بقلم د. رفعت سيد أحمد
بصراحة نسأل أركان نظامنا المصرى: ما الجريمة التى ارتكبها الصديق والزميل المناضل مجدى أحمد حسين؟ هل تخابر الرجل مع العدو الصهيونى وقدم أسرار بلده إليه؟ هل أرسل عدة براميل نفطية أو شحن الغاز إلى أعصاب هذا الكيان كى يمده بالقوة فى مواجهة أبناء الشعب الفلسطينى؟ هل اعتدى على سيادة وأمن بلده بأن استقبل قادة العدو القتلة وأقام لهم سفارة على الشاطئ الثانى لنيل مصر؟ هل تاجر (مجدى حسين) فى الممنوعات واحتكر السلع وأثرى على حساب أمته وشعبه؟ أم أن كل جريمته كانت هى محاولة المساندة المعنوية المباشرة لأهل غزة وشعبها الصابر المذبوح؟ أليس هذا السلوك من مجدى وإن صنف فى قوانين زماننا القبيحة بأنه (تسلل) يستحق أن نقلده وساما وليس أن نضعه فى السجن؟ وأى (تسلل) هذا الذى يذهب فيه الأخ إلى بيت أخيه المذبوح فيواسى أهله ويضمد جراحهم بقدر ما يستطيع أو ما يملك من الكلمات والدعوات؟ أليس عارا أن نسجن من يساند وينوب عن عجزنا وفشلنا فى الوقت الذى يلتقى فيه مسئولينا بالقتلة الصهاينة بالأحضان والقبلات؟ وهل أجرم مجدى أحمد حسين حين بادر وحده باختراق الحدود والحصار لكى يمسح دمعة من على وجه طفل فلسطينى يتيم أما أن الذى أجرم هو من ساند العدو وضغط على المحاصرين، وشارك فى ذبحهم باسم ( السيادة الوطنية)، وهى سيادة للأسف تنتهك صباح مساء بلا حياء من قبل العدو الصهيونى.
إن محاكمة (مجدى أحمد حسين) أمام القضاء العسكرى، فضلا عن كونه أمرا غير دستورى، لأن الرجل ببساطة ليس جنديا أو ضابطاً فى الجيش المصرى، وقاضيه الطبيعى هو المحاكم المدنية إن كان ما قام به فعلا يعد خروجا على القانون والدستور (وأنا اشك فى ذلك تماما وفى هذه الظروف الضاغطة على شعبنا الفلسطينى).
إن الحكم على (مجدى) بعامين سجنا وخمسة آلاف جنيه غرامة بسبب مساندته العملية للمجروحين واليتامى والصامدين فى غزة، فى الوقت الذى يترك فيه القتلة وسارقى الوطن ومهددى أمنه القومى، طلقاء يعيثيون فى الأرض فسادا لهو اساءة كبيرة لمصر، ولتاريخها النضالى الطويل.
ويا أيها العقلاء فى نظامنا الحاكم.. أطلقوا سراح مجدى، فهذا شرف لكم، لو تعلمون، ولتعتذروا له ولكل المناضلين والشرفاء الذين وقفوا ولا يزالون، فى وجه العدو الصهيونى ومن والاه على أرضنا الحبيبة.
وتحية لك أخى مجدى فى سجنك، وثق أنك أنت الحر، ودونك هم الأسرى، ولتكن حكمة عمر المختار نبراسك: الضربات التى لا تقتلنى تقوى ظهرى.
Email: [email protected]