بقلم – عطا مناع
عندما كانت طائرات الاحتلال الإسرائيلي تنشر الموت في كافة أنحاء قطاع غزة خلال العدوان الذي خلق جبهة واسعة مناهضة للفاشية من مشارق الأرض لمغاربها باستثناء حفنة من الساقطين الذين صفقوا واستبشروا بسحق المقاومة الفلسطينية، وعندما ضاقت ارض غزة التي شبعت بأحدث ما أنتجته الترسانة الغربية من أسباب الموت للبشرية وشعوبها المستضعفة التي لا حول لها سوى الصمود بالمزيد من الضحايا والأشلاء المتناثرة في أزقة غزة العزة التي تكالبت عليها قوى الشر من كل حدب وصوب كل حسب اختصاصة والمهمة الموكلة له.
في معمعان الجحيم واستباحة اللحم الفلسطيني، كان الطابور الخامس ينشط في الصفوف الخلفية للشعب الفلسطيني في محاولة منة لنشر الإحباط كمقدمة لتفريغ المقاومة من بعدها الجماهيري، منهم من حمل المقاومة مسئولية العدوان الفاشي، وهناك من قال في الدقائق الأولى للجريمة… أن الدم ما بيصير مية… لكن الطبع غلب التطبع عنده وعبر عن حقيقتة بمعاتبة الدولة الفاشية التي أوقفت عدوانها بعد فشلة، والبعض رقص طربا بعد استهداف طائرات الدولة الصهيونية قيادات حمساوية في قطاع غزة، وكانت آخر تقليعة لهؤلاء أن بعضهم ذرف دموع التماسيح على أطفالنا في غزة وباشر بمبادرة منسقة مع جهات صهيونية إحضار عدد من أطفالنا من قطاع غزو للضفة للترفية عنهم، وقد لاقت هذه الحركة المشبوهة الواضحة بعناوينها وتوجهاتها استنكارا واسعا من قوى وجمعيات في الأراضي المحتلة عام 1948.
بالصدفة وقع بين يدي الايميل الذي أرسلته تلك المجموعة لبعض المؤسسات، والتي أكدت خلاله أنها تعكف على مراسلة وزير الحرب الإسرائيلي بارك وبعض المؤسسات الصهيونية لتسهيل مهمتها التي فشلت بعد انكشافها لبعض الجهات الوطنية وخاصة الموجودة في الداخل الفلسطيني المحتل لينقلب السحر على الساحر الذي خسر صفقة رابحة لكنها مغمسة بدماء ضحايا إرهاب الدولة الصهيونية.
هذه المجموعة لم تتحرك من فراغ، فهي واحدة من مئات المؤسسات ذات البعد الشخصي والعائلي التي سقطت في فخ الشعارات المنادية بالسلام زورا، سقطت وهي مدركة وواعية لحجم الجريمة التي تشارك بها، وتطورت للفعل والأداء الواعي لبرامجها الموضوعة سلفا والتي تأتي بأكلها على المدى الاستراتيجي، خاصة أنهم ينشطون في كافة المجالات… رياضية…. أطفال…. مرآة…شهداء… أسرى وعائلاتهم… مخيمات صيفية… صحة وإعلام….. الخ من القضايا التي تمس العصب الحساس للشعب الفلسطيني، ويعتبر مركز بيرس للسلام إلي يجاهر بنشاطة التطبيعي واحد من اخطر المؤسسات التي تستهدف ألكيانيه الفلسطينية، وهو المركز الذي رفع شعار تشييد البنية الأساسية”للسلام” وبناء بنية تحتيه”للمصالحة” بين شعوب الشرق الأوسط يحققونها بأنفسهم من اجل تعزيز “التنمية الاجتماعية والاقتصادية” والدفع قدما في سبل”التعاون والتفاهم المتبادل”؟؟؟؟؟؟؟؟.
ما ينادي به مركز بيرس للسلام الذي يعتبر راس حربة المؤسسات الغربية التي تستهدف الوعي الفلسطيني بشن حرب ناعمة على ثقافتنا الوطنية باسم السلام والتعايش، ورغم النتائج السيئة والفشل الواضح لمركز بيرس والساقطين في حبائله والمتساوقين مع برامجه الصهيونية بامتياز نظرا لانكشافهم وعريهم أمام الفئات المستهدفة وخاصة الوطنية منها، ألا أن مركز بيرس ومؤسسات التطبيع نجحت في خلق شريحة وقحة ليس لها هم سوى تخريب عقول الشباب الفلسطيني واستهداف الأطفال ا
لمحرومين الذين استقطبتهم مؤسسات التطبيع بوضع السم في الدسم، واستخدام أساليب جهنمية في السيطرة على عقولهم بإشراكهم في نشاطات خارجية بمعيه إسرائيليين مدربين على نشر ثقافة التنظير لما يسمى بالواقعية السياسية والتعايش، ولسان حالهم يقول دعوا الحمل يصادق الذئب.
الذئب هو شمعون بيرس ذاك الثعلب الذي ارتكب المجازر بحق الشعب الفلسطيني واللبناني، ولا زالت ذكرى مجزرة قانا الأولى عام 1969 والتي راح ضحيتها ما يقارب 106 من اللبنانيين الذي احتموا بقيادة اليونيفيل في الجنوب اللبناني شاهدا على صهيونية شمعون بيرس رئيس دولة الاحتلال الحالي، ولماذا نذهب بعيدا، فخلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خرج علينا عير شاشة الجزيرة ليسوق لذبح أطفالنا ويدافع عن استخدام الفسفور الأبيض المحرم دوليا.
في المحصلة، يتعرض الشعب الفلسطيني لحرب خفية تستهدف العقول ، حرب تستهدف وجودنا وثوابتنا، وتختلف هذه الحرب عن الحروب التي شنتها إسرائيل على الشعب الفلسطيني بان جنودها فلسطينيين وعرب من الذين دجنتهم أموال مركز بيرس الذي وضع الرسن في رقابهم وسيطر على عقولهم ليعيثوا فسادا في الواقع الفلسطيني، هؤلاء لعبوا دورا فاعلا خلال العدوان على غزة، نظروا لثقافة الهزيمة وحاولوا استعداء الشعب على مقاومة مقابل شيكات شهرية دورية تصرف لهم من مركز بيرس، والخطير في الأمر أنهم يمارسون نشاطاتهم تحت عين وبصر السلطة الفلسطينية التي أعطت الشرعية للمؤسسات التي أسسوها، تلك المؤسسات التي تدور في الشللية والعائلية.
ورغم انكشاف هؤلاء الساقطين في وحل التطبيع المستعدين لبيع الأخضر واليابس والتجرؤ على المحرمات، وكنت قد بينت في مقالة سابقة حملت عنوان شهداء فلسطين في طاحونة التطبيع نشاط البعض المطبع الذي أطلق على نفسه اسم منتدى العائلات الثكلى الذي نشط في جمع عائلات الشهداء البسطاء مع جنود إسرائيليين تحت مسميات مختلفة تساوي بين الضحية والجلاد.
كان اللة في عوننا نحن الفلسطينيين وساعدنا على وقاية أنفسنا وأولادنا من شريحة تستهدف عقول أطفالنا، شريحة تتقدمها شخصيات كانت في يوم من الأيام تمسك بدفة العمل الوطني، لكنها فقدت البوصلة وارتمت في أحضان الفكر المعادي لتطلعاتنا، وحاولت أن تزرع أفكار الآخر في عقول أولادنا، أفكار سوداء لن يتسنى لها العيش ألا في عقول الساقطين.