عراق المطيري
في اكثر من مرة أعلنت إدارة الشر الأمريكية كعادتها واستمرارا بغطرستها أنها ستعيد العراق الى العصور الوسطى …. فلماذا هذا الإصرار على تدمير العراق وكيف ؟
ان العراق بما يحمل من ارث تاريخي ممتد في أعماق الزمن السحيقة قد امتلك قدرة على التجدد والانبعاث فلشعبه القابلية على استيعاب الهجمة والعدوان ومعالجتها والنهوض من جديد ومن ثم التواصل مع أمته العربية , امتداده الطبيعي فمنذ كورش ملك الفرس الى يومنا هذا تعددت الهجمات ومحاولات القضاء على الهوية العربية لهذا القطر ولكنها بفضل الله فشلت وزالت .
لقد أعلن الغبي بوش عن نوايا دوائره الإستخباراتية التي صححت له ذلك انه سيعيدها حربا صليبية جديدة أي حرب المسيح ضد الإسلام وهو بذلك كشف دون قصد وبحماقة عن حلقة مهمة من حلقات الصراع التي عبأ لها المعسكر الغربي خصوصا بعد انفراده في القوة العالمية وسيطرته على القرار الدولي , فلم تكن الكويت تمتلك ما يجعل المعسكر الغربي يحشد القوة التي حشدها ويقوم بتلك الحرب العدوانية فلا موقعها يستوجب كل ذلك فمثلا موقع مضيق هرمز أهم من موقع الكويت وموقع الجزر العربية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى يعتبر إستراتيجيا ومؤثرا في خطوط الملاحة البحرية في الخليج العربي فلماذا لم يهتز ضمير الإنسانية الغربية أو المصالح الحيوية الغربية عندما احتلتها إيران , ولا ما تحتويه أراضيها من ثروات بطبيعة الحال أهمها النفط يشكل عنصرا مهما في الاقتصاد الغربي لان احتاطي نفط السعودية الذي تهيمن عليه الولايات الأمريكية اكبر بكثير من نفط الكويت ومن الممكن التعويض عن هذا بذاك ولم يكن الدافع أنساني انطلاقا من حفظ السلامة العامة للسكان هناك وإنهم سيتعرضون الى الإبادة بشكل كامل فقد ذهب ضحية الحصار الأمريكي الظالم على العراق فقط اكثر من مجموع سكان الكويت وقد ذهب نتيجة العدوان على العراق إضعاف ذلك العدد علما ان غيرها مما يعتبر أهم وحسب جميع القياسات قد تعرض الى كوارث يندى لها جبين الإنسانة ومع ذلك بقي العالم كله ساكت أمام تعرضها لخطر الإبادة الجماعية كما حصل في الصومال وقبلها يوغسلافيا السابقة وفلسطين طوال اكثر من نصف قرن مثلا .
ان ذلك يؤكد ان المقصود لم يكن العراق كشعب ووطن فحسب وإنما الفكر الذي تحمله القيادة العراقية والذي نهلته واستمدت أساسياته من الدين الإسلامي الحنيف والتي نجحت الى حد كبير من بعثه من جديد بين أبناء الشعب العربي بصورة عامة , فقد كان الشعب العربي يحمل بوادر النهوض القومي على اثر استقلال معظم أقطاره ولو شكليا وقيادة العراق طرحت على الشارع العربي مقومات ذلك النهوض وعوامل قوته فلبت طموحه واستجاب لها فاصبح لزاما حسب توجهات المعسكر الغربي المعادي إجهاض هذا النهوض للإبقاء على الشعب العربي تحت سيطرته ..
ان هذه الصفحة استهدفت تحقيق مجموعة من الأهداف منها ما هو على صعيد العراق الداخلي ومنها على صعيد الأمة العربية دعت بالولايات المتحدة الأمريكية الى ان تعيدها حربا صليبية حسب تعبير الأحمق بوش من بين أهمها :
أولا : القدرة العراقية على حسم النتائج
أثبتت جميع الحروب التي شهدتها المنطقة وساهم فيها الجيش العراقي شراسته وقدرته على الصبر والمطاولة وحسم النتائج لصالحه كما حصل في الحروب القومية مع الكيان الصهيوني أو في صد العدوان الإيراني ألصفوي على القطر والذي استمر اكثر من ثمانية سنوات , لذلك كان العدوان الأخير يهدف الى تحطيم القدرات العسكرية العراقية وقد عبرت أمريكا عن ذلك بحل المؤسسة العسكرية وتدمير مقومات نهوضها فسخرت فترة الحصار لإعداد الدراسات والخرائط العسكرية اللازمة لذلك قد اثبت فترة الست سنوات الماضية من عمر الاحتلال صحة هذه النظرية ولحد الآن لا تمتلك حكومته العميلة من الأسلحة عدى الخفيفة وغير المؤثرة وذات
المديات المحدودة .
