركة (كفاية) نهاية عام 2004 وتضم رموزا من ألوان الطيف السياسي والفكري والثقافي والنقابي. وتتلخص جهود الحركة في شعار “لا للتجديد (للرئيس حسني مبارك) لا للتوريث (لابنه جمال”) الذي يتولى أمانة لجنة السياسات في الحزب الوطني الحاكم.
وعنوان كتاب (جمهوركية آل مبارك) نحت لغوي مبتكر يجمع الجمهورية والملكية معا بما يفيد اختلاط الامور وتحول الجمهورية الى حكم ملكي يورث للابناء.
ويقع الكتاب في 215 صفحة متوسطة القطع وطرحت دار ميريت في القاهرة طبعة جديدة ومزيدة منه يوم الاحد بمناسبة معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي تنتهي دورته الحادية والاربعون الخميس القادم.
وحمل غلاف الكتاب صورة التقطت لمبارك (81 عاما) في حالة اعياء وغضب أما الغلاف الخلفي فتتصدره صورة طفل مصري يحمل علم حركة (كفاية).
ويرصد طعيمة مظاهر ما يراه سيناريو لتوريث حكم مصر في “حكم الاب مبارك بالشراكة مع الابن جمال… توابع شراكة الاب والابن المدمرة حركت البعض من داخل بنية النظام نفسه للتحذير ثم الاعتراض المباشر” وبخاصة من الجناح الذي تمتد شرعيته الى ثورة يوليو تموز 1952 التي أنهت حكم أسرة محمد علي وألغت الحكم الملكي
ويسجل الكتاب مواقف لغير السياسيين ممن يتحمسون لتولي جمال حكم البلاد مثل الممثل الكوميدي عادل امام الذي “يناشده عبر النيوزويك الامريكية.. ياريت جمال يرشح نفسه ويصبح رئيسا لمصر.. نحتاج الى شخص قوي.”
وينفي مبارك أنه ينوي توريث الحكم قائلا في خطاب عام انه لن يتخلى عن مسؤولياته ما دام في صدره قلب ينبض. كما يشدد جمال في لقاءاته التلفزيونية على أنه لا يفكر في هذا الامر.
ولكن طعيمة مؤلف الكتاب يرى أن جمال “يمارس سلطات تنفيذية تعلو الوزراء” وأن وسائل الإعلام الرسمية تؤدي دورا في تصعيده اعلاميا وسياسيا دون شقيقه الاكبر علاء حتى ان أمهما سوزان مبارك “نادرا ما تشير (في مقابلاتها) الى علاء!”.
ويرى أن مصر في حالة مخاض ولكن أحدا لا يعرف ماذا ستلد ولا متى.