بقلم : رداد السلامي
اللقاء المشترك خيارا استراتيجيا وطنيا هاما ، وإدراك الشهيد جار الله عمر رحمه الله كواضع عملي لنواته ، كان واعيا ، فقد استطاع هذا الهامة الوطنية أن يعمل على تجديد قيم الكفاح ، والنضال الوطني ، وأسس لمواجهة التحديات القادمة رؤية ومشروعا وطنيا استراتيجيا حال دون استفحال أدوات غير سليمة في عملية الصراع السياسي ، كان الرجل رحمه الله على وعي تام بأهمية بلورة مشروع ناضج ، تشترك فيه كافة القوى السياسية المهمومة بالتغيير ، وإخراج البلاد من أنقاض الفوضى التي عربدت إثر حرب 94م ، فإلى جانب إدراكه ، بسلوك السلطة ، وتعاملها مع القضايا الوطنية ، وكيف تنتج أدوات التطرف لتحقيق أهدافها ، وحرف مسارات النضال ،كان يدرك تماما كيف يمكن تفكيك أحاجيها المدمرة وسلوكها الغامض المنحرف .
إن لدي إحساسا أننا ربما سنعاني مرحلة عصيبة ، حال انعدام ممكنات تجاوزها ، لأن هذه المرحلة ستكون نتاج سلطة تم كشف أدوات عملها ، وتجميد ممكنات تبريراتها الفوضوية والقمعية ، والواجب أن يقف اللقاء المشترك ، أمام هذه المرحلة ، وأن يكون على وعي تام بها ، بحيث يمتلك أدوات تفكيكها ، وتجاوزها ، فمن إيجابيا حرية الصحافة والرأي والتعبير أنها رغم ضيق متاحاتها أنها أعاقت أدوات السلطة الإرهابية واستخداماتها المختلة ، وأساليب عملها القمعي ، وأحرقت كروتها قبل أن تؤتي مفعولها ، وتم تعريتها قبل أن تصبح حالة يصعب التنبؤ بها وكيفية عملها.
فالسلطة ، ستنصع أدوات ربما جديدة ، تحاول من خلالها جعل القمع يبدو كما لو أنها بريئة منه..!! ، وهي قد تخلق أدوات أخرى ذات أساليب أخرى ، إنها من الخطورة بحيث أنها تستخدم الازمات والأوضاع السيئة التي تنتجها في إنتاج ادواتها .
إن ثقافة البرجزة التي نلحظها جزء من أدوات خطيرة أيضا ، وأن تلك الأدوات المتبرجزة التي تقتات بانتهازية ذكية قد تلعب دورا مختلا في عملية الصراع والتوظيف والاستخدامات المختلة ، لأن فيها من الازدواجية ما يجعل الأمور تبدو كما لو انها هي أيضا بريئة وذات مواقف صريحة ، أستطيع أن أقول أن هذه الطفيليات النفعية تعتبر قوى كمبوردوراتية في أحزابها تدعهما السلطة .
إن الإعلام يجب أن يكون حرا ، وأن على أحزاب المشترك أن تدافع وبقوة ، على حرية الكلمة والصحافة والرأي وحملة الأقلام ، وان تعمل على توسيع هامشها ، وان التأكيد الدائم والمستمر على النضال بصيغته السلمية الرائعة ، وتفعيل دوره ، ضرورة ملحة في المرحلة القادمة ، لتجاوز أدوات التصفية وإرادة القمع تحت أساليب أخرى.