كتاب الرعب العربي
بقلم: سهام البيايضة
انا لست من متابعي افلام الرعب ,لا بل اكرهها , ولا احب ايضاً, افلام الاكشن والسسبند, انها توترني وتزعجني, ولا يعجبني الجلوس بتشنج وانا أتابع المشاهد .التي امامي.واعجب من الاشخاص الذين يتابعون مثل هذه الافلام والفائدة التي يمكن ان يستوفونها بعد هكذا مشاهد, خاصة اذا كنت اشاهدها وحدي في ساعة متاخرة ليلا,اجاهد النوم بعدها من اجل ان انعم بالهدوء ونوم يساعدني على النهوض الطبيعي في اليوم التالي دون ان اشعر بالصداع ,واختلال خطوط الطاقة البدنية والعقلية, .
افلام الرعب والتهويل جزء من عملية الابداع الثقافي السينمائي عند العض ,خاصة التي تتعلق بفنون القتل والتقتيل, والتفنن بالتعذيب في اماكن مهجورة ,وتقطيع الاوصال البشرية ووضعها في قدر مع الخضار والتوابل لتؤكل, حتى تبقي على شراسة الرغبة, وخلق شخصيات مرعبة, وفصائل بشرية تلتهم البشر,يتناولون شوربة اللحم البشري ,و ينتشرون في العالم ,ثم توضع بعدها علامة النهاية لتخبرك ان الوضع لم ينتهي وانه لا يزال باقيا..في نهاية مفتوحة تتركك اكثر اضطرابا ورعبا ,ثم سخافتا, لانك في اخر المطاف ستطمئن نفسك ,وتتمتم بغباء:انه مجرد فلم!!
الاستمتاع بالرعب وترويع الاخرين , والبحث عن نقاط الاثارة والاضطراب, موضوع فيه نظر!! وله متابعين ومعجبين يشجعون المنتجين والكتاب على زيادة الانتاج والابداع والتفنن في افاقه وابداعاته ,في عالم استولت عليه مفاهيم السلطة والمال.وانعدمت فيه مفاهيم المسؤولية الاجتماعية والجدوى الثقافية .والاثار النفسيه والاجتماعية, طالما ان المال هو المحرك الوحيد والنزق الانساني هو المسيطر والرقابة الاخلاقية تعتبر ضمن معايير النسبة والتناسب, مع اختلاف البيئات والغايات والاهداف والشعوب والغايات.
عالم السينما والثقافة ووسائل الاعلام والكتابة وحتى السياسة , لا يغيب عنها هذا الجانب المروع والمخيف ,فهناك كتاب حول العالم لهم هاجسهم الخاص في الكتابة ,ويبقى النقد وحرية التقبل في العالم المنفتح هو اساس التعامل ويدعوا ,بدعوة عامة, ليتقدم الكل بما تتفتح به قرائحهم, ليكونوا مفكرين ومهتمين بشؤون بلادهم او قضايا تخص الانسان, بكينونته الواحدة على هذا الكون,مع الابقاء على خصوصية بيئته الخاصة ضمن احدائيات زمانه ومكانة .
وجدت احد مقالاتي على احد المنتديات ,لقد ازدادت دقات قلبي ,وشعرت بالخوف والاضطراب .ولم يكن ذلك بسبب التعليقات او الآراء الممكن ان اتلقاها ,فهذا شيء طبيعي ان تجد المؤيدين وان تجد المعترضين وحتى الكارهين ,كونك من الاردن,او السودان ,او اي جنسية على سبيل المثال, او من مذهب او ديانة او ايدلوجية ,واحيانا لا تكون كذلك وتاتيك اسهم مضادة نصيبك من مقال اصبت فيه اواخطأت ,فجميع الاحتمالات قائمة في هذه الفوضى العارمة.
الشعور بالرعب سببه المواضيع والطروحات التي وجدتها على ذلك المنتدى, الذي يضع شروطه في امكانية طرح اي موضوع تشاء ,وبالطريقة التي تريد, طالما ابتعدت عن شتم اصحاب المنتدى والذات الأميرية لحكام البلاد,اما ما بعد هاذين الامرين فهو مباح وقابل للعرض والطلب, في اي سوق ثقافي او اباحي شئت,انها دعوة الى الحرية والرأي والرأي الاخر, بصورة مطلقة, تجعلك تتسمر امام المواضيع المختلفة التي تم طرحها من قبل اعضاء المنتدى.الرعب والترويع ليس بالكتابة لم تكن فقط بين سني او شيعي يختلفون على زواج المتعة وظهور المهدي المنتظر,اواطلاق مسميات رسمت خطوط الفرقة والبغضاء التي أسالت دمائهم وقطعت رؤوسهم بالالف على ارض العراق ,ولا تتعلق باستحواذ فئة على الحياة والرفاه البترولي وغيبوبة اخرين في الفقر والعوز, وليست فقط بين من يحمل لواء المقاومة والحق بعودة الارض وبين من استسلم للحل السلمي على حساب الامة والحق والمصير وشعوب قدمت الغالي والرخيص لا يزال الكثيير منها تتقاذفه خيام التهجير والتشرد وخيبة الحياة وتردي الحال,انما تتعلق وبإسفاف, بوجود هذه الامة وبعقيدة هذه الامة ورموزها ,وتاريخها.
