محمد الوليدي
هل يعقل أن أسودا يصبح رئيسا لأمريكيا بكل هذه السهولة ودون ثمن، في أكبر دولة عنصرية وجدت على وجه الأرض ، ومن أب مسلم في ظرف يمقت فيه أكثر الغرب كل ما يمت للمسلمين بصلة ؟
ألم يكن ذلك من أجل مهمة خطيرة ومريعة ومخيفة لا يوجد في الغرب الأبيض المسيحي من هو على إستعداد أن يحمل وزرها أو يتوشح بعارها ، كهدم الكعبة مثلا.
كان على الدوام يُحاط رؤساء أمريكيا بمجموعة شياطين من أعضاء ” منظمة مجلس العلاقات الخارجية” وهي أخطر منظمة ماسونية عرفها البشر في العصر الحديث إن لم يكن على مر العصور ؛ إذا ما عرفنا أنها وراء أكثر الحروب دموية في العصر الحديث ، وهذه المجموعة تتنوع مهامها ما بين مستشارين وصانعي سياسات ، لكنها في عهد الرئيس المنصرف بوش وضعت أحد أهم رموزها كنائب للرئيس وهو ديك تشيني، ورأينا قذارة تلك المرحلة التي لا زالت جراحها مفتوحة.
إلا إنهم لم يكتفوا بنائب رئيس الآن ! نعم فالرئيس نفسه باراك أوباما هو عضو في هذه المنظمة ، وإن أعتبروه عضوا غير رسمي، وزوجته أيضا ميشيل أوباما عضو في أحد أجنحة هذه المنظمة في شيكاغو ، ناهيك أن أحد أخطر أعضاء هذه المنظمة وهو زبيغنيو برزينكسي من بين مستشاري إوباما ، ويعتبر البعض أن أوباما ليس إلا لعبة بين يدي هذا الرجل.
ثم ما ألذي يجعل عضوا في الكونجرس وهو توم تانكريدو، ومن الحزب الجمهوري ، ومن أشد الساسة الأمريكيين عنصرية ؛ فهو المطالب دوما بتشديد قوانين الهجرة ، كما طالب ببناء حائط ما بين المكسيك وأمريكيا ، ما الذي يجعله يسحب ترشيحه للرئاسة الأمريكية في نهاية عام 2007 ويدعم ويشجع ترشيح أوباما الأسود ، ورغم إختلاف الحزبين ؟
ناهيك عن العلاقة المريبة التي تجمع بينهما ، لكن هل تتذكرون توم تانكريدو؟ هو الذي هدد ليس بتدمير الكعبة وحدها بل مكة والمدينة عام 2005.
ورد عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح أن هدم الكعبة سيسبقه إستحلال بيت الله الحرام من قبل أهله ، والناظر لأحوال بيت الله الحرام سيرى إستحلالا غير مسبوق من قبل أهله، فمنذ عقود تم ربطه بأجندة غربية وصهيونية ، وعبر إتفاقيات موقعة ما بين هذه الأطراف ، ورأينا كيف كان يحرق أطفال غزة بقنابل الفسفور وخطب بيت الله الحرام لم تخرج عن خطها والموجه من قبل النظام السعودي ، ورأينا كيف ظل الصمت سمة منبر رسول الله إزاء كل الجرائم ألتي تعرض لها المسلمون في كل مكان ، وليست غزة وحسب ، حيث لم يخرج نداءً واحداً بالدعوة للجهاد إلا مرة واحدة ؛ حين طلبت المخابرات الأمريكية ذلك من أجل أخراج السوفييت من أفغانستان، فأي إستحلال بعد هذا ؟ وحين يهون البيت على أهله ، فسيتمكن منه الأعداء .
ينقل لنا الكاتب مختار الخلفاوي الأحاديث التي وردت في هادم الكعبة ذو السويقتين ومدى تطابقها العجيب على أوباما ، ننصح بمراجعة مقاله في هذا الأمر ، ومنه ننقل الأحاديث الشريفة التي أوردها : ثبت في صحيح البخاري ومسلم أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : يخرّب الكعبةَ ذو السويقتيْن من الحبشة . قال ابن حجر في فتح الباري : عن عليّ رضي الله عنه قال : استكثروا من الطواف بهذا البيت قبل أن يحال بينكم وبينه ، فكأنّي برجل من الحبشة أصلع – أو قال- أصمع حمش الساقين قاعد عليها وهي تهدم . رواه الفاكهاني من هذا الوجه وقال : قائماً عليها يهدمها بمسحاته ، والأصلع من ذهب شعر مقدم رأسه ، والأصمع الصغير الأذنين ، وقوله حمش الساقين بحاء مهملة وميم ساكنة ثم معجمة أي دقيق الساقين . انتهى كلامه. فتبيّن أنّ المقصود بذي السويقتين الحبشيّ هو رجل من الحبشة دقيق الساقين، وهو الذي يباشر هدم الكعبة عندما يحين ذلك الوقت..”
