استطاع اختراع جديد يعتمد على تصوير طبقي محوسب، الكشف عن شكل مغنية مصرية توفيت قبل أكثر من ثلاثة آلاف سنة، وذلك من دون الحاجة إلى فتح قبرها وتابوتها المدفونة فيه.
وتمكن جهاز السكانر من نوع CT، من الكشف عن تفاصيل ملامح المومياء المصرية، التي قيل أنها كانت تملك عينتان متباعدتان وأسنان خالية تماما من التسوس، بالإضافة إلى تمكن العلماء من رؤية جلدها وعظامها داخل التابوت.
وقال مايكل فانيير، عالم أشعة في المركز الطبي بجامعة شيكاغو الأمريكية، إن المومياء ظهرت على درجة عالية من الجمال.”
وتبين للعلماء من خلال الإشارات الموجودة على جوانب التابوت، أن المومياء كانت مغنية، وقد توفيت عن عمر يناهز 30 عاما فقط، مما يترك العلماء في حيرة لما قد يكون السبب وراء وفاتها مبكرا.
وقالت عالمة في الشؤون المصرية بالمعهد الشرقي في جامعة شيكاغو، ايميلي تيتر، إنها لطالما أرادت رؤية المومياء داخل التابوت، إلا أنها تعلم أن فتحه قد يتسبب في تلف أجزاء منه (المومياء)، وبالتالي ضياع الأدلة.
وأضافت تيتر أن “المبدأ الأساسي في علم الآثار، هو الحفاظ على الأدلة، وقد ساعدت عملية تطوير جهاز السكانر في دراسة المومياءات بشكل أدق، حيث أصبح بالإمكان التعرف على الحالات الصحية لهن، بالإضافة إلى الطريقة التي تم حفظها في التابوت.”
وكانت النسخ الأولى من هذا الجهاز قد التقطت صورا لمومياءات سابقة، إلا أن صور هذه المومياء بالتحديد تعتبر خاصة لأنها بقيت داخل التابوت، ولم تخرج منه، وبالتالي أخذت صورها كما هي في الواقع.
وهذه المومياء، المغنية الملقبة بميريسامون، كانت قد اكُتشفت في مصر، قبل أن يتم بيعها إلى المعهد الشرقي في جامعة شيكاغو عام 1920.
وقضت تيتر حوالي 19 عاما وهي تحاول تخيل شكل المومياء داخل التابوت، قبل أن يتم تطوير جهاز السكانر، والتقاط آلاف الصور لها، والتي كشفت عن أنها كانت مغنية شابة، وامرأة عاملة.
وأُعجب العلماء خلال معاينتهم الصور، بأسنان ميريسامون، التي وجدت مصفوفة بشكل ممتاز، بالإضافة إلى خلوها من التسوس، مما يعني أن المومياء كانت تتبع حمية خالية من السكر، للحفاظ على أسنانها.
وينظر العلماء الآن في الأسباب التي قد تكون وراء وفاة ميريسامون مبكرا، حيث لم يلاحظوا وجود أي أثر لإصابة في جسمها، مما دفعهم إلى الاعتقاد أنه لربما أصييبت بمرض ما تسبب في وفاتها.