المديات المحدودة .
ثانيا : العراق ومحيطه القومي
فقد ركزت القوات الغازية على ان تكون قواعد انطلاقها المعلنة الأقطار العربية المجاورة للعراق وخصوصا المشايخ الخليجية لترسيخ القطيعة بين أبناء العراق وإخوانهم أبناء الخليج في الوقت الذي شاركت اكثر من دولة عربية بادوار التعبئة والتهيئة للعدوان وخصوصا النظام الحاكم في مصر بينما ساهمت الدول المجاورة للعراق بادوار لا تقل خطورة ومنها إثارة الفتنة الطائفية والاقتتال الداخلي ودعم قادتها كدور إيران وسوريا والأردن .
ثالثا : البنى التحتية العراقية
وما ينتج عن ذلك في الهاء المواطن العراقي في تضميد ما ينتجه العدوان من جراح قاسية تصيبه في العمق فانجاز ما تم بنائه خلال فترة الحكم الوطني والعودة الى مستوى التطور العمراني والحضاري العالمي يحتاج الى فترة زمنية طويلة وأموال تفوق قدرات القطر الاقتصادية في المدى المنظور بالإضافة الى أنها في جميع الأحوال ستصب عائدها صالح صندوق التنمية الغربية .
ان من نتائج العدوان إهمال الزراعة والصناعة الوطنية المتعمد وتدمير مقوماتها والاعتماد كليا على الاستيراد فأصبحت الأسواق العراقية تعج بالسلع الاستهلاكية الأجنبية والحاصلات الزراعية وخصوصا الإيرانية
رابعا : التغلغل الأجنبي
حيث ساعد الغزو على إضعاف الفكر الوطني والقومي وتفضيل روح الطائفة على الروح الوطنية والقومية من خلال السماح للتغلغل الأجنبي في القطر , فمثلا دخول الإعداد الكبيرة من الأجانب وخصوصا الفرس ساعد الى نشر ممارسات التطرف الطائفي وأدى الى إنضاج فكر مضاد وساعد على انتشار فكر القاعدة الأمر الذي وضع القطر على حافة الحرب الطائفية الأهلية بينما مارست قياداتها عمليات السيطرة على مفاصل الدولة الرئيسية لتسخيرها في تعميق أهدافها وبالمحصلة النهائية إبعاد المواطن البسيط عن التفكير بالمشروع القومي
خامسا : الأموال والقدرات العربية
ولأجل ذلك أهدرت أموال طائلة من ثروات الخليج خصوصا في صفقات السلاح غير الإستراتيجي مع الدول الغربية والذي لا يؤثر في الحسم العسكري ويحفظ للكيان الصهيوني تفوقه اللوجستي والتعبوي .
أما في العراق فان نسبة الفساد المالي والإداري جعلته من بين الدول المتقدمة جدا في هذا المجال فمبالغ خيالية تهدر دون ان يكون لها أي ناتج أو مردود ايجابي على حياة المواطن .
ان هذه النقطة بالإضافة الى ما ذكر تعمل على منع العرب من التأثير في الحركة الاقتصادية العالمية وخلق الذرائع لاستنزاف أموال العرب وتسخيرها لصالح التفوق الغربي على كل الصعد كما تمنع العرب من التفكير باستغلال الفائض المالي الكبير في إقامة مشاريع تنموية متطورة سواء في الزراعة أو الصناعة أو التجارة والاعتماد فقط على العائدات النفطية من جهة وربط الاقتصاد العربي بحركة وتطور الاقتصاد الغربي وقد بينت تأثيرات ذلك في أزمة الاقتصاد الأمريكي الأخيرة وتداعياتها على اقتصاديات دول العالم بشكل عام والعرب بشكل خاص .
سادسا : الدين الإسلامي
لقد تم تسخير الدين الإسلامي الحنيف في تغذية الفكر الطائفي وترسيخه بين النسيج الاجتماعي العربي وعمل بشكل قبيح على تغليب طائفة على أخرى والعدوان الأمريكي على العراق كشف عن نوايا استغلال العامل الديني تحت ذريعة متخفية تدعو الى مقاومة عمليات التنصير وان أخذ
ت تسميات رنانة على غرار المقاومة أو الجهاد كالدور الذي نفذه حزب الله في لبنان والدور الذي يمارسه الفرس مع حركة حماس وفي جنوب السودان والصراع الدائر الآن في الصومال بين الفصائل الإسلامية .
ت تسميات رنانة على غرار المقاومة أو الجهاد كالدور الذي نفذه حزب الله في لبنان والدور الذي يمارسه الفرس مع حركة حماس وفي جنوب السودان والصراع الدائر الآن في الصومال بين الفصائل الإسلامية .
ان ما ورد أعلاه جانب آخر يوجب على كل عربي حر ان ينظم الى صفوف المقاومة ضد الأجنبي الغازي .
وللحديث بقية ان شاء الله