حذّرت المؤسسة الأمنية الاسرائيلية ضباطاً برتبة لواء في الخدمة الفعلية في الجيش الاسرائيلي، وضباطاً رفيعين آخرين، من المفترض أن يكونوا في الخارج بسبب وظيفتهم، من احتمال محاولة حزب الله خطفهم أو اغتيالهم انتقاماً منه لاغتيال عماد مغنية. وفي الأيام الأخيرة، بعد التحذيرات الخطيرة، عاد ضباط رفيعو المستوى إلى البلاد، أو على الأقل غيّروا مخططاتهم وأماكن وجودهم في الخارج.
كما أكّدت مصادر أمنية إسرائيلية أن التحذيرات بشأن نية حزب الله الانتقام لاغتيال مسؤوله عماد مغنية، قائمة اليوم في مستوى عال من الذروة، إذ يستعدون في إسرائيل لسلسلة طويلة من الاحتمالات، منها: ضرب سفارات إسرائيلية؛ اغتيال أو خطف مسؤول إسرائيلي حاليّ أو سابق في الخارج؛ خطف رجال أعمال إسرائيليين، وأيضاً عملية يجري تنفيذها على الحدود الشمالية مع لبنان.
ويعتبر احتمال أن يحاول حزب الله القيام بعمليات خطف لضباط رفيعي المستوى، أحد السيناريوهات التي تؤخذ بالحسبان إزاء تهديدات حزب الله بالانتقام لاغتيال مغنية. وقد أعلنت المؤسسة الأمنية الاسرائيلية حالة تأهب قصوى، في محاولة لإحباط أي عمليات محتملة.
وفي أعقاب هذه التحذيرات، اجتمع الأسبوع الماضي وزير الدفاع إيهود باراك، برئيس هيئة مكافحة الإرهاب العميد نيتسان نورئيل، وأجريا نقاشاً للقضية، وقد قرر باراك البحث في إمكان إصدار أمر يُلزم الضباط بالعودة إلى إسرائيل.
لكنّ خطف عدد من الإسرائيليّين في الخارج أو قتلهم، ليس الردّ الذي يريده حزب الله… إذ ترى فيه مصادر إسرائيلية رفيعة «انتقام الفقراء»… بدلاً من ذلك، سيحاول حزب الله، برأي المصادر، تنفيذ عمل «إرهابي» كبير ولافت، على غرار تفجير الأهداف الإسرائيليّة واليهوديّة في الأرجنتين في أوائل التسعينيّات. وفقاً لمسؤولين إسرائيليين في مكتب مكافحة الإرهاب، يعدّ غضب حزب الله نتيجة لمقتل مسؤوله العسكري عماد مغنية غضباً عميقاً، وقد يأتي الانتقام على مراحل. بحسب هؤلاء المسؤولين، فإن الحزب يبحث عن هدف بقيمة مغنية نفسه. وتمثّل السفارات والقنصليات الإسرائيليّة أهدافاً أساسيّة، وأغلب الإجراءات الإسرائيليّة المضاّدة مرتكزة هناك، لكن يبقى تهديد الخطف تهديداً جديّاً يواجه الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة.
(الأخبار)