فهل يكون هو .. وهل هذا وقته ؟ الله يعلم.
ويجتمع مع هذا الأمر الجلل أمورا كثيرة تجعلنا أكثر حيرة في هذا الزمان الذي نعيشه ، فلنر أيضا ما ورد في فضاء الآيات الكبرى .. مملكة هاشمية يشقها أحد أنهار المشرق يخسفها الله وملكها إسمه عبدالإله أو عبد الله!.. أترككم مع إبن كثير وتذكروا إنه توفي عام ٧٧٤ للهجرة!
وإعلموا أن وصف إبن كثير هذه الرواية بالعجيبة الغريبة المنكرة لا يعني نفي صحتها ، فكم من من حديث صحيح أثار إستهجان الصحابة رضوان الله عليهم وإستغرابهم وقت قوله ؛ كحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن ظهور الكاسيات العاريات ، ونظرة فقط لعواصم العرب الآن تكفي للتأمل في التطابق العجيب فيه.
يقول إبن كثير عن إبن جرير : ” أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن زُهَيْر حَدَّثَنَا عَبْد الْوَهَّاب بْن نَجْدَة الْحَوْطِيّ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَة عَبْد الْقُدُّوس بْن الْحَجَّاج عَنْ أَرْطَاة بْن الْمُنْذِر قَال
َ : جَاءَ رَجُل إِلَى اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا قَالَ لَهُ وَعِنْده حُذَيْفَة بْن الْيَمَان رَضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنْهُ أَخْبِرْنِي عَنْ تَفْسِير قَوْل اللَّه تَعَالَى ” حم عسق ” قَالَ فَأَطْرَقَ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ كَرَّرَ مَقَالَته فَأَعْرَضَ عَنْهُ فَلَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ وَكَرِهَ مَقَالَته ثُمَّ كَرَّرَهَا الثَّالِثَة فَلَمْ يُحِرْ إِلَيْهِ شَيْئًا فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَا أُنَبِّئك بِهَا قَدْ عَرَفْت لِمَ كَرِهَهَا نَزَلَتْ فِي رَجُل مِنْ أَهْل بَيْته يُقَال لَهُ عَبْد الْإِلَه أوَعَبْد اللَّه يَنْزِل عَلَى نَهَر مِنْ أَنْهَار الْمَشْرِق تُبْنَى عَلَيْهِ مَدِينَتَانِ يُشَقّ النَّهَر بَيْنهمَا شَقًّا فَإِذَا أَذِنَ اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي زَوَال مُلْكهمْ وَانْقِطَاع دَوْلَتهمْ وَمُدَّتهمْ بَعَثَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عَلَى إِحْدَاهُمَا نَارًا لَيْلًا فَتُصْبِح سَوْدَاء مُظْلِمَة وَقَدْ اِحْتَرَقَتْ كَأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ مَكَانهَا وَتُصْبِح صَاحِبَتهَا مُتَعَجِّبَة كَيْف أَفْلَتَتْ ؟ فَمَا هُوَ إِلَّا بَيَاض يَوْمهَا ذَلِكَ حَتَّى يَجْتَمِع فِيهَا كُلّ جَبَّار عَنِيد مِنْهُمْ ثُمَّ يَخْسِف اللَّه بِهَا وَبِهِمْ جَمِيعًا “.تفسير إبن كثير – المجلد الرابع – أول سورة الشورى.
َ : جَاءَ رَجُل إِلَى اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا قَالَ لَهُ وَعِنْده حُذَيْفَة بْن الْيَمَان رَضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنْهُ أَخْبِرْنِي عَنْ تَفْسِير قَوْل اللَّه تَعَالَى ” حم عسق ” قَالَ فَأَطْرَقَ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ كَرَّرَ مَقَالَته فَأَعْرَضَ عَنْهُ فَلَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ وَكَرِهَ مَقَالَته ثُمَّ كَرَّرَهَا الثَّالِثَة فَلَمْ يُحِرْ إِلَيْهِ شَيْئًا فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَا أُنَبِّئك بِهَا قَدْ عَرَفْت لِمَ كَرِهَهَا نَزَلَتْ فِي رَجُل مِنْ أَهْل بَيْته يُقَال لَهُ عَبْد الْإِلَه أوَعَبْد اللَّه يَنْزِل عَلَى نَهَر مِنْ أَنْهَار الْمَشْرِق تُبْنَى عَلَيْهِ مَدِينَتَانِ يُشَقّ النَّهَر بَيْنهمَا شَقًّا فَإِذَا أَذِنَ اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي زَوَال مُلْكهمْ وَانْقِطَاع دَوْلَتهمْ وَمُدَّتهمْ بَعَثَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عَلَى إِحْدَاهُمَا نَارًا لَيْلًا فَتُصْبِح سَوْدَاء مُظْلِمَة وَقَدْ اِحْتَرَقَتْ كَأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ مَكَانهَا وَتُصْبِح صَاحِبَتهَا مُتَعَجِّبَة كَيْف أَفْلَتَتْ ؟ فَمَا هُوَ إِلَّا بَيَاض يَوْمهَا ذَلِكَ حَتَّى يَجْتَمِع فِيهَا كُلّ جَبَّار عَنِيد مِنْهُمْ ثُمَّ يَخْسِف اللَّه بِهَا وَبِهِمْ جَمِيعًا “.تفسير إبن كثير – المجلد الرابع – أول سورة الشورى.
