اتهم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط دمشق بتوتير الوضع مع إسرائيل لتحسين شروطها التفاوضية. وشن جنبلاط، في كلمة ألقاها اليوم السبت أمام الحشود المحتفلة بالذكرى الرابعة لاغتيال الرئيس الأسبق رفيق الحريري في وسط العاصمة بيروت، هجوماً عنيفاً على المعارضة اللبنانية وسوريا.
وقال:”لا تسوية على المحكمة الدولية وعلى تحديد وترسيم الحدود ومزارع شبعا ولا تسوية على معابر التهريب وقواعد الإجرام خارج المخيمات ولا تسوية على استكمال ملف المهجرين وحق الجنوبيين وتسليح الجيش ولا تسوية على تحرير لبنان من نظام الطوائف ولا تسوية على حصرية قرار الحرب والسلم بيد الدولة، كما أن لا تسوية على العروبة والتضامن العربي والمبادرة العربية بعيدا عن المزايدات ولا تسوية على القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين”.
وأضاف إننا “نصر كدولة وشعب على التهدئة والهدنة مع إسرائيل وغيرنا يحارب عبرنا وعبر غزة وأرضه محتلة ويباهي بالتحرير ويفاوض إسرائيل وكأن أهل لبنان وغزة يباعون ويشترون على طاولة المفاوضات” وهو يشير بذلك إلى المفاوضات غير المباشرة التي جرت بين إسرائيل وسوريا والتي عقدت بوساطة تركية .
وأشار جنبلاط إلى أن “الصواريخ النقالة والجوالة المجهولة والمعروفة ما هي إلا لتحسين شروط المفاوضات”.
من جانبه أعرب رئيس تيار المستقبل اللبناني النائب سعد الحريري عن حزنه الشديد للمشهد الفلسطيني وللانقسام الذي يهدد القضية الفلسطينية برمتها، قائلا “عار علينا أن تسقط قضية فلسطين ضحية الصراع بين الأخوة” .
وقال الحريري، في كلمة ألقاها أمام المحتفلين بالذكرى الرابعة لاغتيال والده إننا “نتألم هذه الأيام للمشهد الفلسطيني وللانقسام الذي يهدد القضية فلا يعقل أن تصبح قضية العرب المقدسة رهينة هذا الواقع المأساوي رهينة الصراع على منظمتين للتحرير وعلى أرضين لدولة واحدة وعلى سلطتين وحكومتين فهذه من علامات الآخرة لقضية العرب الأولى” .
وتوجه بتحية إجلال وإكبار للفلسطينيين في غزة وتضحياتهم بوجه الآلة التدميرية الإسرائيلية ، مناشدا القادة الفلسطينيين حل الخلافات وتفويت الفرصة على “العابثين بأرض فلسطين المقدسة”.
على صعيد الوضع اللبناني دعا الحريري إلي إعلاء لغة الحوار الوطني على أية لغة أخرى تسعى إلي استدراج لبنان نحو أي شكل من أشكال العنف .
وقال إن قوى 14 آذار لم تستسلم لليأس بل كانت قوية بسلاح قضيتها ولم تتنازل عن حق اللبنانيين في قيام الدولة وأن يكون لها رئيس.
وأضاف :”تحملنا مسئولياتنا التاريخية في مكافحة محاولة إغراق لبنان في الفتنة الأهلية وسنتحمل مسئولية التصدي لمحاولة القضاء على القرار المستقل” .
وأعتبر أن مستقبل لبنان الاقتصادي هو رهن الاستقرار السياسي ولبنان دفع أثمان باهظة جراء الحروب والأزمات ولتلك الأشكال المتعددة من “الفجور السياسي” التي قطعت الطريق على كل الإصلاحات.
وكان الآلاف من أنصار رفيق الحريري ، الذي اغتيل عام 2005 ، قد بدأوا في التجمع بوسط بيروت اليوم لإحياء الذكرى السنوية الرابعة لمقتل الحريري وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل الجيش اللبناني وقوات الأمن الداخلي.
وانضمت النساء والأطفال واصحاب المعاشات إلي الحشد حاملين صور رئيس الوزراء السابق وابنه سعد الحريري، الذي يترأس حاليا الأغلبية الحاكمة المناهضة لسوريا ، واتخذ المشاركون في المسيرة طريقهم إلى وسط العاصمة بيروت حيث دفن الحريري وستة من حراسه الشخصيين.
واغتيل الحريري في تفجير هائل في 14 شباط/فبراير 2005 إلى جانب 20 آخرين. وألقي باللوم في إرتكاب الحادث على سوريا وحلفائها في لبنان على نحو واسع ، الأمر الذي نفته دمشق.
وقرع العديد من أنصار الحريري الطبول ورددوا شعارات مؤيدة للحريري مع وصولهم إلى وسط بيروت .
ووقف المشاركون بالمسيرة دقيقة صمت توافقت مع الوقت الذي شهد وقوع الانفجار الذي أودى بحياة الحريري في الساعة الواحدة ظهرا.
وازدحمت أغلب الطرق المؤدية إلى بيروت من جنوب وشمال وشرق لبنان بالمتجهين لإحياء هذه المناسبة.
والقي متحدثون خلال الاحتفالية كلمات في الحشد من بينهم زعيم الدروز وليد جنبلاط.
وأكد رئيس الجمهورية اللبناني الأسبق أمين الجميل، وهو احد القادة المسيحيين المناهضين لسوريا وللمعارضة اللبنانية في كلمة ألقاها أمام الحشود إن الانتصار في الانتخابات النيابية المقبلة، المقررة في الربيع المقبل، هو “الاقتصاص الحقيقي من القاتل أكان شخصا أو نظاما” .
وقال الجميل نريد أن نعرف من اغتال الحريري ومن اغتال بيار الجميل ومن اغتال كل القتلى ، مشددا على أن المحكمة الدولية آتية قريبا بعد أيام قليلة، وسيحاكم المجرمون سيحاكمون.