انه الرعب الثقافي الذي استشعرته من كتاب عرب ,لهم منابرهم عبر وسائل الاعلام العربية ,والخاصة في بلادهم ,يشتمون العرب والمسلمين ,ويمسخرون القضية ,ويهزؤون من مفاهيم المقاومة والنضال العربي والمسلم ,يكتبون باقلام عربية ووطنية ,ظهرت حديثا ,في سماء الكتابة ,تقاتل مع اقلام العداوة والتفرقة وانكسارات الضمير العربي ,تتصدر اسماءهم المواقع المعادية للاسلام وللعروبة ,يكتبون بشدة وعزم ,في الذم والقدح العربي لا تتجراء قوى العداء المعروفة لهذه الامة ان تكتب عنه بتلك القساوة وهذا التجرد الفاضح.
اسماء كثيره تصدرت مواقع الخارجية الاسرائيلية ويوميات الجرائد الخليجية ,وفوق المواقع يندى لها جبين القاريء.
يقول المثل العربي “احبب حبيبك هونا ما ,عسى ان يكون عدوك يوما ما ,واكره عدوك هونا ما عسى ان يكون صديقك يوما ما”
انها تقلبات الزمان التي تبقى على تقلب الاحوال, واختلاف المواقف عند الشعوب قائم ,وممكن ,فلا بد من شفاء الجراح والابقاء على ارادة الحياة واحتمالية, المع والضد,والانتصار للحضارة وللحس الانساني الباحث عن الامان والحياة.
هناك من يريد للجرح العربي بان يبقى نازفا وعميقا الى درجة التعفن والغرغرينا حتى يعجز التواصل وتتقهقر الهمم في رسم خطوط القاء بين المجتمعات العربية من الخليج الى المحيط.
العتب والتعويل سيبقى على العقلاء, في خضم هذا الكم الهائل من القادرين والمتجبرين على الامة والاسلام وعلى مفاهيم المقاومة.
الابتعاد عن الصواب,الذي تحتاجه امتنا في صراعها وقضاياها التي عبر الشارع العربي عن استيعابه لها, وتماس مشاعر الشرفاء والبسطاء, في نقاط عربية واسلامية لا يختلف عليها الا من خلقت الثروات والمكاسب فيهم عروش في العتاوة والكره والحقد, لتشمل الشعوب قبل الافراد ولتركز عندهم البغيضة لكل ما هو عربي مسلم بعد ان كفروا بالعروبة,وبكل المواقف المتعلقة بخلاص ومصلحة هذه الامة .,
انه لشيء كبير, الذي يمزق الجهد العربي المحتضر والملقى في غرفة الانعاش ,والذي يضعه الضمير الغائب على التوقيت التنازلي, ليقترب من صفر الانفجار القيمي والاخلاقي, وضياع امة باكملها وحضارة اسلامية يحفظ الله عقيدتها ويحمي تعاليمها بوعد رباني ازلي الى يوم الدين,
كيف غابت عن افكارهم ان تقلبات الزمان والشعوب دائمة ومستمرة وان للتاريخ مزابل وعروش يتميز الجالسين عليها بالجهد والضمير والاجتهاد , وبكلمة حق تجمع ولا تفرق ,تخجل ولا تتواقح ,تلم الشمل ولا تفرقه.
من منا يعلم كم كانت ميزانية الحملة الصليبة على بلاد العرب لكن التاريخ كتب عن معرة النعمان, وعن مذابح القدس وانطاكية ,لن تتذكر الاجيال القادمة ثروة الكويت في عام 2009 لكنها لا بد ان تتذكر من القت بهم كتاباتهم على مزابل الثقافة والتاريخ ,انها محاكمات التاريخ العادلة ..لا بد ان نتحمل مسؤولية الكلمة ونضبط الضمير في خير الامة وصلاحها وان لا نكون رعبا وترويعا للفكر وللمشهد العربي,
الفريد هتشكوك مخرج افلام الرعب ,ترك خلفه العديد من الافلام والمسلسلات, التي لو اعدت مشاهدتها لوجدتها تهون وتتراجع امام الفكر العربي المتمترس خلف احتكار الحق المأزوم بمواقف عدت وانتهت, اذكرمنها فلم ” الطيور” مشهد الغربان المتراصة على اعمدة الكهرباء واسلاكها ,يذكرني بتلك الزيارة المشؤومة لذلك المنتدى فترتعد اوصالي امام لغة عربية افكارها صهيونية واقلامها متخلفه.