ولا تعليق.
ثم يأتي الحديث النبوي الشريف عن الحصار : “منعت العراق درهمها وقفيزها، ومنعت الشام مديها ودينارها، ومنعت مصر إردبها ودينارها، وعدتم من حيث بدأتم وعدتم من حيث بدأتم وعدتم من حيث بدأتم ، شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه”.
عشناه في العراق ونعيشه الآن في الشام وسنعيشه قريبا في مصر ، فلن يطل المقام بأهل مصر أن يظلوا يأكلون خبزهم مغموسا بدم إخوتهم.
ثم يأتي علو اليهود في هذا الزمن وفسادهم وظلمهم ، والذي ما أن يصلوا إليه حتى يبوءوا بغضب الله عز وجل ، قال تعالى :
وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِى إِسْرَائِيلَ فِى الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ في الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا. فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولا . ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا . إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَاعَلَوْا تَتْبِيرًا. عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَ إِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَ جَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا. الإسراء ٤-٨.
وبغض النظر عن تعدد التفسيرات لهذه الآيات الكريمة ، فمنهم من فسر علو اليهود وإفسادهم الثاني على أنه مضى ، ومنهم من فسره على أنه قادم أو هذا زمنه ، لكن قول الله عز وجل لا ينفي أن يتعدد فسادهم ” وَ إِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا ” ، وما يجري الآن من علو لهم ونفير أيضا وطغيان وتجبر واضح للعيان ، فحتى المؤسسة التي أنجبتهم دكوا مؤسساتها غير آبهين بأحد ، كما نرى كيف أجتمع الغرب لعونهم وبعض العرب أيضا وزادوا نفيرهم ، قال حذيفة رضي الله عنه : ليتق أحدكم أن يكون يهودياً أو نصرانياً وهو لا يشعر وتلا هذه الآية : (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) . فهل معركتنا الفاصلة معهم على الأبواب ، وهل أقترب وعد الآخرة ؟
وأنهي بما ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما سُئل عن علامات ظهور الدجال ، قال : إذا أمات الناس الصلاة وإذا ضاعت الأمانات وإذا كان الحكم ضعفاً ( أي الحكم ضعيفاً ) وإذا كان الظلم فخراً ( أي يفتخر بالظلم ) وإذا كان أمراؤكم فجرة وإذا كان وزراؤهم خونة وإذا كان أعوانهم ظلمة وإذا كان قراؤهم فسقه وإذا ظهر الجور ( أي الظلم ) وأذا فشي الزنا وإذا ظهر الربا وإذا قطعت الأرحام وإذا اتخذت الغناء وإذا شربت الخمور وإذا نقض العهد وإذا ضيعت العتمات ( صلاة الليل ) وإذا تهاون الناس في صلاة الجماعة و إذا زخرفت المساجد وإذا طوّلوا المنابر وإذا حلّوا المصاحف وإذا أخذوا الرشاء وإذا أكلوا الربا وإذا استعملوا السفهاء وإذا استخفوا بالدماء وإذا باعوا الدين بالدنيا وإذا اتجرت المرأة مع زوجها و إذا ركبت النساء المياثر ( قد تكون بمعنى السيارات ) وإذا تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال وإذا كان السلام على المعارف وإذا شهد شاهد من غير أن يستشهد وإذا حلف من قبل أن يستحلف وإذا لبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب وكانت قلوبهم أمرَّ من الصبر وألسنتهم أحلى من العسل وسرائرهم أنتن من الجيف وإذا أنكر المعروف وإذا عرف المنكر.
ولك أن تتخيل إلى أي مدى تطابق زمننا هذا.
لا نخيف أحداً ، لكنا نذكّر ، “فذكر أن الذكرى تنفع المؤمنين ” ، فق
د تجمعت معطيات لا نملك أن نقول بعدها إلا فروا إلى الله فلا منجى منه إلا إليه
د تجمعت معطيات لا نملك أن نقول بعدها إلا فروا إلى الله فلا منجى منه إلا إليه